الاثنين ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم محمد ربيع هاشم

ليصنعا معاً كوناً وسكناً

حين احتضنتُ رائحتَها
واستويتُ على عرشها ثملاً
كانت كلُّ الوجوه أضرحةً دونها
وكل التواريخِ عدمٌ بعدها
ولأنها
ولهى مثلي
كانت معي من قبل أن أعرفها
وحين عرفتها سبحت في دمي
وعشقتها
حينها كنا معا معا
بالحنين نُُخفي الأدمعا
قلتُ لها : كلُّ الوجوه دونك نزقُ
والمدي في هوانا يأتلقُ
والزمانُ بنا عبقٌ عبقُ
فاهدأي في عيوني
واستريحي
أنفاسُنا شبقُ
وليلنا أرقُ
والخُطا بيننا طُرُقُ
قد وهبتُكِ ما تبقى من ضلوعي
واحتويتُكِ
قد رأيتُكِ
واستحلنا ريحاً ونسيماً
ورعشةً تسكن كلَّ خليةٍ تنبضُ
لا تقولي : قدرٌ أن نُحسَّ اللوعةَ
أو نُخفي الدمعةَ
فالقدرُ أننا معاً معا
نعيشُ في شُريانٍ واحدٍ
نتنفسُ عشقاً
ونذوبُ في ثُمالةٍ معا
ونضربُ بيننا وبينهم حجاباً
وتعويذةً لا تنفكُّ
إلا حين تسيلُ الشمسُ في باحةِ القمرِ
ليصنعا معاً كوناً وسكناً
ويوقدا شمعةً تضوي
واشتعالاً يكوي
فنسيرُ كما شاء القدرُ
عشاقاً بلا خجلٍ
وأوراقاً تتشبعُ بالضوءِ والريحِ
فتنتثرُ رائحةُ الحبِّ
نوراً سرمدياً لا ينتهي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى