الثلاثاء ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١

بلقاسم بن عبد الله.. ومصافحته الأدبية

شريبط أحمد شريبط

أتابع باستمرار وباهتمام مثل بقية الكتاب والقراء مصافحة صديقنا الأديب الصحفي: بلقاسم بن عبد الله، بعد أن قرأت معظم كتبه المطبوعة وكتاباته المنشورة بالصحافة الوطنية، فهو بحق السند الأول للحجة الأدبية بالغرب الجزائري، ولا ينكر عليه هذه الخصلة الجليلة إلا جحود نكود.. وفضيلة الأستاذ بن عبد الله في إعادة الإعتبار للشاعر مفدي زكريا لا تعادلها أية فضيلة، إذ يرجع الفضل إليه في إقدام المؤسسات الرسمية للتكفير عن جرم بليغ إرتكبته في حق شاعرنا العظيم.

تعود معرفتي الشخصية(*) بالأديب والإعلامي الأستاذ بلقاسم بن عبد الله إلى بداية الثمانينيات من القرن العشرين، وذلك عندما زرت مدينة وهران لأول مرة، وأذكر أنه أول شخص قررت التعرف عليه والإلتقاء به هو الأديب بلقاسم بن عبد الله الذي ذاع إسمه آنذاك بين جميع الأدباء والمثقفين الجزائريين، وذلك بفضل مثابرته العديدة على إصدار الملحق الثقافي لجريدة الجمهورية "النادي الأدبي" ، وما أدراك ما النادي الأدبي.. وهل يوجد مثقف جزائري لم يتظلل ولو لمرة واحدة تحت سنديانته الوارفة الباسقة الظليلة ؟..

وبعد التحية بمقر جريدة الجمهورية، قادني إلى مقهى قريب من إحدى الفنادق الكبيرة التي تقع وسط مدينة وهران، قيل لي فيما بعد أنه ملك أحد الشخصيات الجزائرية المنتفذة، وقد تساءلت آنذاك ولم أكن أعي من الدنيا غير الأحلام الوردية التي كانت تحشوها لنا المنابر الإشتراكية وأغاني الثورة الزراعية، والمفاتيح القصديرية، عن سبب بروز شخصيات رأسمالية من رحم الدولة الإشتراكية الموعودة؟.. عـد إلى السطر أفضل إليك: قال لي قلمي.

فضائل الأديب بلقاسم بن عبد الله على الحركة الأدبية الجزائرية في الغرب الجزائري عميقة وغائرة، فمن خلال النادي الأدبي تعرفت على معظم الأسماء الأدبية الجزائرية، تعرفت على واسيني الأعرج وأمين الزاوي، وعمار بلحسن وبختي بن عودة، وزينب الأعوج وربيعة جلطي، وأم سهام وعمار يزلي،و مخلوف عامر وآل مرتاض... كما تعرفت على كتابات بعض شعراء المشرق العربي، وأبرزهم الدكتور حسن فتح الباب، لقد كان حقا النادي الأدبي مرفأ التقت فيه معظم عصافير المعمورة.

ومن فضائل أخي العزيز بلقاسم بن عبد الله على الثقافة الجزائرية المعاصرة أيضا رفقة الأديبة أم سهام إعداده للبرنامج الإذاعي "دنيا الأدب" الذي يعد الآن خزانة غنية بالمواد الأدبية ينهل من رياضها الفيحاء الكثير من القراء والباحثين في جميع الديار.

فأما فضيلة الأستاذ بلقاسم بن عبد الله في إعادة الإعتبار لشاعر الثورة الجزائرية المرحوم مفدي زكريا فلا تعادلها فضيلة، سواء من أسرته أو من العائلة الثقافية الكبيرة، إذ يرجع الفضل كل الفضل إليه وحده في إقدام المؤسسات الرسمية للتكفير عن جرح كبير بليغ إرتكبته المؤسسات الرسمية الوطنية دون منازع، فقد نذر نفسه للدفاع عنه في مختلف المنابر الإعلامية، الوطنية والعربية، مقتحما جميع المخاطر مغامرا برغيف أسرته الكريمة، وقد ظل منافحا عنه دون كلل أو ملل أو وجل ، إلى أن استرد فارس الكلمة الثورية سيفه ومهرته الغالية، ولقد توج كل ذلك بتأليفه لكتاب عنه والذي صدر في طبعتين بعنوان: مفدي زكريا شاعر مجد ثورة.

لله درك أيها الرجل الكبير، لقد أمضيت معظم سنوات عمرك ولا تزال ممجدا لغيرك من الأدباء والمثقفين ، أفما آن الأوان أن تنال أنت بعض هذا التمجيد؟.. يكفيك فخرا أن القراء الأوفياء يتابعون اليوم مصافحتك اللطيفة الخفيفة الدسمة، ويطالعون حاليا كتبك المطبوعة ومقالاتك و حواراتك وكتاباتك المنشورة بالصحافة الوطنية، وعدد من المواقع الإلكترونية المتخصصة في الشأن الأدبي والثقافي، فيجدون فيها ضالتهم المنشودة من الموضوعية وحسن المؤانسة..

(*) بتصرف عن صفحات 485 و 486 و 487 من كتاب الإشارات.. مقاربات في الأدب والثقافة والفكر لمؤلفه الدكتور شريبط أحمد شريبط ، صدر سنة 2009 ضمن منشورات إتحاد الكتاب الجزائريين.

شريبط أحمد شريبط

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى