الجمعة ٢٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم نوزاد جعدان جعدان

المدينةُ والضباب وبعضُ أسرابِ الذباب

الذباب كثيف والمكان ضيق
المدينة الباردة..
المدينة الغائمة من بعيد
تسألني لا تتركني أنا الوحيد
والعاشق الصغير بزيه الرث
يبتلع الجثث ويلتهم العظام
ما من دماء على ثوبه المرقّع
السكين يتدحرج على الخاصرة
والبرتقال يتبول خوفاً
لا تسأل الموتى عن رائحة عطرهم
لا تسأل الموتى عن قمصانهم الفخمة
لا تسال الذباب عمَ يفعله؟!..
**
كالبحرِ أقف غريبا استقبل الضيوف رغما عنّي
كناطحة سحابٍ أرنو وحيدا
كالقبر استلقي حزينا اخبئ موتي
كمدينة صامتة لا تتكلم أضواؤها
كعلبة سردين فارغة أحمل زيتي
تتأملني ...
العيون الصامتة
العيون المترقبة
العيون اللامعة
البيوت الموصدة النوافذ والأبواب في الظلام
تقول لي لا تفتح جفن السؤال
حين يشق صدر المدينة ضجيج الضوء
وبعض شظايا الجسد
**
كثيفُ الألم كالعشب
هادئ الصوت كالبحر
موشكٌ على الغياب كالليل
أتأملُ القارب والمدن البعيدة
البحر والجزر المختبئة
تقلع طائرة الذاكرة
فأقشر برتقال حزني وأتلذذ بطعم الألمِ
**
كالمدينة المبحرة ...
كالمدينة البعيدة أراقب أضواء الرصيف
ومومساً تتكلم في هاتفها لتؤرخ يوميات فخذيها
كحافلة قريتي أحمل أكثر مما أحتمل
كعاصفة تبتلع النسيم ترد ذكراها كلما أمطرتْ قلبي
المدينة تتثاءب في عيني المشرعتين
فاذكر انني ما زلت احتفظ بذكراكِ
يتكسرُ قلبي فيزداد نضارة قلمي
 
الشارقة 22-11-2011

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى