الأربعاء ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم مصطفى الجزار

زَئِيرُ الدُّجَى

زَئِيرُ الدُّجَى دَمَّرَ أَرْكَانَ الْحُلْمِ
وَتَوَارَتْ الْمَصَابِيحُ الْمُرْتَعِشَةُ
خَوفاً
مِنْ غَضَبِ لَيلٍ لَا يَنَامْ
 
بِضْعُ رَمَادٍ مَازَالَ يَنْفُثُ الدُّخَانَ
فِي وَجْهِ أَمَلٍ تَصَدَّعَ
قِصْةٌ تُرْوَي بِلِسَانٍ
بُتِرَتْ بَلَاغَتُهُ فَصَارَ يَهْذِي
وَأَرْصِفَةٍ تَدْمَعُ
عَلَى جَانِبَي الطُّرُقِ المُحْتَرِقَةْ
 
تَغُوصُ فِي كَفِّ السَّرَابِ شَجَرَةٌ
تَمَنَّاهَا وَارِفَةٌ
وَيَقْذِفُ الرَّعْدُ دُمُوعَ السَّمَاءِ
سِيَاطاً
تَلْهَبُ ظَهْرَ الْحَرِيقْ
 
أَطُوفُ بَينَ الرُّؤى الْمُتَنَاثِرَةْ
فِي ذَاكِرَةِ الضُّوءِ
فَتَنْبُتُ خَلْفَ الْعُيُونِ أَيَادٍ
تَنْبُشُ كُهُوفَ الْيَأسْ
وَيُعْلِنُ الْقَلَقُ نُتُوءَاتٍ
تَعِجُّ بِرِحْلَةٍ
أَفَلَ زَمَانُهَا
 
مَازَالَ قَلْبِي غُصْناً
أَخْضَراً
فِي سَلَّةِ أَعْشَابٍ
يَابِسَةٍ
وَيَدِي تَعْبَثُ بِقُزَحٍ
تَسَاقَطَتْ أَلْوَانُهُ
 
وَعِنْدَ مَنَابِعِ الْمَدَى
تَتَوَاتَرُ أَصْوَاتٌ تَسْتَدْعِي
خَطَايَا الْبَشَرْ
وَقْعُ أَقْدَامٍ
تَتَسَلَّقُ لَحَظَاتٍ تَسْتَغِيثْ
 
وَأَرَانِي بِجِوَارِهِ وَهُوَ يَهْتِفُ:
أَنَا النَّاجِي مِنْ بَرَاثِنِ الْوَحْشَةْ
أُطْعِمُ السُّطُورَ بِالْحَاءِ ... وَالْبَاءِ
أُقِيمُ أَبْجَدِيَةَ التَّطَهُرِ
فِي مِحْرَابِ قُلُوبٍ
تَتَوَضَّأُ بِحُضُورِي
أُحَطِّمُ أَوثَانَ الْآَثَامْ
وَأَبْسِطُ حُقُولاً يُعَانِقُهَا النَّقَاءُ
وَصَوَامِعَ خَاشِعَةً
تَسْتَنْشِقُ اعْتِكَافَ الْعِطْرِ
وَسَمَاءً تُمْطِرُنِي
عَلَى صُدُورٍ تَزْدَحِمُ بِالظُّنُونْ
 
يَعْتَصِرُنِي
وَحِينَ انْتِشَاءْ
أَتَسَاقَطُ مِنْ بَينِ أَنَامِلِهِ
نُقْطَةً
نُقْطَةْ
كَي أَمْلَأَ كَأْساً
يَمْتَلِئُ بِكِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى