الخميس ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم ناهض زقوت

دراسة نقدية لمجموعة «الخبز المر»

نظم التجمع من أجل المعرفة «يوتوبيا» ضمن سلسلة أيام القصة القصيرة التي يعقدها في قاعة المركز القومي للدراسات والتوثيق بغزة، ندوة أدبية حول مجموعة الكاتب والإعلامي الشهيد ماجد أبو شرار «الخبز المر»، وقدم الكاتب والناقد الأدبي ناهـض زقـوت دراسة نقدية حول قصص المجموعة.

قال ناهض زقوت، يعتبر ماجد أبو شرار رائدا من رواد القصة الفلسطينية القصيرة في فترة الستينات، ضمن مجموعة من الكتاب احتضنتهم مجلة الأفق الجديد ما بين عامي 1961 و1966، هذا الجيل الذي وضع الإرهاصات أو اللبنات الأولي لفن القصة في المشهد الثقافي الفلسطيني بعد النكبة. ثم تحدث عن حياة الشهيد أبو شرار ونشأته، فذكر انه من مواليد عام 1936 في قرية دورا قضاء الخليل، وهاجر مع والده إلى قطاع غزة اثر نكبة 48، وفي غزة درس أبو شرار المرحلة الثانوية، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وبعدها عاد مع والدته إلى الخليل وبقي والده في غزة. وقد عمل في الأردن مدرسا وفي السعودية صحفيا حتى التحق بحركة فتح ليصبح المسؤول الإعلامي للحركة، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح. واغتالته إسرائيل في 9 أكتوبر 1981 في روما.

وعن علاقة أبو شرار بالقصة القصيرة قال زقوت، كتب أبو شرار قصص مجموعته بداية على صفحات مجلة الأفق الجديد التي ظهرت في عام 1961 وكانت حاضنة للثقافية والأدب وكتب على صفحاتها العديد من الأدباء الشبان في الضفتين، وتوقفت المجلة عن الصدور في عام 1966. وفي عام 1980 نشرها في كتاب عن دار ابن رشد في بيروت. وأشار زقوت أن مجموعته التي ضمت (12) قصة كتبت ما بين عامي 1959 و1964، تميزت بالواقعية التي زاوجت بين الهم الوطني والهم الاجتماعي، وحملت دلالات سياسية واجتماعية للواقع الفلسطيني قبل النكبة وبعدها.

وفي تحليل قصص المجموعة قدم زقوت تحليلا للقصص تحت عناوين محددة، فقال: إن قصص المجموعة استندت إلى دلالات وأفكارها الرئيسية تمثلت في، التمازج بين الهم الوطني والهم الاجتماعي، وهذا ما مثلته قصة "صورة" (1962)، وقصة "النجار الصغير" (1961)، وقصة "الشمس تذوب" (1959). والهم الوطني (النضال عام 48 وأسباب الهزيمة، المقاومة بعد 48)، وعبرت عنه قصة "مكان البطل" (1960)، وقصة "جسر منتصف الليل" (1963).
والهم الاجتماعي (البؤس، الفقر، الجوع، الفوارق الطبقية)، تناولته قصة "سلة الملوخية" (1960)، وقصة "برازق" (1959)، وقصة "الخبز المر" (1959). وقمع الفلسطيني في البلدان العربية، تمثلته قصة "أفاعي الماء" (1964).

ورأى زقوت أن الهم الاجتماعي كان من أكثر الثيمات أو الأفكار الرئيسة التي تناولتها قصص المجموعة، فقد كان ماجد أبو شرار منحازا للناس البسطاء والكادحين، والذين يعانون الفقر والجوع والحرمان، وينتقد الأغنياء ومواقفهم تجاه الناس الفقراء.

وأكد الناقد زقوت انه لم يشعر بغربة أو بفارق زمني، وهو يقرأ قصص المجموعة، حيث قال، مازلت أحيا هذا الواقع، ومازالت أعيش تجربة القاص في الستينات، فلم يتغير الواقع؟، إنما الرؤية هي التي تغيرت، فمازالت فلسطين محتلة وشعبها يحيا الذل والفقر والتشرد في مخيمات الشتات، ومازلنا نعاني من ممارسات الاحتلال وعدوانيته، ومازالت الفوارق الطبقية قائمة. نحن مازلنا أسرى ثيمات الهم الوطني والهم الاجتماعي الفلسطيني، وكتاب القصة لم يخرجوا من تلك العباءة التي رسم ملامحها كتاب الستينات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى