الجمعة ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم عزة رشاد

وداعاً عبدالرحمن أبوعوف..

نصف قرن من النقد الأدبي


عقد صالون الثلاثاء بالهيئة العامة الكتاب حفل تأبين للراحل عبد الرحمن أبوعوف.

أكد المشاركون فى صالون الثلاثاء بالهيئة العامة للكتاب لتأبين الناقد الكبير الراحل عبد الرحمن عوف أن الحياة بالنسبة للناقد الراحل كانت هى الكتابة؛ فقد أفنى حياته فى الأدب والنقد.
 
وأضافوا أنه "كان ناقدا لا يعرف المجاملة، ومختلفا يصنع جديلة من الأدب لا يستطيع صنعها أحد وله مرجعية سياسية واضحة ويدافع عن ما يتفق مع عقيدته ومبادئه، ويرى أن الديمقراطية ليست فى صناديق الانتخاب وإنما فى الاقتصاد والأدب والسياسة".

ومن أبرز أقوال الناقد الكبير "إذا كانت الديمقراطية تؤدى إلى الرجعية فهى ليست ديمقراطية"، ويرى أن ثورة 25 يناير أكبر حدث فى تاريخ مصر وكان سعيدا بها؛ فقد كانت آخر كلماته "الثورة مستمرة"، كما قال الناقد حسين حموده.

 
وشارك فى الندوة التى نظمتها هيئة الكتاب لتأبين الناقد الراحل د.عاصم دسوقى، الناقد د.حسين حمودة، والكاتب مصطفى ابراهيم، والمؤلف المسرحى بهيج إسماعيل، ود.عزة رشاد، وهشام داود ابن أخت أبو عوف وأدارها الكاتب والناقد عبده جبير.
 
وقال حمودة: "أبو عوف كان ناقدا ورئيس تحرير دورية مهمة تصدر عن هيئة الكتاب هى دورية الرواية وكان له والتى أسسها ونماها عبد الرحمن أبو عوف واحتفى فيها بالرواية الأجنبية والعربية عبر حوالى نصف قرن".
 
وأضاف حمودة: قد لمست فى أبوعوف جانبا إنسانيا فى الأيام الأخيرة ومكالماته الأخيرة كانت موجعة وكان مشغولا ومهموما بأشياء صغيرة ومهمة فى مناورة الحياة والموت، وكان يريد أن يعامل من المسئولين كناقد شريف، وأشكر وزير الثقافة على ما قدمه له، وكانت آخر كلمات قالها لى أبو عوف عبر الهاتف الثورة مستمرة والدورية مستمرة.

 
ومن جانبه قال د.عاصم دسوقى إن عبد الرحمن أبو عوف بدأ حياته الأدبية روائيا ثم اتجه إلى النقد وكان ناقدا لا يجامل أحدا، وأرى أن وفاة مثقف وكاتب دون أن ينول ما يستحقه شئ سئ جدا.
 

وقال بهيج إسماعيل عن الراحل الكبير لم أتعود فى حياتى السير فى الجنازات أو الحديث فى حفلات التأبين ولكن أتحدث عن عبد الرحمن أبو عوف لا بصفته صديق ولكن بصفته مظلوم، وقد تعرفت به فى مكان يتجمع فيه المثقفين، وعندما أسس دورية الرواية طلب منى أن أكتب عن المكان وكتبت عن المكان فى حياتى وفوجئت أنها ضخمة جدا وتحدثت معه فى ذلك ولكنه كناقد كان يقبل النقد بصعوبة، وكان يشعر بالظلم وهو كذلك لأنه كناقد لم يأخذ حقه إطلاقا، وكان أبو عوف طيب القلب جدا ولكن كان سريع الغضب.

 
وأضاف بهيج: المجتمع الثقافى والفنى يشبه مجتمع الغابة وتنتشر فيه الأنانية والغرور وقد قضى الإعلام المرئى على الإعلام المكتوب ولذلك كان ابو عوف مظلوما.
 
ومن جانبه قال مصطفى إبراهيم : معرفتى به كانت فى البداية معرفة التلميذ واستفدت منه كثيرا، وكان أبو عوف له مرجعية سياسية واضحة جدا ويدافع عن ما يتفق مع عقيدته ومبادئه وأتمنى أن يكون كل من يعمل فى مجال النقد الأدبى والفنى على مستوى هذا الراحل العظيم.
 
وأشار هشام داود خلال حفل التأبين للناقد عبد الرحمن ابو عوف: كنت أعيش مع خالى عبد الرحمن أبو عوف فى شقة واحدة وعملت بنفس الشركة التى عمل بها ولكنى لم أرث عنه النقد الأدبى، وكان أخوه إبراهيم أبو عوف طبيب أسنان هو الذى علمه الكتابة وكانت بداية حياته الأدبية، وكان مبتعدا عن الحياة الاجتماعية وقضى حياته فى عزلة وأفنى حياته فى الأدب والنقد.
 
ومن جانبها، قالت د.عزة رشاد : كنت أعتقد أن عبد الرحمن أبو عوف سينتصر على مرضه فقد رأيته مقاتلا ولم أرى أحدا يحب الأدب مثله وكان عندما يقرأ شيئا ويعجبه يهتز من شدة انفعاله وتقديره للعمل الأدبى، واعتبر نفسى محظوظة لأنى عملت معه فى مجلة الرواية لفترة طويلة.
 
وأضافت أنه "كان يرى أن الديمقراطية ليست فى صناديق الانتخاب وإنما فى الاقتصاد والأدب والسياسة وكان يقول: إذا كانت الديمقراطية تؤدى إلى الرجعية فهى ليست ديمقراطية وأن هناك خطأ ما، وكان يرى الثورة أكبر حدث فى تاريخ مصر، وكان اهتمامه بالسياسة يتضح فى كتاباته، وقد شق أبو عوف طريقه بتحسب حتى أصبحت له مكانته واهتم بأدب المرأة وله كتابات غزيرة وعميقة جدا وقد كانت الحياة بالنسبة له هى الكتابة".

نصف قرن من النقد الأدبي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى