الثلاثاء ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

الحرية

لم يكن يعلم أن درب الحرية طويل، أن طريقها وعرة وأنها ليست مجرد حلم عابر أو حظ عاثر. للحرية ثمن وأي ثمن؟ كان يلف سيجارته في صمت ووجل وهو ينظر إلى الجثث المتناثرة هناوهناك.صوت المدافع وطلقات الرصاص تذوي كالرعد في عز المطر والبرد. أخذ منه الجوع والخوف كل مأخذ، فتذكر الطعام اللذيذ الذي كانت تعده زوجته. لكن سرعان ما اغرورقت عيناه بالدموع وهويسترجع صور اغتصابها واستنجادها...وهو المكبل بالأغلال. لقد شهد كل شيء ولم يقو على فعل شيء. حين ذهبوا، كانوا قد تركوا وراءهم أطفالا قتلى وأما مغتصبة وأبا مكلوما. لم يتحول بين يوم وليلة إلى قاتل، هم الذين علموه أصول اللعبة وأجبروه على حمل السلاح. من أجل وطن آمن، من أجل وطن حقيقي، حيث العدل والمساواة...كان لابد له من خوض المعركة. لكنه لم يكن يعلم أن الثمن سيكون حياته. كانت الكتيبة تقترب. فخخ حزامه وتوغل وسطها وهو يحمل علما أبيض. في غضون دقائق قليلة، انفجرت المجموعة عن آخرها، ليسقط شهيدا ذون أن يرى فجر الحرية الذي طالما حلم به.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى