الأحد ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم زينب خليل عودة

اثر الفن الكنعاني على النحت التشكيلي المعاصر

أكد المشاركون فى ورشة نقدية حول «أثر الفن الكنعاني على النحت التشكيلي المعاصر» على أهمية الاهتمام بالحضارة الكنعانية وإبرازها لما لها من أهمية في معركة صراع الوجود على هذه أرض فلسطين التاريخية المحتلة والتي يحاول الاحتلال الصهيوني سرقة تراثها ونفيه.

جاء ذلك فى الورشة النقدية المتخصصة التى عقد مركز غزة للثقافة والفنون، اليوم الجمعة،ضمن فعاليات مهرجان غزة الأول للفن التشكيلي المعاصر 2011، والممول من الصندوق الثقافي – المنحة النرويجية بحضور عدد كبير من المثقفين والفنانين التشكيليين والمهتمين في غزة بقاعة الاتحاد.

وافتتح رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون أشرف سحويل الورشة ، مرحباً بضيف اللقاء الفنان التشكيلي إياد صباح وجميع الحاضرين من الفنانين والمهتمين.

وقدم سحويل شرحاً عن طبيعة فعاليات وأنشطة المهرجان في مجالات مختلفة للفن التشكيلي، من ضمنها ورش نقدية وفنية متخصصة في مجالات النحت، والتصوير اللوني، وفن الفيديو آرت، والأعمال التركيبية ’الإنستليشن ’، والتصوير اللوني والصورة والفوتوغرافية والفنون التطبيقية، وفن الكاريكاتير، والتي ستتوج جميعا بتنظيم معارض تشكيلية فردية وجماعية بوقت واحد.

نشر الفن داخل المجتمع الفلسطيني والتبصير عبر اللوحة بالقضايا المصيرية الفلسطينية’.

وقال انه تم انجاز ورسم جداريه بطول 20 مترا، وجارى التحضير لتنظيم مؤتمر للحركة التشكيلية الأول من نوعه في قطاع غزة. وتابع سحويل: ’إن المهرجان يهدف إلى تحفيز الطاقات الفنية الإبداعية لدى الشباب الفلسطيني، وإتاحة الفرصة لالتقاء وتعارف المواهب الإبداعية الشبابية، وتفعيل الحالة الثقافية الفنية، والمساهمة في دفع الحركة التشكيلية وتطورها من خلال نشر الفن داخل المجتمع الفلسطيني والتبصير عبر اللوحة بالقضايا المصيرية الفلسطينية’.

كما تطرق الفنان التشكيلي إياد صباح فى كلمته كثير من تجارب الفنانين في العصر الحديث والتي حملت رموز أسطورية مستوحاة من الفن الكنعاني القديم، وعن كيفية توظيف ما تمثله من وحده زخرفيه بخطوطها المتنوعة التي كثيرا ما نشاهدها في لوحات ومجسمات فنانين معاصرين تمثل صور الاله عنات دون وجه وكأنه محرم على الآلهة أن تكشف النقاب عن وجهها، عنات تقف وفي يدها العصا رمز القوة شامخة تزيدها الخطوط الأفقية استطالة وشموخاً وبروزاً تقف في إطار من الزخارف تتشابه وتختلف في تناغم شكلي هي موضوعات الفنانين التشكيليين المعاصرين الذين استخدموا أدوات مختلفة أبرزها النحت بألوان استمدوها من تراب الأرض على شكل أنماط وخطوط .

ارتباط الفنان بأرضه

واستعرض الفنان صباح خلال اللقاء العديد من النماذج الفنية في مقارنة واضحة بين الفنان المعاصر وبين انتاجات الفن الكنعاني القديم بما تحمله من معاني تعبر عن ارتباط الفنان بأرضه باستخدام شاشة عرض LCD.

وقال الفنان صباح أن العديد من تجارب الفن التشكيلي المعاصر كان لها ارتباط قوى بقراءة لتاريخ الحضارة الكنعانية، وكيف استطاع العديد منهم في صياغة هذه القراءة بأعمال فنية تحمل المشاهد إلى عوالم وحضارات مختلفة. كما استعرض تجربته الشخصية أيضاً والتي حملت في طياتها بعداً فلسفياً ينطلق من أسطورة طائر الفنيق التي تتحدث عن أن هذا الطائر ينبعث من الرماد وهو متجدد لا يمكن القضاء علية، والتي حملت رسالة بأن الفلاح الفلسطيني متجذر في أرضة فكم قلعوا أشجاره وكم خربوا ودمروا فسيزرع ويعود إلى أرضه كما يعود طائر الفنيق قويا شامخا .

وأكد الفنان صباح على أهمية تجربة العديد من الفنانين وارتباطهم بالعمق التاريخي للحضارة الكنعانية وأن هذا الصراع حول الجذور ونسب هذه الحضارة لأهلها يعد جانب من أهم جوانب الدفاع عن الأرض .

هذا وفي ختام الورشة شارك الحضور بمداخلات وطرح أسئلة حول مفهوم اثر الحضارات القديمة على تطور مسيرة الفنون التشكيلية المعاصرة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى