الأحد ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم فاتحة درابني

لا يا جرح المكان....لا

لا يا جرح المكان..لا
لا تكتب .على مناديلي...على دفاتري...
لا ترسم على أوراقي صدى...وقلم
وتحفر في أعماقي...
 
أمر بين يديك .. وأسمعك وتسمعني
تحدثيني وتخبريني بصمت..
وصمت في صمت يهطل في أوراق...
 
تلك الأوراق..
تتحدث لي ..اسمع الحديث
ارتشف في مكانك زهو الخريف
وشمس أشرقت هناك ..
بين تلك الزهور .
بين تلك الأشياء
 
أشرقت حينما ظننت المكان مشرقا
وظنت انه البداية
وابتسامة لم تعرفها....
حينما فقدت فافتقدت ربيع زغاريد لتوها أشرقت
فهوت في عمق من العبرات
وكم فقدت...وكم سكبت...
كم فقدت في خفايا جدرانك من كلمات
 
لا يا جرح المكان لست أمطر
لست أرويك
فقط انثر ذكراك فوق دفتيك
واحمل قطوفك فوق قطوف حيرتي
واسرد سطورك فوق جسور الكلمات
 
نظرت إليك ...
مثلما تغرق عيوني في ذكراك
مثل بحر يثور في سوادهما
مثل موج يتدفق من في شاطئ مناديلي.
مثل حلم يشرق ويضمحل..
 
احملها تلك النسمات في قلبي
أضمها إلى قطوف إحساسي
اغرسها في سطور ذاتي
وهي تترنم لتوها بتلك الكلمات
 
كل الجدران تعرفني...كل الجدران ..
والسقف...يخبرني
والأرضية تروي قصصها على ترانيم خطوات
تقرا في كل خطوة خطى قدمي
ودمعة سقطت لتوها
على دمعاتي
 
أمر بجدرانك تتلاشى الخطى والعين تسبح
في نسيج الذكريات...
ونسيم يخبرني أنا النسيم اخبره بشجني
وشجو كل الجدران
 
كل أماكن تتكلم بعمق
كلها تسمعني من همسك الكلمات
وكلها تترنم ما عدا مكانك..
فقط بالجروح يتكلم
بالدموع يهمس
ويسرد فقط خرائط أموج في ذكري رمال
زحفت على شواطئ حلمي
فاغتالت كل حلم رسمته بين الشطان
فقط هو لون من غروب قمر
يسرد قصة ذكرى ..
في مد أمواجها الراحلة
بين كلماتي...
 
بين كلماتي..فقط اكتبها...
وأقولها في قوة وصمت..
وأقولها في صرخة..لا..لا..ثم لا
لا تبكي يا جرح المكان.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى