الاثنين ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦

غالب هلسا

ولد غالب هلسا في إحدى قرى (ماعين) قرب (مأدبا) في الأردن، يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول 1932، وتوفي في اليوم ذاته من عام 1989 في دمشق عن سبعة وخمسين عاماً.

وعلى طول هذا العمر، تقلب غالب في شتى البلاد العربية، من لبنان، إلى مصر، إلى العراق، إلى سورية، بالإضافة إلى وطنه الأردن، وكان قد تركه في سن الثامنة عشرة إلى بيروت للدراسة في الجامعة الأمريكية بها. لكن الشاب - الذي كان قد بدأ محاولة الكتابة في الرابعة عشرة من عمره - أُجبر على قطع إقامته في لبنان وعلى العودة إلى وطنه، ثم على مغادرته مرة أخرى إلى بغداد، ثم على ترك بغداد إلى القاهرة، حيث أنهى دراسته للصحافة في الجامعة الأمريكية. وأقام غالب في القاهرة لثلاثة وعشرين عاماً متصلة، يعمل في الترجمة الصحفية، ويكتب قصصاً وروايات، ويترجم الأدب والنقد، ويؤثر ـ بشخصه وبأعماله وبثقافته ـ في جيل الروائيين والقصاصين والشعراء الذي أُطلق عليه ـ فيما بعد ـ : (جيل الستينيات).

وفي عام 1976، أُجبر غالب هلسا على ترك القاهرة إلى بغداد، التي غادرها بعد ثلاث سنوات إلى بيروت، حيث أقام إلى أن اجتاحت القوات الإسرائيلية العاصمة اللبنانية، فحمل السلاح، وظل في خنادق القتال الأمامية، وكتب عن هذه الفترة الهامة نصوصاً تجمع بين التحقيق الصحفي والقصة.

ثم رَحَل مع المقاتلين الفلسطينيين على ظهر إحدى البواخر إلى عدن، ومنها إلى إثيوبيا، ثم إلى برلين. وأخيراً حطّ به الرحال في دمشق التي أقام بها إلى أن توفي بعد سبع سنوات من وصوله إليها.

والعالم الروائي عند غالب هلسا عالم واحد، متنوع المناحي وعميق، لكنه محدد ومتواتر القسمات، يدور أساساً حول شخصية الراوي التي تأتينا أحياناً بضمير المتكلم، وأحياناً أخرى بضمير المفرد الغائب الذي ينبثق العالم الروائي منه. وفي أحيان كثيرة تبدو شخصية الكاتب سافرة، بملامحها المعروفة من حياة الكاتب. وفي أحيان أخرى يتخذ اسمه صريحاً. عن كتاب " ما وراء الواقع"، القاهرة، 1997. إدوارد الخراط .

غالب كاتباً وشخصيةً روائية، سواء، هو ابن وفيّ وقادر على الإفصاح، لتلك الحقبة التي زلزلت البلاد العربية جميعها تقريباً، من أواخر الأربعينيات حتى أواخر الثمانينيات: بآمالها وآفاقها وخياراتها وشعاراتها ووعودها وتطلعاتها، ثم بالضربة الساحقة في 1967 والانهيار الذي تلاها. عن كتاب " ما وراء الواقع"، القاهرة، 1997. إدوارد الخراط .

والشهوة الحسية في كتابات غالب هلسا ليست بهيجة ولا فرحة، بل هي ليست تحققاً، إذ يستخدمها الكاتب في التعبير عن الخذلان والفشل والسقوط. عن كتاب " ما وراء الواقع"، القاهرة، 1997. إدوارد الخراط .

نشر غالب في حياته سبع روايات: (الضحك)، 1971. (الخماسين)، 1975. (السؤال)، 1979. (البكاء على الأطلال)، 1980. (ثلاثة وجوه لبغداد)، 1984. (نجمة)، 1992 (طبعة ثانية). (سلطانة)، 1987. (الروائيون)، 1988. كما نشر غالب مجموعتين من القصص: (وديع والقديسة ميلادة)، 1969 و(زنوج وبدو وفلاحون)، 1976. هذا فضلاً عما ترجمه من أعمال نظرية لجاستون باشلار، وأعمال أدبية لسالنجر وفوكنر وغيرهم.


مشاركة منتدى

  • كان غالب ناشطا في الحزب الشيوعي وهذا الذي أدى لسجنه في الأردن ومصر، وكان صديقا حميما للشاعر عبد الرحمن الأبنودي زميله في السجن في مصر، له كتاب يتحدث فيه عن أفضال كثير من أبناء جيله عليه، سماه( أدباء علموني أدباء عرفتهم) كانت قصصه ورواياته تعكس كثيرا من شخصيته( الطفل المسيحي )في وديع والقديسة ميلادة، وخالد في (الروائيون) وغيرها من الأعمال.
    عده نجيب محفوظ روائياً بامتياز، توفي في دمشق بعد مروره بحالة اكتئاب شديدة وكان ينام 14 ساعة في اليوم في اخريات ايامه، ويذكر له تقديم برامج تشمل لقاءات حية مع المقاومين الفلسطينيين في لبنان، قام البنك الاهلي الأردني وأمانة عمان بنشر أعماله الكاملة عام 2002 الصادرة عن دار أزمنة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى