الاثنين ١٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم نزيه حسون

تَهْوي العُروشُ إذا الشُّعُوبُ تُصَمِّمُ

إلى شهداء الثورات العربية
صُبُّوا الدماءَ عَلَى الثَّرى وتَقدَّموا جِسرُ الولوجِ إلى الخُلودِ هوَ الدَمُ
دُكُّوا العروشَ كما الزجاجِ تَحَطُمًا تَهْوي العروشُ إذا الشُّعوبُ تُصَمِّمُ
والتَغْزِلوا بِدَمِ الكفاحِ ملاحمًا ثَغرُ الزَّمانِ بمَجْدِها يَتَرنَّمُ
فَدَمُ الشَهيدِ يظلُّ بوْصَلةَ الَّذي دربَ التحّرُّر والبُطولةِ يرسمُ
ودمُ الشهيدِ وإنْ أريقَ مُقدسٌ صَلُّوا على روحِ الشَّهيد وسلَّمُوا
يا وردةَ الدَّمِ الزَكيِّ تَفتَّحي زهرًا على ثغْرِ الثَّرى يتبسَّمُ
هذا ربيعُ الثائرين بأرضِنَا صَوْبَ المُنى دربُ الفِدا يترَسَّمُ
هَبَّت نسائمهُ تؤرِّجُ نَصْرَنا وعروشُ مَنْ سَفَكَ الدِّمَاءَ تُحَطِّمُ
وطني يُعذبُني الطغاةُ بِنَارِهِمْ ويزيدُ عِشْقُكَ في الضُّلوعِ ويُضْرَمُ
وإذا المَعَاصِمُ بالسَّلاسِلِ قُيِّدتْ سيفوزُ بالنصرِ الأكيدِ المِعْصَمُ
هذي عروشٌ بالمَعَاصي رُصِّعَتْ جُدرانُهَا عَنْ عارِهِم تَتَكَلَّمُ
قَتَلوا الشعوبَ وبالرصاصِ تطاولاً وَعَلى الحدودِ معِ الغُزاةِ تَقزَّموا
ما ضَرَّهُمْ أن تُسْتَباحَ رُبوعَنَا ونُهان هونَ الخَانِعينَ ونُلْطَمُ
ما ضَرَّهُمْ أنَّ الغُزاة تَطاوَلوا والقدسُ تَرْزَحُ في القيود وتُظلمُ
ما هزَّهُمْ أطفالُ غزةَ يُتِّمُوا وبيوتُهَا فوق النساءِ تُهدَّمُ
يا قبضةَ الثُّوارِ دُكِّي عَرْشَهُمْ إنَّ النظامَ اذا استبدَّ سيهزَمُ
يا تونسُ الخضراء يا حلمَ الفدا أنت الأعزُّ وأنتِ أنتِ الأكرمُ
يا تونسُ الخضراءُ يا معشوقةً سارتْ على دَرْبِ الفِدى تَتَقدَّمُ
يا «بو العزيز» ويا أعزَّ روايةٍ كُتِبتْ مآثرُها بنارٍ تُضرَمُ
أشعلتَ نارًا في الضُّلوعِ تَحَديًا حتَّى العروشُ الراعشاتِ تُحَطِّمُ
ولناركَ الحَمراء صِرْنا نَنْتَمي وبروحِكَ العَصْماءِ صِرنا نُقسِمُ
هَذي تَواريخُ الشُّعوبِ مَواعظٌ لكنَّمَا الطَّاغونَ أنَّا يَفْهَمُوا
كُنَّا نَرُشُّ القمحَ فوقَ جِبالِنا للطَّيرِ حتَّى الطَّيرَ كُنَّا نُطْعِمُ
واليومَ تَمْتَلئُ البِلادَ مَجاعَةً والحاكمونَ كروشُهمْ تَتَنَعَّمُ
فَلأيِّ مُعتصمٍ تصيحُ سبيةٌ ولمَنْ يُنادي جائعٌ يَتألَّمُ
يا شعبُ عُذْرًا فالكلامُ يَخُونَني ما عاد يُسعفني اللسانُ ولا الفمُ
إني أشكِكُ في عروبةِ حاكمٍ عن ذبحِ شعبٍ أعزلٍ لا يُحْجمُ
هذي تواريخُ الشُّعوبِ روايةٌ لو يَفْقَهونَ فُصُولَهَا لَتَعَلَّمُوا
كَمْ مجرمٍ ظنَّ الخُلودَ مَصِيرَهُ فَقَضى على حَبْلِ المَشَانقِ يُعْدَمُ
والليلُ مهما الليلُ أمعنَ ظُلْمَةً نور الصباحِ مَعِ الصَّبَاحِ سَيَبْسُمُ
تَزْنونَ فِي حقِّ الشُّعوبِ جَهَارَةً منْ يَزْنِ في حَقِّ الشُّعوبِ سَيُرْجَمُ
مَهْمَا صَنَعْتُمْ مِنْ تَمَاثيلٍ لَكُمْ يومًا بأحذيةِ الشعوبِ سَتُلْطَمُ
صُبُّوا الدماءَ عَلَى الثَّرى وتَقدَّموا جِسرُ الولوجِ إلى الخُلودِ هوَ الدَمُ
صُبُّوا الدماء القانياتِ بِعِزةٍ وتحرروا.. وَتَمرَّدوا.. وتَفتنموا
مَنْ هَبَّ يروي بالنجيعِ تُرابَهُ بجنانِ ربِّ العالمينَ يُكَرَمُ
ما لَمْ نُضَمِّخْ بالنَّجِـيعِ تُرابَنا لنْ تغْمُرَ الوَطنَ المعذَّبَ أنجُمُ
إلى شهداء الثورات العربية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى