الأربعاء ٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
البحث عن المجهول
بقلم رقية عبوش الجميلي

في حضرة القلم

صدفة. شاهدت في تقريراً عبر إحدى القنوات الفضائية العلمية. يتحدث عن الكائنات الفضائية التي تزور كوكبنا وتظهر صدفة وتتراءى امام اعيننا وربما نحس بوجودها. حينها نرى الدهشة التي تحلق بنا في متابعة هذه التقارير والبحث عنها. ونكثر من النقاش وتداول القصص حول وجود الكائنات الغريبة وحقيقتها في عالمنا. ولكننا لم نترك لنا فرصة في التفكير قليلاً والتعمق في خلق الله (عز وجل) وهو خالق الانسان بهذه الدقة المتناهية في خلق جسده وعمل اعضائه. وخلق له عقلاً لا يتجاوز حجمه حجم قبضة اليد. على انه يخلق شيئاً اروع وادق. وكما خلق الحيوان وخلق الطير والنملة والبعوضة. فهو قادر على خلق شيء ليس من الضروري ان نلتمسه ولكن ربما نحسه يعيش معنا ويرانا من حيث لا نراه.

ان طبيعتنا نحن بني البشر. نصدق بالاشياء المادية الملموسة اكثر من الاشياء الحسية. انما الحسية تصدق اكثر من المادية. وللانسان طاقة حسية مذهلة قد تخترق طاقته الملموسة المادية. وحين نسمع عن حكايات تحكى في اصل كائن غريب او جني وعفريت. مر باحدنا يوماً يصيبنا الذهول والعجب. ولا يصيبنا الذهول حين نرى انساناً يولد من انسان. وروح تحمل روح. نحبو دوماً وراء المجهول والمخفيات في عالمنا ونحيطها بالغرائب.

ان الفرق بيننا وبين العالم الاول. انهم حين يرون شيئاً فيه غرابة يبحثون وراء اصله ووجوده. اما نحن فلا نملك غير الذهول امامه تاركين اهميته وما يشكل لنا وما تأثيره على مجتمعنا وعالمنا. وحين اشاهد مثل هذه التقارير يصيبني الاحباط الشديد. انهم بعقلهم وتفكيرهم حللوا واكتشفوا وجود كائنات غريبة تحيط بنا وتغزونا واثبتوا وجودها معنا. الا ان القرآن الكريم كشف لنا وحلل وجودها قبل ألف وأربعمائة عام في قوله تعالى في سورة الأعراف/27 [يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ] اما الفرق الذي حدث. فما زلنا نتناقش في ما نلبس ونأكل ونبحث عن تسلية نقضي بها اوقات فراغنا الطويلة. وما زلنا نبحث عن حكاية نسجت من الخيال حول قدرات رجل استعبد جني وكائن غريب مر علينا. وما زلنا نتنازع على اصل مدينه ونتصارع ونصنف هذا مؤمن وهذا كافر وهذا من الملة الفلانية وهذا من الطائفة الفلانية. تاركين الجدية والعملية في حياتنا. ولم ندرك اهمال بحثنا (وراء المجهول) وايضاح حقيقته وما حدود قدرته وتأثيرها على تطور مجتمعنا في حاضره ومستقبله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى