السبت ١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

الهيولى

كان (أرسطو) يطلق على المادة مصطلح (الهيولى). ما يعني المادة الأساسية التي تتكون منها الأشياء في الكون. والتي تظهر بمظاهر شتى بحسب الصورة التي تتخذها. كالثمثال مثلا بصورته التي تجذب أنظارنا. فنهفو الى التمتع بصورته كيفما تفنن بها النحّات. ونهمل مكوناته من المادة. كالرخام او النحاس او ما شابه. التي ساعدت على اتمام شكله كما هو عليه. وعندما نصف المنطق الأرسطي الصوري. نقصد بأنه إهتم بالصورة دون مكونات المادة. بيد أننا ما زلنا نسير على خطى المناطقة القدماء. برغم تطور الحياة. ومن المفترض ان تتطور النظريات والإفتراضات. لكنها بقيت كما هي!

إهتمامنا الصوري بالأشياء أصبح من مقتضيات أمور حياتنا. كنظرتنا الى الدين الإسلامي مثلاً. وإهتمامنا بصورة الدين أكثر من مكوناته الأساسية. كحجاب المرأة وردائها مثلاً. إذ أصبح هوية المرأة الصورية. والصلاة في المساجد في كل فرض. واللحية. أيضاً أصبحت هوية الرجل المسلم الصورية. وفي حقيقة الأمر إننا أهملنا مكونات المسلم الحقيقي.

ما ألم بي لأكتب عن المنطق الصوري وعلاقته بالإسلام. هي بعض الإختلافات بين ثقافات المجتمع والإيمان بمكونات الإسلام قبل صوريته الظاهرية. وإننا اليوم بحاجة إلى المكونات وروح الإسلام أكثر من صوره التي إتجهنا الى الإهتمام بها. إننا نعيش اليوم في زمن غير الزمن الذي عاش فيه أسلافنا. الذين إنتهجوا نهج الفلاسفة من الإغريق. الذين كانوا يسيرون على خط مستقيم لا ينحرفون عنه. وينظرون إلى الأمور بمنظار واحد دون تغيير وتطوير. نحن بحاجة إلى مجددين في تعريف الدين الإسلامي على الأمم والمجتمعات المتطورة. وقد يلومني البعض حين أقول إن ما حدث في تركيا وفرنسا من ضوضاء حول مسألة (الحجاب) مثلاً. لم يكن ذا أهمية تستحق كل تلك الثورة الإعلامية والآراء المتعصبة. إذ نظرت هذه البلدان إلى المسألة على أنها صورية لا أكثر. وهم لم يمنعوا المسلمة او الرجل المسلم من اداء الفروض الاساسية لروح الاسلام. على العكس. اذا تمسك المسلم بحقيقة مكونات هذا الدين. فسيجد انه يتجدد ويتطور مع تطور الحياة. وان حجاب المرأة لا يمنعها من ان تكون مسلمة. ولو انها تمسكت بإيمانها المطلق فسيجعل منها خالصة لدينها. ولو نظرنا الى هذه الامور من منظار علمي مقنع. لاختلف الامر.

إن هذه المجتمعات تحاول تبديد المنطق الصوري القديم. وتبين أن المرأة ليست بمجرد غطاء الرأس. تستطيع الحفاظ على عفتها وعلى نفسها. بل اصبحت اقوى من ذلك. بقوة شخصيتها ووعيها. تسطيع - إن كانت تبتغي - أن تشير الى هويتها الاسلامية. بمجرد تمسكها بمكونات الاسلام. وستعطي صورة المرأة المتحضرة القوية. المتمسكة بروح الاسلام اكثر من اشكال صوره.


مشاركة منتدى

  • السلام عليكم
    ألأخت الوقور رقية . مشكورة على هذا الجهد البسيط في كلماته والغني في مفاده . وفقكم الله ونأمل أن تتضح الصورة الحقيقية للمجتمع . فأمثالكم قليل ونادر .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى