الجمعة ١٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

نقطة إنطلاق

كان هناك رسامٌ ياباني. قضى عدة سنوات وهو لا يرسم سوى الأعشاب. حين سأل مرة "لماذا الأعشاب دائماً؟". قال "يوم رسمت العشب فهمت الحقل... ويوم فهمت الحقل أدركت سر العالم".
اليوم الذي نفهم به معنى الإنسانية. سنفهم معنى التعامل بها! كلما مررت بنقطة إنطلاق عاد المشهد نفسه وكأنه لوحة إعلانات ثابته على زاوية تقاطع كل شوارع المدينة. لا يتغير إطارها لا يتغير فيها سوى الوجه المعلن عنه. أطفال بعمر الزهور وألوانها. ببراءتهم وتوسلاتهم المصطنعة ربما.. والإبتسامة الغائبة في الوجوه الشاحبة. تعبر عن مدى الأسى الذي يعيشونه على قارعة طريق. وزاوية شارع. وركن رصيف. يلتفون حول السيارات الراكنة بإنتظار الإشارة الخضراء. وفي تلك الغضون هم أيضا بإنتظار آخر. اما ان يتلقونه بحسنة او بإساءة. وأغلب الأحيان لا يحصلون على شيء. وان حصلوا عليه فلن يكون لهم. بل لمن دفع بهم إلى هذا العمل.
نحن ننظر الى هؤلاء الأطفال نظرة شزرة. بل على الأغلب لا نطيق النظر إليهم كبشر مثلنا. لهم نفس الحقوق والواجبات التي لنا من كافة الجوانب الإنسانية. لا ننظر لهم الإكمتسولين أدنى منا. ولا ندرك ما تخفي تلك الوجوه اليائسة خلفها.
إن القدر الذي جاء بهم الى الشارع و وضعهم في أيدي من لا يرحم طفولتهم. هو قادر على أن يجعلنا في ذات الموقف. أو يكون لأحد أبنائنا ذات قدر عجيب. كل ما يدور في خاطري من تساؤل؛ من هو المسؤول عن هؤلاء المساكين. أ هو القدر والأنانية وقلة الإنسانية في إستغلالهم؟ أم إهمال الأهل؛ إن كان لهم أهل يعرفون بهم؟ أم هي قلة الرعاية بمكونات حقوقهم من الدولة والمسؤولين؟ أم من يناشدون حقوق الإنسان. التي ضاعت بين إنتهاك و مخالفة ومطالبة وإبتزاز تحت كل المسميات؟ أليس لهم الحق في أن تكون لهم كرامة يعيشون على أكنافها كما نعيش نحن؟ وهل سيأتي يوم أقف به على إشارة مرورية دون أن يعاد المنظر ذاته. دون أطفال سلبت منهم براءتهم. وتركوا أداة تلوث معنى الطفولة فيهم؟إن جاء ذاك اليوم. نكون قد فهمنا معنى الرسم عن شيء واحد لكل الأشياء. وإن نرسم لهم بسمة بلمسة عطف تجاههم تحسسهم بإنسانيتهم وببراءتهم. وسيكون هناك تفعيل لعبارة (حقوق الإنسان) كما نسمع عنها. إن كانت إنتهاك او مخالفة في الحق الإنساني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى