الخميس ٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم فريد النمر

البوعزيزي وبيت الشابي

اكتبوني على جدار المنايا
ضحكة الرمل وانعتاق الصباح
وارسموني ثغرا من البوح ينمو
بالأزاهير والشذا الفواح
ها أنا ومضة تقبلها الأرض
فتنساب حكاية الملاح
أنقش الماء حين فرت دمائي
بانفتاق مرتابة من جراح
وأنا الناي نازفا بالأغاني
كم تواسيني رقصة المصباح
قدر الوقت واقف في ثقوبي
باقتدار يتوق فض الأقاح
والتوابيت لم تعد في حدودي
حين صافحت نقمة الأشباح
نفسي الآن موجة من بقايا
روعة الليل في لظى الألواح
وأساريري همزة الدمع لما
تتهادي على الجفون الصحاح
وهديري مجرة تجتليها
رشفة الفجر في هزيع الرياح
وانتفضات همستي يعتريها
وجع الرمل حين أطبقت راحي
قيدتني مبادئي في يقيني
وانتهت بي مزمل الأقداح
أشرب الآن من فناجين روحي
رعشة الموت وانتشاء انشراح
شاركتني نبوءة الغيب نخبا
حين قاومت خدعة الجراح
اعبر الآن شهقة الوقت سكر
التغني حريتي في صداحي
أقدح الفجر لمعة من عيوني
حين أمحو نخالة السفاح
أكسر الصمت داخلي وكفوفي
في قيود طرية الإنفتاح
والمتاريس في ندائي دخان
بعثرتها عرابة الإفتضاح
ساومتني على انتهاك الشظايا
والمرايا أسيرة في جناحي
فتبنيت قفزة الموت حلما
فتبنتني ثورة الإفصاح
خانني الضوء لحظة غير أني
لم تخني فتيلة المصباح
وانتهت بي لعالم البوح يخطو
بالتوابيت قصة من سلاح
فالأماني دقيقة من ثبات
والنداءات غصة الأرواح
وطني ثورة وقلبي نار
وترابي مغبونة الأفراح
أيها الحالمون بالخبز والفضاء معزوفة الأتراح
رئة الوقت لم تزل رقص غصن
لم يبالِ بموعد الأرباح
والغناءات مكسورة اللحن تطفو
في نداها ملامح اللماح
فافتحوا الدرب من ثقوب الأماني
حين تبلي طريقة المفتاح
واشحذوها على الهتافات جذلى
وامنحوها شهية التفاح
تلك خضراء ثورة أحكمتها
في المواقيت جمرة الأدواح
رئة الماء همة وأرادات ونفحة من أضاحي
وهنا عرس للبطولات يسمو
يتأبى سلافة الإندياح
فإذا الشعب أوجز الموت حرا
تتداعى خرافة الانبطاح
هاك صوتٌ من النواقيس غنى
يكنس الليل عن ثقوب الصباح
كل شعب إذا تسلق حلما
تستجيب حقوله للكفاح
فامددوا الآن ثورة من نضال
يا خطى المجد في تراب النواحي
هي خضراء ثورة تتحدى
فاسمعوا الآن رنة الأفراح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى