الثلاثاء ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

عودة (جمهورية أفلاطون)

كلما تصفحت بعض المجلات والصحف. اول ما ابدأ به هو البحث عن المقال واسم الكاتب. ما ان أنتهي من مقال حتى أبدأ بثانٍ. لأجد في بعض تلك المقالات فلسفة كتابية. وبحسب علمي فإن الكتابات الفلسفية ليست ذات شعبية بين القراء. فقارئ الصحيفة ربما يكون بقالاً او حمالاً أو من عامة الناس. على اختلاف الفوارق الثقافية والعلمية. وكل ما عرفناه عن المقال انه قطعة كتابية لا تتعدى صفحة أو بعض صفحة. يطلِق من خلالها الكاتب ما يجوب في خاطره من أمور. تتعلق بحال المجتمع. وما يدور فيه من نزاعات وتحليل لبعض المواقف. إن كان المقال أدبياً او فنياً او سياسياً. فالمهم ان يخرج من القلب. ليدخل الى القلب. ليكون حبل وصل بين الكاتب والقارئ. وافضل ما في المقال أن يستحوذ على متابعة القراء. ويناقش ما يدور من حولهم. اما إذا خرج عن المألوف والطبيعي. فهذا ما يدعو الى التصنيف والمقارنة مع (سقراط) و(إفلاطون)! فمنها ما يطلق عليه افلاطوني. ومنها ما يطلق عليه سقراطي.

أما الافلاطوني فكتـّابه من اصحاب البرج العاجي. الذين لا ينزلون عن ابراجهم. وعن رفعة رؤوسهم ولا يتوارون عن نزول مخيلتهم من السماء. بل راحوا يشمخون بها ويتفلطنون بكتاباتهم الفلسفية. التي لها قراء من صنفهم إن وجدوا! وكل ما اعلمه عن عصرنا هذا. انه اصبح زمن اتباع سقراط و(السفسطائيين) أولائك الذين عاشوا في زمن افلاطون. الا ان الفارق كان واضحاً بينهما. إذ كان سقراط ومن نهج نهجه لا يعيبون على نزولهم مع الرعية. وقد انزلو الفلسفة معهم الى عامة الناس. واخذوا يدعون الى البحث في الانسان ومصلحته. بدلا من التأمل في الحقائق المثالية التي لا تنفع الانسان شيئاً. على عكس (افلاطون) فقد كان فلاسفته آن ذاك منهمكين في البحث وراء الحقائق الكونية التي لا تمس مصلحة الانسان. ولا صلة لها بمشكلاته وهمومه بل انشغلوا بأوهامهم. ولا أظننا اليوم نود الرجوع الى عالم الوهم. برغم الحقائق التي نعيشها. نحن بأمس الحاجة الى من يخاطب الرعية ويحمل همومها. ويعمم افكاره على العامة دون احتكار. فنحن الآن في زمن اصبح الولاة فيه من اهل الولاية. وزمن المماليك والجباة قد ولى. ولعل زمن افلاطون والفلسفة التي تحتكر على القارئ الراقي. وتنفرد بانبعاجات وانبثاقات وانسلاخات. وتأتي الى نهاية المطاف بمعنى بعيد عما يعنى به! بكلمات لم يأتِ الله بها من سلطان. قد ولت هي الأخرى.

ملاحظة: هذا تعريف بسيط عن مدى الفرق بين السفسطة التي كان يعاب اهلها. وبين الفلسفة والتي يتفيقه بها اصحابها ولك عزيزي القارئ المفاضلة.

(سقراط): كان ذا نزعة شعبية قلباً وقالباً. فقد كان فقيراً من عائلة فقيرة. أبوه نحّات وأمه قابلة. وظل فقيراً حتى مات. وكان على اتصال برجل الشارع. مهتماً بمصلحته. وامتاز بهذا على افلاطون.

(افلاطون): كان نبيلا في نسبه ومزاجه. وكان مثريا من اصحاب العبيد. وكان يكره العامة. ويكره الديمقراطية كرهاً شديداً. ويدعو الى سحق النظام الديمقراطي. الذي كان سائداً في بلاده. ويبشر بحكم الاقلية من ارباب العقل (العالي). ومما يروى عنه انه قال: "احمد الاله الذي جعلني إغريقياً لا بربرياً. حراً لا عبداً. رجلاً لا إمرأةً" ولعله كان يكره المرأة! وقد شيد افلاطون مدرسة خاصة به تطل على بستان (اكاديموس). وبذلك سميت (اكاديموس). وحورت في زماننا إلى (أكاديمية). واقام بها معبداً خاص لآلهة الشعر. وهو بهذا يختلف عن سقراط الذي يعلم الناس في الاسواق. وينكر الآلهة القديمة بشتى انواعها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى