السبت ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم جمال محمود هنداوي

الانحناء

هاأنذا أتَهَيَّأُ للرحَيْل
عَقَاربُ السَّاعات
تَلْهَثُ جائعَةً
والأَزقَّةُ تَعْوي
تُطاردُ أطفالاً قدموا
إلى هذه الأرض
كي يضْرموا النَّار
بالنّفايات
ويرجموا النَّوافذ المُغْلَقةَ
بالحجَارَة
وبالفائض
من نُطف آبائهم
الغُبارُ كَثيفٌ هنا
كالضَّباب
وقَبْريَ الدَّاثر
يكادُ أنْ يُحَطّم شاهدَه
بَعْدَ أنْ سَئم
من انتظار الكَفّ
التي ستَكْتب عليه
اسمي الفارَّ
من طمأنينتكم
من صَمْت
كؤوْسكُم الفاغرَة
كأفواه
تستجدي خمراً معتقاً
 

السماءُ

 
أعْمدَتها سَكينَتكم
أيُّها السُّعداء بالظمأ
وبالانحناء
فَطُوبَى لجُدْبكم
وَطُوْبَى لمياه مَوْتي...
موت الموت
مَوْتُ الفَرَاشَةِ
في جَنَاحِها
وَمَوْتُ المَوْتِ
في مُلامَسةِ الضَّوء
مَوْتي أنا في الكَلِمَة
ومَوْتُ المَوْتِ
في صَمْتي
في عُقُولِكُمْ
سَوْفَ أَزْرَعُ
مِيْتَاتِي
في عُقُولِكُمْ
سَوْفَ أنْتَظِرُ اللهَ
كما يُنْتَظَرُ
في البرْزخ...
صمت
رغم صمتي
في هذا الكهف
حيث أمكث
منذ احتفائك
بصرختي الأولى
دون أن أنبس ببنت شفة
لجدار
أوظل
والأصداء
التي كانت
تأخذ من حين لآخر
قسطاً من الراحة
على بوابته
في طريقها إلى قبورها
كنت أرمقها
بالنظرات فقط...
 

اليوم

 
بعد أن هممت بالخروج
هاتفٌ ما
أمرني أن أبوح باسمك
مردداً:
كلُّ الأسرار ستكشف
وكلُّ الطيورستحط
مهما حلقت عالياً
أيتها السماء
أعتقد
أن لحظة الحقيقة
قد حانت
فتعري من غيومك الآن
واصمتي في دمي...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى