الأربعاء ١ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

مدونة السير والمواطنة

ممنوع الوقوف أمام قصورنا وشواطئنا وضيعاتنا ويجوز الوقوف أمام قمامة أزبالنا لمعرفة المجهودات التي نقوم بها لأكل خيرات البلاد والعباد. كما يجوز الوقوف أمام البرلمان للاستمتاع برؤية سياراتنا وسيارات أبنائنا الذين سيصبحون برلمانيين ووزراء وسفراء عندما نصل نحن إلى مرحلة التقاعد المريح.

ممنوع الوقوف على أرجلكم ويجوز لكم الوقوف على أياديكم عندما نمر نحن بالطريق المؤدي إلى سويسرا لوضع اللبنات الأولى لبناء علاقة حميمة و قصة حب جارف مع بنوكها.

الإشارات الضوئية: عند الضوء الأخضر نمر نحن و ند الأصفر تمر زوجاتنا وعند الأحمر يمر أبناؤنا على أجساد أبنائكم للوصول بسرعة إلى المنطقة الخضراء لقضاء الليالي الحمراء بمناسبة بلوغهم مرحلة الفرحة الكبرى. و يجوز لكم أنتم المرور في الأسود أو الرمادي في أحسن أحوال الطقس الوطني.

ممنوع المرور بشوارع مدينتنا الفاضلة أيام أعراسنا ويجوز لنا نحن المرور إلى حدائقنا المعلقة على أكتافكم وأكتاف من زالوا في أرحام زوجاتكم.

الأسبقية: دائما لنا أكنا في اليمين أم في اليسار أم في الوسط أم في أقصى اليمين واليسار والوسط. و حتى أنتم لكم الأسبقية شريطة أن تكونوا في طريق لها شكل دوامة لا أول لها ولا آخر ولا وسط.

السياقة في حالة سكر: إذا كنت من عائلتنا فالسكر يعتبر نشوة أو مبالغة في حب البلاد والقانون لا يعاقب في مثل هذه الحالات. أما إذا كنت تنتمي إلى مجتمع الضفة الأخرى فالقانون لا يرحم المغفلين مثلك. وإذا لم تصدق فاعزف على آلة قانون الجوق الوطني تجد الجواب.

السرعة محدودة بالنسبة إليكم في حدود 10 كيلومتر في الساعة كي لا تتسببوا لنا في مغص ساعة فطورنا وساعة غدائنا وساعة قيلولتنا بمكاتبنا وساعة عشائنا في المطعم الذهبي ( نحن الذين كنا نأكل في المطعم البلدي ) مع ضيوفنا و ضيوف بلدنا الكثر. أما بالنسبة لأطفالنا فلا حدود لسرعتهم بالليل والنهار للوصول إلى القمر في وقت قياسي ولو أدى ذلك إلى دهس أبنائكم خلال عودتهم من المدرسة بعد دروس قيمة حول حقوق الإنسان.

في حالة ارتكابكم مخالفة تؤدون ذعيرة ثقيلة. و في حالة عدم ارتكابكم مخالفة تؤدون ذعيرة أثقل لتمكين الدولة من أداء أجور رجال ونساء وأطفال وأمهات و آباء الشرطة في وقتها.

أما في حالة ارتكابنا نحن مخالفات فلا نؤدي شيئا لأن كثرة التفكير فيكم وفي مصالحكم وكذا العمل من أجل الوطن يرهقنا جدا فتختلط علينا الأمور فلا نعرف لا ما نقدم ولا ما نؤخر فنرتكب مخالفات ولا نحترم مدونة السير ونتسبب في حوادث خطيرة فنرمل نساءكم ونيتم صغاركم. فإذا تعامل معنا القانون كمواطنين عاديين وعوقبنا ودخلنا السجون فمن سيتكفل بكم ويكون عليكم مسؤولا ووزيرا وبرلمانيا وقائد مقاطعة؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى