الخميس ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

الحوار المثالي

اللسان أداة للبيان.. ناطق يؤدبه الجواب .. واصف تعرف به الأشياء.. واعظ ينهى به عن القبيح.. شاهد يخبر عن الحقيقة.. مذياع يلهى الأسماع فإن أطلقته فى الخير حصلت به الحسنات وإن أطلقته فى الشر جر عليك الويلات.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثر خطايا ابن آدم فى لسانه) رواه الطبرانى.

قال صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه) رواه الترمذى.

المتأمل لكتاب الله عز وجل والسنة النبوية المطهرة يجد أن الدين الإسلامى يفتح أبواب الحوار القائم على الأدب الرفيع والمنطق الصحيح والحرية فى إبداء الرأى من خلال الفهم الثاقب والعلم النافع والكلام الطيب النابع من القلب السليم البعيد عن الغرور والتباهى والحسد والأنانية.

المعاملات اليومية لا تخلو من الحوار بين الناس بعضهم البعض والشريعة الإسلامية وضعت أصولاً وأسساً للنقاش والحوار والجدال فحوار الأبناء له نظام وحوار الزوج مع زوجه له نظام.. وهكذا.

فالخليل إبراهيم عليه السلام أراه الله في المنام أن يذبح ولده إسماعيل .. قال تعالى في سورة الصافات: [1] الآية 102

فما كان جواب الابن ؟ كان جوابه في غاية الأدب والطاعة والبر.

قال تعالى : [2] الآية 102
 [3] سورة الصافات .
ويوسف عليه السلام عندما رأى رؤياه كما ذكرها القرآن الكريم في سورة يوسف : [4] الآية 4
فترى ماذا قال والده ؟ قال له كما ذكر القرآن الكريم في سورة يوسف [5] الآية 5

عندما منّ الله تعالى على رسوله الكريم بفتح مكة ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت الحرام فائزاً منتصراً واجتمع أهل مكة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أهل مكة.. ما تظنون أني فاعل بكم ؟ فقالوا: خيراً أخ كريم وإبن أخ كريم .. فقال صلى الله عليه وسلم: أذهبوا فأنتم الطلقاء.

كان بعض أبناء أبو بكر الصديق رضى الله عنه يقاتل مع المشركين فقال لأبيه الصديق: كنت أراك فأتحاماك (أبعد عنك وأتحاشى إصابتك).

فقال أبو بكر الصديق رضى الله عنه : لكنني لو رأيتك لما تحاميتك.

نعم هذا الكلام إلى فلذة كبده من أجل العقيدة الإسلامية

ولما أخذ عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابنه عاصم من أمه المطلقة تخاصما إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنه فقضى بالوليد إلى أمه فغضب عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلا أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه قال لعمر بن الخطاب رضى الله عنه: ريحها وشمها ولطفها خير له منك.

فأمتثل عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى كلام الصديق رضى الله عنه وبما قضى به.

والزبير حين حاصره بنو أمية قال لأمه أسماء بنت أبي بكر: لم يبق معي إلا اليسير ومن لا دفع عنده أكثر من صبر ساعة من النهار وقد أعطاني القوم ما أردت من الدنيا فما رأيك؟.

فقالت: يا ولدي إن كنت على حق تدعو إليه فأمض عليه وإن قلت أني كنت على حق فلما وهن أصحابي ضعفت نيتي فليس هذا فعل الأحرار والله لضربة بالسيف في عز أحب إلى من ضربة بسوط في ذل.


[1فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى

[2قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ

[3فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (112)

[4إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيـهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ

[5قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى