الأحد ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم حسن خاطر

«التسويق الدماغي» دراسة للدكتور عماد صقر

تناول الدكتور عماد صقر مستشار التخطيط الاستراتيجي والتطوير الإداري في دراسة تطبيقية (لدراسات ما بعد الدكتوراه) تعد الأولى في الوطن العربي التي تناولت أبعاد وجوانب إستراتيجية "التسويق الدماغي" أو "التسويق العصبي" والذي يطلق عليه علمياً مصطلح وتعتبر هذه الدراسة مهمة جداً لأنها أول دراسة عربية تتناول هذا الموضوع وكذلك حصولها على ملكية فكرية دولية ، وقد جاء التوجه من قبل الشركات العالمية للأخذ بتطبيقات وممارسات هذا الأسلوب المتطور من أساليب التسويق بسبب زيادة حدة وتسارع متغيرات بيئة المنافسة العالمية، حيث يكون الصراع بين المؤسسات على تقديم كل ما هو جديد ومتوافق مع تطلعات ورغبات العملاء انطلاقاً من الدوافع النفسية والعقلية والعاطفية والعصبية وبما يمكن هذه المؤسسات من امتلاك حصة وشريحة سوقية كبيرة.

وقد أوضحت الدراسة التي تم تطبيقها على مجموعة من البنوك التجارية بمصر أن أسلوب "التسويق الدماغي" يؤثر في تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات ، كما انه يعتمد على القيام بأجراء دراسة متعمقة جداً على سلوك المستهلكين سواء من النواحي العاطفية والعقلية أو العصبية ورد الفعل تجاه المؤثرات والمثيرات لهذا السلوك ، وهو ما يتيح لمسئولي التسويق معلومات وبيانات مهمة وأكثر تفسيراً يتم أخذها في الاعتبار وتضمينها بالخطط الإستراتيجية للتسويق ، الأمر الذي يترتب عليه تعزيز عناصر وجوانب القدرة التنافسية لمؤسسات العربية.
و أظهرت الدراسة أن أسلوب "التسويق الدماغي" يعتمد على إستراتيجية التمازج بين العلوم المختلفة حيث تقوم ممارسات التسويق بالمزج بين أنشطة التسويق وبحوث سلوك المستهلك وكذلك علم الأعصاب وعلم النفس الفسيولوجي ومن خلال دراسة الإشارات والدوافع العقلية والعصبية وطريقة تفكير المستهلك تجاه المنتجات وتفسير هذا السلوك من خلال ذلك، الأمر الذي يترتب عليه معرفة معلومات مهمة عن رد فعل العملاء وتطوير الخطط الإستراتيجية للتسويق بما يتناسب مع هذا السلوك وترجمته في أنشطة التسويق ، مما يؤدى إلى تعظيم القيمة الاقتصادية المضافة من وراء أنشطة التسويق.

متطلبات تطبيق استراتيجيات التسويق الدماغي بالمؤسسات العربية وتعزيز القدرة التنافسية لها

حددت دراسة الدكتور عماد صقر مجموعة من المتطلبات المهمة التي تمكن من تطبيق استراتيجيات "التسويق الدماغي" بالمؤسسات العربية من اهمها ان يتم توجيه العناية والاهتمام بالأنشطة التسويقية في بحوث المستهلك لدراسة طريقة تفكير العملاء وتحديد الجوانب العاطفية والنفسية العقلية ذات العلاقة بقرار الشراء بحيث يتم تضمين هذه الجوانب بأنشطة التسويق ،وهذا يؤثر ايجابياً على القدرة التنافسية للمؤسسات من حيث امتلاكها للمعرفة ومعلومات دقيقة عن كيفية تفكير العملاء ودور العقل والإشارات العصبية في اتخاذ قرار الشراء.

ويحتاج تطبيق "التسويق الدماغي" بالمؤسسات العربية إلى توفير تقنيات وتكنولوجيا ومتخصصين لدراسة وتحليل العقل والإشارات العصبية وطريقة التفكير لدى العملاء وكيفية اتخاذ قرارا الشراء عند خضوعهم لمؤثرات تسويقية معينة، وكذلك توفير مجموعة من المختبرات المتخصصة وكذا استخدام إستراتيجية حث وتحفيز مجموعة من العملاء المتطوعين من أجل إجراء هذه الدراسات ومن خلال إطار وميثاق أخلاقيات التسويق التي تخدم العملاء وتلبى احتياجاتهم .

المردود الاقتصادي لتطبيق المؤسسات العربية لإستراتيجية التسويق الدماغي

بلا شك سيكون لتوجه المؤسسات العربية لتطبيق إستراتيجية "التسويق الدماغي" مردود اقتصادي مهم جداً على توجيه الاستثمارات في أنشطة التسويق ودراسات وبحوث المستهلك و إيجاد نوع من الاستثمارات الجديدة المرتبطة بتقنيات التسويق الدماغي والتكنولوجيا المتعلقة به، فضلاً عن ذلك إيجاد نمط جديد من الوظائف والتخصصات التي يحتاجها نشاط "التسويق الدماغي" من متخصصين لمزاولة هذا النشاط وترجمته في الخطط الإستراتيجية لنشاط التسويق وهو ما ينعكس كذلك على توجيه الاستثمارات في تدريب وتأهيل الموارد البشرية في هذا الشأن.

كما أن الدراسة مهمة كونها تفتح آفاق جديدة أمام المؤسسات العربية والباحثين لدراسة إمكانية تطبيق هذا الأسلوب الحديث في مجالات عديدة أخرى وهو ما يؤدى إلى زيادة القيمة الاقتصادية المضافة من أنشطة التسويق وجدوى الإنفاق على هذه الأنشطة.

* دكتور مصري يعيش بدولة الكويت

* عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات التجارية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت.

* عضو الجمعية الأمريكية للتطوير الإداري.

* مرشح لجائزة الشرق الأوسط لأفضل أطروحة دكتوراه في الشرق الأوسط.

* مرشح للجائزة العالمية للتسويق الإسلامي من المؤتمر الإسلامي للتسويق العالمي.


مشاركة منتدى

  • اهنيك على الدراسة الجديدة والقيمة التى تعد اضافة مفيدة للمهتمين بالعملية التسويقية ككل حيث انها اضافة جزء جديد لدراسة ابحاث سلوك المستهلك وألا وهى دراسة اسلوب تفكير المسلك وتحليل العقل والإشارات العصبية وطريقة التفكير لدى العملاء وكيفية اتخاذ قرارا الشراء عند خضوعهم لمؤثرات تسويقية معينة وتوجية نحو اتخاذ قرار الشراء ولذى يؤدى بدورة الى سرعة اتخاذالقرار وبالتالى ارتفاع حجم المبيعات ولكن ذلك يحتاج الى دراسات تحليلة كثيرة منها ماهو نفسي وماهو سلوكى وثقافى وماهو متعلق بطبيعة البيئة ....الخ وتصاغ فى شكل خطط استراتيجية خطوة رائعة نتمنى ان تفعل وتصلغ لها خطوات علمية عمية تنفيذية .

  • السلام عليكم وبارك الله فيكم على المعلومات القيمة وقد اثار فضولي ان تكون دراستي حول التسويق الدماغي وارجوا مساعدتكم ان شاء الله

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى