الأربعاء ١٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

مقاربة حداثية ثورية لتعديل الدستور

لستم الوحيدين الغيورين على هذا الوطن فحتى نحن لنا وجهة نظر في ما يخص التغييرات اللازم اتخاذها لإخراج البلد من الوضعية الخطيرة التي يوجد فيها بسبب ما سرقنا من ملايير وما نهبنا من رمال وغابات وما اقتسمنا مع أفراد عائلاتنا من ضيعات وما حصلنا على امتيازات ومناصب. لذا اسمحوا لنا أن نقدم لكم اقتراحاتنا حول تعديل الدستور إيمانا منا بأن أفضل وسيلة لخدمة الوطن هي نسيان ما فات و النظر إلى الأمام بدون عقد ولا نية في الانتقام من بعضنا البعض.

الفصل الأول: على كل من سرق أموال الشعب و جوعه أن يندم على فعلته الشنعاء هذه و عفا الله عما سلف لأن الوطن غفور رحيم

الفصل الثاني: كل مسؤول أخطأ و سرق 10 ملايير عوض 9 عليه برد المليار لخزينة الدولة مع التزام كتابي مصادق عليه من طرف قائد المقاطعة بألا يخطئ أبدا في السرقة.

الفصل الثالث: من حق رئيس الحكومة تعيين أفراد عائلته في دواليب الدولة شريطة أن يتجولوا مرة في الشهر بالأحياء الشعبية ليتعلموا فلسفة سياسة القرب لمعرفة المواطنين أحسن.
الفصل الرابع: حقوق الإنسان مضمونة لجميع المواطنين لا فرق بين موظف صغير وجلاد و تاجر مخدرات ومزور انتخابات.

الفصل الخامس : وزير الاتصال عليه أن يتواصل بجدية مع حماته والقيام بمجهودات جبارة كي لا تقوم الحرب بينها وبين والدته وتصبح البلاد أضحوكة أمام أنظار أعداء وحدتنا الترابية.

الفصل السادس: الوزير الناطق باسم الحكومة عليه ألا يخطئ وينطق بما فيه ويضع المصالح العليا للوطن في مهب رياح السياسة الدولية.

الفصل السابع: وزير الخارجية عليه بحفظ دوره جيدا كي لا تختلط عليه الأمور و يتحول إلى متحدث باسم وزارة خارجية دول تكن لنا العداء.

الفصل الثامن : وزير التعليم لا يحق له الجلوس على كرسي المسؤولية إلا بعد نجاحه في مباراة سياقة الحافلة رقم 13 التي كانت تقل بوعزة التايك إلى مقر عمله مدة 33 سنة قبل أن يتقاعد عن العمل للتفكير في ما تسببت له فيه سياسة التعليم وشروط الترقية.

الفصل التاسع: وزير المالية من المفروض أن يعرف ماله و ما عليه. أما إذا عرف ما له ولم يعرف ما عليه فلا ذنب عليه ما دام أعضاء ديوانه من عائلته الصغيرة والكبيرة.

الفصل العاشر (يخص الأحزاب) : الأحزاب تلعب دورا محوريا في الحياة السياسية للبلاد لذا على زعماء الأحزاب أن يلعبوا أولا مع نادي برشلونة لتعلم التمريرات الذكية وتسجيل إصابات بالغة الأهمية و بليغة في مرمى الخصوم من متقاعدين ومعطلين وعمال ومدافعين عن حقوق الإنسان المتعارف عليها كونيا. كما عليهم اللعب مع الفريق الأمريكي لكرة السلة و القفة المغربية ليتعرفوا أكثر على مشاكل الطبقات الشعبية التي كان البعض منهم ينتمي إليها قبل أن تطير بلبهم رائعة أم كلثوم: "و دارت الأيام". وفي باب وأدب الرحلات يجب عليهم القيام برحلات إلى مختلف أقطار المعمور ليتفقهوا في فنون الترحال لتفادي الوقوع في مآزق لا تحمد عقباها خلال و بعد و قبل الانتخابات.

الفصل الحادي عشر(يخص وزارة الداخلية): على هذه الوزارة التي تتحمل وزر البلاد أن تفرض على المواطنين بناء بيوتهم على شكل صناديق اقتراع وطنية جدا ليتدربوا على ممارسة الديمقراطية المتعارف عليها محليا منذ حصول البلاد على الاستقلال.

الفصل الثاني عشر(يخص تجار المخدرات): على هؤلاء المواطنين المثاليين الشرفاء الذين يبلون البلاء الحسن بل الممتاز لتكون الديمقراطية في أبهى صورها أن يزيدوا في عملهم وأعمالهم التجارية ليصبح المنتوج الوطني عنوانا لتقدم البلاد وازدهارها ونشاطها.

الفصل الثالث عشر (يخص الإعلام):

أ-: على معدي و مقدمي نشرات الأخبار أن يقولوا ما يحلوا لأولياء نعمتهم وما على المشاهدين إلا التصفيق ﻹغاضة العدو الذي يتربص بنا.

ب-:على منشط برنامج" حوار" أن يزيد في اجتهاده و يشتم قناة " الجزيرة" إلى أن تغير اسمها و تصبح " جزيرة الوقواق" أو " واك واك الحق ". كما عليه أن يذكر الناس أنه يعمل بالقناة الأولى منذ أكثر من أربعين سنة وأنه لا يفكر في التقاعد حبا في هذا الوطن المعطاء.
الفصل الرابع عشر (يخص الانتخابات): لن تتدخل الدولة فيها و لن تزورها إلا في الحالات التي تراها ضرورية لوحدة الصف الديمقراطي.

الفصل الخامس عشر (يخص البرلمانيين): من حقهم بل من واجبهم المساهمة في النقاشات داخل قبة البرلمان وهم مستلقون في أسرتهم بجانب زوجاتهم. وعندما يداهمهم نوم أهل الكهف عليهم ألا يكثروا من الشخير كي لا يزعجوا كلب حراستهم وهو" باسط ذراعيه بالوصيد" .
الفصل السادس عشر (يخص الأدباء والفنانين و كل من له صلة بسياسة الإبداع ): ستخصص لهم الدولة حصصا للبكاء والتباكي والتشكي ببرامج القنوات الوطنية. كما ستخصص لهم ميزانية خاصة لمساعدتهم على مواجهة الصعاب خلال عمليات السمسرة التي يقومون بها في إطار حب الوطن و خيراته.

الفصل السابع عشر (يخص منظمي المهرجانات): على من يريد تنظيم مهرجان أن يحترم طقوس البلد وأصول الضيافة التي تتغنى بها الركبان وأن يغدق من المال الوفير على ضيوفنا حتى يصيحوا: لقد شبعنا أكلا و مالا و فنادق في بلدنا الثاني المغرب. فشكرا.

الفصل الثامن عشر(ننبه أنه آخر فصل في الدستور ويخص بوعزة التايك): على هذا النكرة أن يفهم أن حال البلد ليس من اختصاصه وأنه إذا أراد الإصلاح فعليه أن يبدأ بنفسه ويشرح لتلاميذه وعامة الشعب الأسباب التي جعلته يقضي بالقسم ثلاثا وثلاثين سنة صرخ خلالها ودخن وسهر الليالي بالحانات أكثر من اللازم ولم يتزوج إلا بعد بلوغه السادسة والخمسين. كما عليه، هو الذي يكتب منذ عشرين سنة، أن يشرح لنا سبب فشله في إصلاح أسنان الفأر الذي ينخر باخرة مساره ومسيرته وأسنان تلك الساقية التي تسقيه منذ ولوجه عالم المحرمات سنة 1968.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى