السبت ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

هي وهو بمنظور واقعي

هي: تضع مولودها بعملية قيصرية، وبعد أسبوع، تجدها واقفة منحنية الظهر

وهي تحمل رضيعها بيد وباليد الأخرى تقلب الطبخة، وفي الوقت نفسه تعتني

بأطفالها الآخرين، تهيئهم للمدرسة، ترتب المنزل، وتحضر لزيارة أهل الزوجِ للعشاء

هو: عند أول عطسة إيذانا ببدء نزلة برد عارضة، تجده وقد لبسه الاكتئاب،

فيمتنع عن مزاولة أي نشاط،، ويأخذ إجازة مفتوحة من عمله، يطلب لنفسه

وجبات خاصة، وأدوية خاصة، ومعاملة خاصة، ويتأفف ويتأوه ليلا ونهارا.

(وبعد كل هذا يتهم الرجل المرأة بالدلع!!!)

هي: تتابع مسلسلا في التلفاز، بينما تتصفح مجلة، وتحل واجب الحساب مع ابنها، وتناقش زوجها في العملية الانتخابية، وترد على الهاتف لتهدئ أختها

التي تشاجرت مع زوجها، تؤنب ابنتها المراهقة على (طولة لسانها)، فيما تتابع كل ما سبق بنفس التركيز.

هو: يريد أن يقرأ خبراً إعلانيا في جريدة، فيصرخ: سكووووت.... لازم أركز.

من الذي يفقد التركيز فيهم؟؟؟

هي: تذهب لوظيفتها صباحا، تعود ظهرا لتحضر الغداء، وتذهب لاجتماع أولياء

الأمور لتتحدث مع المدرس عن وضع ابنها الدراسي، تأخذ ابنتها لموعد

الجلدية لحل المشكلة الأزلية (حب الشباب)، وفي طريق عودتها تمر على

الجمعية، تحضر التموين، تزور أمها خطفاً، وتعود بوجه مبتسم وروح مرحة

لتكمل واجباتها الزوجية

هو: يذهب إلى عمله صباحا.... يعود مكفهرا غاضبا كارها لمديره والوظيفة والمرور

يجد كل شيء جاهزا. يتغدى، ينام، يقوم ليخرج مع أصدقائه ,يعود

لتناول العشاء، يشاهد التلفاز (مركزا) على أي برنامج ينتهي بكلمة أكاديمي...

« أخيرا يذهب إلى فراشه وهو يقول.. «أنتم لا تشعرون بتعبي

(والله تعبت ... يعطيك العافية يا مسكين...)

هي: لا تنام قبل أن تطمئن على البيت كله، وتضع رأسها المثقل بالهموم على

المخدة فتلاحقها الهواجس والمشاكل والتساؤلات: مرض الولد، دراسة البنت،

موعد أسنان الزوج، ومباركة الخالة، وعزاء الجارة، وماذا ستطبخ غداً.. وقلق نوم متقطع....
هو: يغفو قبل أن يصل رأسه للمخدة. ويعلو شخيره ليوقظ أهل البيت.. وأحيانا الجيران....

(ويقوم صباحا ليقول «تعبااااااان، ما نمت أمس نوما مريحا»)

هي: تعيش على الخس والجزر، تواظب على الريجيم والأكل الصحي والرياضة..لا
لشيء إلا لتبدو جميلة في عينيه

هو: يعيش ليأكل، ينمو أفقيا..بنسبة بروز واضحة حول محيط الكرش، مرددا

ببساطة مقولة: (الرجل ليس بشكله) و قال كمان الرجل بلا (كرش ما بيسوى ئرش)

من الذي خدعك وخبرك بهذا الكلام ؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى