الخميس ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم رقية عبوش الجميلي

المجتمع في دراما«الحلقة الاولى»

أكثر متابعي قصص الحب في مسلسلات تلفازية، هم من تخطو عقدهم الخامس! وهذا ليس افتراضاً، وانما نتيجة احصائية أجريتها. فبينما كنت جالسة في أحد مجالس العزاء منذ مدة، خضن بعض السيدات ممن تخطين عقدهن الخامس، حواراً وجدلاً صاخباً حول احداث مسلسل (ميرنا وخليل)، وبرغم أنني لم أشاهد المسلسل، لكنني عرفت الأحداث ومضمون القصة، من خلال ذلك الحوار. وبرغم طول حلقات المسلسل، والملل الذي يلحق بالمشاهد بحسب اعتقادي الى أنهن اصررن على المتابعة، لمعرفة ما سينتهي به المطاف بين الحبيبين. ومن راى ذلك الجدل والمناقشة في امور الحب والغرام، أخذ عنهن طابع المحبات العاشقات لمن شاركهن مسيرة الحيا؛ والحقيقة عكس ذلك تماماً، إذ أمست العاطفة تجاه الزوج شبه معدومة! بل اصبحت بالنسبة لهن شيئاً يثير الغضب والمتاعب! وأصبح المتنفس الوحيد للإحساس هو بعض المشاهد المصورة. ربما عُدنَ - بسببها - الى الوراء، ورحن يطلقن عنان القهر والحسرات على ما فات من الشباب، وكبت عواطفٍ باتت في طي النسيان!

ليس من الصواب ان نجعل منها ذاكرة حبيسة بعض خصل بيض من الشعر، او تجاعيد رسمت على خطوط الطول والعرض في محيا الوجه. ان المرحلة التي يمررن بها اليوم، بعد تخطيهن سن الشباب، ربما تكون ألذ وأنقى من تلك التي عشنها في ربيع الصبا! أراها بوضوح مسهب في نظراتهن عند مشاهدة مشهد يجمع الحبيب بالحبيبة، ومن يدري فربما عشن تلك اللحظات فيما مضى؛ وإلا لما تألمن لها وانشددن نحوها وتفاعلن معها.

ما يحيرني في هذا الامر؛ اين كمنت تلك الخلجات. هل هي عسرة الحياة ومشاقها الطويلة التي جعلت مشاعرهن الانسانية مخفية، وراء ستار شفاف وبمجرد لمعة ضوء طفيفة، يظهر الظل الخفي؟ وقد تكون كلمة (عيب) وراء كل ذلك الغموض الظاهر عليهن، في مسائل تتعلق بالتعبير عما يجوش في الصدور من عاطفة، ان كانت موجودة! لأن نفي مثل هذه الامور قد يكون وارداً، ويعود السبب الى جفاف ينبوع التلاقح العاطفي بينهما.

ما بات يقلقني اليوم، هو مصير سيدات الغد، وهذا يعتمد على نمط الحياة, والحياة الرتيبة التي يعيشها الازواج اليوم، كما عاشوها بالامس. وقد ظهرت نتائجها اليوم، مجتمع من نساء سلبت العاطفة منهن، وتـُركن يتشبثنَ ببضع مشاهد على شاشات العرض، وما تمسك الفرد بسلوك، الا اذا كان ذلك يعوضه عما يفتقد اليه.

رفقاً بسيداتكم يا رجال القرن الحادي والعشرين.. فبرغم اننا نعيش ثورة ابتكارات ونتاجات مذهلة، لكننا نقف عند ابتكار حالة تطورية في تغيير انماطنا السلوكية، في سير الحياة الاشتراكية، والسير على خطى لتثبيت أسسٍ لجدار المستقبل، ان المرأة في الأمس كانت تكسب ود الرجل بإغوائه والرضوخ له وتقول له: (اذوب بهواك)، لكونه المعيل والمسيطر في تدبر أمور المعاش والقوت، ليس لها سوى الاستسلام والرضوخ. أما اليوم فأصبح هو من ذاب بهواها، ويختلق الاسباب والاعذار ليكسب ود (السيدة)! وهذا دليل على ان المراة اثبتت بجدارتها وجودها في المجتمع, وقد يكون هذا سبب تشنج البعض منهن، للملاطفة مع الزوج، لكونه أصبح في متناول يدها، فليس عليها سوى ان تكون مصغية لما طاب لها من كلام الهيام بها، وعند عجز بعضهم عن هذا فإنهن سيجدن ضالتهن في (الدراما التركية)، التي سبقتها منذ سنوات (المكسيكية)، وليرحمنا الله مما ستوليه علينا الدرامات القادمة، في المستقبل القريب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى