الثلاثاء ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١٢
«حشد» يؤبن صاحب «أوراق عاقر»

مثقفا ومناضلا ورائدا في العمل النقابي

عزيزة علي

أحيا حزب الشعب الديمقراطي الأردني "حشد" بالتعاون مع المركز الثقافي الملكي في قاعة المؤتمرات أول من أمس، الذكرى السنوية الأولى لرحيل أمينه الأول الأديب سالم النحاس، بحضور رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري، ورئيس النواب عبدالكريم الدغمي، و وزير الثقافة د.صلاح جرار، وممثلين عن أمناء عامي الأحزاب والنقابات.

واستعرض المتحدثونَ سجلّ إنجازات النحاس على الصعد الثقافية والسياسية والنقابية، لافتين إلى إيمانه العميق بالنضال من خلال العمل المؤسسي المنظم.
رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د.موفق محادين، قال إنّ النحاس كان تكثيفا لثلاثة مبدعين أردنيين هم: الشاعر عرار، الروائي غالب هلسا وتيسير السبول، مؤشراً بذلك إلى تحولاتهم من البعث إلى اليسار، وفي تنوع اهتماماتهم السردية والثقافية.

من جانبه، رأى رئيس الحزب الشيوعي منير حمارنة أنّه برحيل الأديب والمناضل سالم النحاس فقدت الساحتان الأدبية الاردنية والسياسية أحد أعمدتها المرموقة، مشيرا إلى تميّز النحاس باقتدار ملموس على الدمج بين الأدب والسياسة، خدمة لقضية شعبه ووطنه، وللنضال الإنساني الذي التزم به حتى أيامه الأخيرة.

وقال إنّ النحاس كرّس أدبه، كما جهده السياسي والنضالي، من أجل الديمقراطية والحرية والتقدم الاجتماعي، وقاوم مع كل القوى الوطنية والتقدمية، السياسات التي تصادر الحريات العامة، وتكمم الأفواه، وتعمل على تغييب دور الجماهير الشعبية عن المساهمة في الشأن العام.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبة الديمقراطية للتحرير فلسطين هشام أبو غوش كلمة فلسطين، التي قال فيها إنّ النحاس كان مبدعاً ارتبط اسمه برابطة الكتاب الأردنيين منذ تأسيسها. وأضاف أنّ الراحل عاش من أجل مبادئه وضحّى في سبيلها.

رئيسة اتحاد المرأة الأردنية العين آمنة الزعبي، نوّهت إلى دور النحاس الرئيسي في تأسيس رابطة الكتاب الأردنيين في العام 1974، ومشاركته في رئاستها وعضوية هيئاتها الإدارية عدة مرات، مشيرة إلى أنه أخذ على عاتقه تشجيع الكتاب الشباب ودعمهم ونشر إبداعهم.
ولفتت الزعبي إلى أنّ النحاس وقف مع زملائه عندما أغلقت الرابطة في العام 1987، يناضل إلى أن أعيد فتحها في العام 1989، مشيرة إلى أنّ الراحل كان مفكرا تقدميا ومثقفا عضويا، يحمل هموم طبقة الفقراء ويكرس حياته للدفاع عن مصالحها.

د.أحمد ماضي الذي ترأس رابطة الكتاب في دورتين متتاليتين، قال إنّ "النحاس يستحق منذ أمد بعيد أن تعقد رابطة الكتاب الأردنيين ندوة علمية عنه، تكريما له أو أن تنظم مؤتمرا ثقافيا يتحدث عن إبداعه الأدبي قبل وفاته".

وعتب ماضي على الرابطة لأنّها "لم تقم حفل تأبين بالذكرى الأربعين لرحيله"، داعياً إلى تنظيم مؤتمر الآن تقديرا لدور النحاس في تأسيس الرابطة. ودعاها إلى التنسيق مع وزارة الثقافة وأمانة عمان، بشأن تسمية شارع باسم الراحل يليق بقامته الأدبية ومنزلته السياسية.

الروائي والقاص جمال ناجي ألقى كلمة باسم أصدقاء النحاس، قال فيها "إننا تأخرنا في استذكارك وذلك بسبب انشغالنا بربيعنا العربي الذي تمخض عن أزهار ملتبسة الشكل واللون والرائحة، على الرغم من راياته الخضراء التي ملأت عواصمنا".

وأضاف ناجي "محبتنا لك التي تنهمر الآن بغزارة لم نشهدها ولن تشهدها في حياتك، تكاد تجنح إلى الفلسفة، وتكاد تنطق بأن الحياة غريبة مرعبة كالموت، فنحن دائمو الرغبة في إعطاء مبدعينا ومناضلينا ورموزنا حقهم وقيمتهم، لكننا، لأمر لا نفهمه، لا نستطيع إغداق حبنا عليهم إلا بعد موتهم".

وفي كلمتها عن والدها، قالت الفنانة مكادي نحاس "أذكر بالأمس كيف كنت تستقبل الشتاء وكنت تجلس قرب النافذة متدثرا بالفروة الصوف التي تفتخر بها كثيرا".

وتصف نحاس كيف كان يستقبل المطر بسعادة غامرة وهو يردد: "الله يبعث الخير"، ويفتح النافدة ليشتم رائحة التراب ويقول "مطر مطر مطر"، كأنه يستحضر السياب ليشاركك الفرح الآتي من السماء.

وقالت الأمين الأول للحزب النائب عبلة أبو علبة إنه مضى عام على رحيل الرفيق المناضل سالم النحاس وهو العام العربي نفسه الذي هلّ علينا بهوية إنسانية وسياسية جديدة فكان شاهدا على انبثاق ثورة لم تعرف شعوبنا العربية في عصرنا الحديث مثل طبيعتها وعناوينها المزدحمة بالحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة في مواجهة القهر والظلم والاستبداد.

وتعتقد أبو علبة أنه كان يليق بالسياسي والمثقف الثوري النحاس وجميع أقرانه الراحلين أن يواكبوا هذه المرحلة من التاريخ الوطني الأردني، والقومي العربي لتكون ميدانا للحفاوة والبشر بزمن جديد يرتفع فيه الصوت الشعبي كله مطالبا بالتغيير الديمقراطي وليس فقط صوت النخب السياسية والحزبية.

رئيس تحرير موقع "في المرصاد" د.موسى برهومة الذي أدار الحفل، قال "إنّنا نلتقي اليوم من أجل النحاس الذي أراه مرتسما فوق هذه الوجوه الطيبة التي جاءت لتسلم على أبي يعرب، وتقول له إنك بيننا باق وأعمار الطغاة قصار"، معتبراً أنّ الراحل "أبو التجربة الوطنية بامتياز وأحد فرسانها الكبار". بعد ذلك قدم الفنان فتحي الضمور أغنية مرسيل خليفة "بغيبتك نزل الشتي"، ثم نشيد موطني.

تحدثون يستذكرون سالم النحاس سياسيا ومبدعا

عمر أبوالهيجاء

بحضور رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري، ورئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي، ووزير الثقافة د. صلاح جرار، أحيا حزب الشعب الديمقراطي الأردني «حشد»، مساء أمس الأول الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأمين الأول السابق للحزب الأديب سالم النحاس، في المركز الثقافي الملكي.

واشتمل الحفل، الذي أداره د. موسى برهومة، عددا من الكلمات، استذكرت إنجازات الراحل على الصعد: الثقافية والسياسية والنقابية.

الكلمة الأولى في الحفل كانت للحركة الوطنية الأردنية، ألقالها د. منير حمارنة، الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني، أكد فيها على مكانة النحاس، «الذي كرس جهوده السياسية في النضال من أجل الديمقراطية والحرية والتقدم الاجتماعي، وقاوم، مع كل القوى الوطنية والتقدمية، السياسات التي تصادر الحريات العامة، وتكمم الأفواه وتعمل على تغييب دور الجماهير الشعبية عن المساهمة في الشأن العام».

تاليا قدم د. موفق محادين، رئيس رابطة الكتاب الاردنيين، كلمة بعنوان «وأنت يا سالم»، قال فيها: «كلما تذكرت الصديق المبدع، المشاكس، سالم النحاس، يحضر في الخاطر غالب هلسا، الروائي، الناقد، المثقف، اليساري العروبي، وتيسير السبول، الشاعر والروائي، القومي البعثي، الوجودي، و»عرار»، الشاعر، الفوضوي الجواب بين سجن المحطة وخيام الغجر. والنحاس كان تكثيفا لثلاثتهم وتحولاتهم، في تحولاته من البعث إلى اليسار، وفي تنوع اهتماماته السردية والثقافة. وكان النحاس مختلفا وجادا، وشديد الإيمان بأن المأثرة الوحيدة للمثقف أن يخدع الناس بقانون آخر (غير قانون المقاومة)». كلمة فلسطين ألقاها عضو المكتب السياسي للجبهة الديقراطية لتحرير فلسطين، هشام أبوغوش، قال فيها: «في الذكرى السنوية لرحيل المناضل سالم النحاس، الأمين العام الأول السابق لحزب الشعب الديمقراطي الأردني، والأديب المبدع، الذي ارتبط اسمه برابطة الكتاب منذ تأسيسها، في هذه الذكرى نستظل بمجريات الربيع العربي وبمعطياته التي تتسع دائرة فعلها وتأثيرها يوما إثر يوم، لتساهم في رسم معالم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة الوطنية، وهي المبادىء والمنطلقات التي عاش من أجلها وضحى في سبيلها فقيدنا الراحل».

كلمة الحركة النسائية القتها السيدة آمنة الزعبي، وقالت فيها: «أنقضى عام على ذكرى وفاة الراحل الكبير سالم النحاس، ولكل من عرف الفقيد صورة يحتفظ بها عنه، وقد لا تتطابق الصور، ولكنها بالتأكيد تتناغم وتتآلف لتصنع صورة سالم النحاس، الفارس النبيل والمناضل الكبير». من جانبه ألقى د. أحمد ماضي كلمة التجمع الثقافي الديمقراطي، وقال فيها: «لقد مر عام ونيف على رحيل السياسي المحنك والأديب الرائع والإنسان المحبوب سالم النحاس، خطفه الموت قبل الآوان، كان يحلم ويخطط ويعمل من أجل تحقيق المزيد لوطنه وشعبه، ولحزبه، ولرابطة الكتاب التي لم يعمل أحد من أعضائها للنهوض بها، كما عمل النحاس، وذلك منذ أن أسهم بتأسيسها إلى أن فارق الحياة، وللنقابات المهنية التي غدت الرابطة عضوا فيها بفضله وجهوده، بيد أن الموت غافله، وقضى على أمنياته وأحلامه، حتى أنه لم يمكنه من إنجاز روايته التي منح إجازة التفرغ الإبداعي من أجلها، وقد استطاع الراحل التوفيق بين السياسة والأدب ومحبة الحياة، وكان أنموذجا في ذلك. كان النحاس وطنيا وقوميا وأمميا في آن، وإذا كان حزبه قد خسره ويفتقده فإن الرابطة قد خسرته أيضا، خسرت عرّابا، خسرت من كان شغله الشاغل الرابطة وكيفية النهوض بها». الروائي جمال ناجي القى كلمة أصدقاء الراحل، وقال فيها: «تأخرنا في استذكارك، لكننا ما نسيناك، كل ما في الأمر أننا انشغلنا بربيعنا العربي الذي تمخض عن أزهار ملتبسة الشكل واللون والرائحة، على الرغم من راياته الخضراء التي ملأت عواصمنا، بماذا سنخبرك بعد موتك؟ سنحدثك عن شعوبنا التي أصيبت بطفرة الجرأة التي لم تحسب حسابها، ولم تكن تعرف أنها كامنة فيها الى حد ازدراء الموت، نحدثك عن رؤساء عربا يدكون أحياء في عواصم بلدانهم بالصواريخ وقذائف الدبابات، طوبى لك في حياتك وفي مماتك، طوبى لنسمات الشمال الشرقي إذ تهب على مساءات مادبا، التي احتضنتك طفلا وكهلا وجثمانا مهيبا لراحل عظيم». في حين ألقت ابنة الراحل، مكادي النحاس، كلمة العائلة، قالت فيها: «أذكر بالأمس كيف كان يستقبل الشتاء، حيث كان يجلس قرب النافذة متدثرا «بالفروة»، ويراقب انهمار المطر بسعادة غامرة ويردد «الله يبعث الخير»، ويفتح النافذة ليشم رائحة التراب، ويقول: «مطر.. مطر.. مطر»، وكأنه يستحضر السياب ليشاركه الفرح الآتي من السماء، أما اليوم فيغسل المطر قبرك، ولا تستطيع أن تشم رائحتك المفضلة».

وألقت السيدة عبلة أبة علبة، الأمين الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني «حشد»، كلمة الحزب، قالت فيها: «كان يليق بالسياسي والمثقف الثوري سالم النحاس وجميع أقرانه الراحلين أن يواكبوا هذه المرحلة من التاريخ الوطني الأردني، والقومي العربي، لتكون ميدانا للحفاوة والبشر بزمن جديد يرتفع فيه الصوت الشعبي كله مطالبا بالتغيير الديمقراطي وليس فقط صوت النخب السياسية والحزبية»، مؤكدة أن الراحل كان وفيا للتاريخ والوطني الأردني ومدركا لحساسيته وجدليته الطبيعية مع التاريخ الوطني الفلسطيني. الفنان والكاتب فتحي الضمور عزف على آلة العود، وغنى أغنية لمارسيل خليفة «بغيبتك نزل الشتي»، من كلمات الشاعر اللبناني طلال حيدر، وختم الحفل معه وبمشاركة الحاضرين بأغنية «موطني».

تأبين سالم النحاس

محمد جميل خضر

 لخّصت دموع الفنانة مكادي النحاس ابنة الأديب والمناضل الراحل سالم النحاس، مجمل أجواء حفل التأبين الذي أقامه له حزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد) مساء أول من أمس في قاعة مؤتمرات المركز الثقافي الملكي.

مكادي التي غالبت دمعاتها الحارات عدة مرات، قبل أن يغلبها النشيج وتخونها العبارة، وتسرق الحشرجة منها مواطن الحروف وبواطنها ومخارجها، آثرت في لحظة وجدانية مؤثرة أن تغادر المنصة وفي الجوف كلام، وفي البال راحل من طراز والدها: «أتذكر كيف كنتَ تستقبل الشتاء، كنت تجلس قرب النافذة متدثراً ب (الفروة) الصوف التي تفتخر بها كثيراً لأنها تقيك برد الشتاء ودسائسه اللعينة.. تراقب انهمار المطر بسعادة غامرة وأنت تردد (الله يبعث الخير)، تفتح النافذة تشم رائحة التراب وتقول: مطرٌ.. مطرٌ.. مطر، وكأنك تستحضر السياب ليشاركك الفرح الآتي من السماء.. الآن يغسل المطر قبرك، ولا تستطيع حيث أنت أن تشم رائحته المفضلة لديك.. ولن تقدر أن تقوم بجولتك المعتادة في شوارع عمان.. أستطيع الآن.. الآن فقط، أن أرى ابتسامتك الجميلة.. وأن أسمع ضحكتك التي طالما أشعرتني بالأمان.. وأجزم أنك الآن تمتطي غيمة، وتجول شوارع المدينة، وتشم رائحة المطر المكثف المعتق من ألف.. ألف عام».

وفاء مكادي وحزنها على أبيها صعّد حالة عامة تأثر بها كثير من حضور حفل تأبين النحاس، بمن فيهم مدير الحفل الزميل موسى برهومة الذي بالكاد أعاد الإمساك بإيقاعه، والإبقاء على سكينة حفل التأبين وما تميز به من هدوء وإهاب.

حفل التأبين الذي حضره رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري، ورئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي، ووزيرا الثقافة د. صلاح جرار، والمياه والبيئة موسى الجمعاني، وعدد من الأعيان والنواب والشخصيات العامة، وأهل ورفاق وأصدقاء كثر، تضمّن كلمات للحركة الوطنية الأردنية، ورابطة الكتاب الأردنيين، وفلسطين، والحركة النسائية الأردنية، والتجمع الديمقراطي داخل رابطة الكتاب، وأصدقاء الراحل، وعائلته، وكلمة لحزب الشعب الديمقراطي. وبعد أن غنى الفنان فتحي الضمور صديق الراحل ومعه عوده أغنية مارسيل خليفة «بِغيبتِك نزِل الشتي قومي طلعي ع البال/ في فوق سجادة صلا والعم بيصّلوا قلال/ صوتن متل مصر المرا وبعلبك الرّجال/ ع كتر ما طلع العشب بيناتنا بيرعى الغزال/ وَدّيت مع راعي حماه يشفلي الطقس شمال قللي السني جايي هوا بيوَقّع الخَيّال/ يا ريت ما سرجت الفرس ولا بْعَتْ ه المرسال» التي كتب كلماتها طلال حيدر، غنى في نهاية حفل التأبين ومعه الحضور جميعهم واقفين نشيد «موطني».

رئيس رابطة الكتاب الأردنيين د. موفق محادين الذي استهل كلمته التي حملت عنوان «وأنت يا سالم» في تقاطع ذكي لمّاح مع مجموعة النحاس القصصية «وأنت يا مأدبا». وفيها استرجع الراحلين الذي وصفهم ب»الأحباء.. الأحباء» الذين «قليلاً.. قليلاً، ما أقاموا». ومن بين هؤلاء الراحلين «الكبار على كثرتهم وخفقان القلب في ذكراهم، كلما تذكرتُ الصديق المبدع المشاكس، سالم النحاس، يحضر في الخاطر مع السبول وعرار وهلسا». مروّضاً لغته المثقفة الواعية، ختم محادين بالقول إن «سالم النحاس، كان مختلفاً وجاداً، وشديد الإيمان أن المأثرة الوحيدة للمثقف أن لا يخدع الناس بقانون آخر «غير قانون المقاومة» وأن لا يحولهم إلى كائنات عمياء في مختبرات بافلوف.. أجراس ترن بين الحين والآخر، ولا شيء، غير العشب، في اليوم العاشر».

ممثل الحركة الوطنية الأردنية د. منير حمارنة الأمين الأول للحزب الشيوعي الأردني أشار في كلمته لحفل التأبين، الذي وزّعت «الرأي» فيه ملحقاً خاصاً بالراحل نَشرته الجمعة الماضية، إلى رواية النحاس «أوراق عاقر» التي رأى أنها من أهم الأعمال الأدبية في فترة ما بعد هزيمة حزيران، قبل أن يختم بالقول «واليوم، ونحن نستذكر رحيل الأديب المبدع والمناضل الوطني، أبو يعرب، فإنه يجدر بنا أن نكثف كل الجهود من أجل وحدة القوى التقدمية والديمقراطية من أجل تحقيق الشعار الذي يرتفع في الشوارع العربية: الشعب يريد الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي سبيل الانتصار ودحر مخططات الإمبريالية والصهيونية، واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والكرامة والحرية لشعوبنا العربية».

من فلسطين تداعى لحفل التأبين الكاتب هشام أبو غوش عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وألقى فيه كلمة عدّد فيها مآثر النحاس، واستذكر مواقفه. وركز على طاقة النحاس الهائلة، وما حققه من مواءمة خلاقة بين أدبه وكتاباته الروائية والقصصية والمسرحية، وبين نضاله ونشاطه السياسي الفذ.

العين آمنة الزعبي، ومتحدثة باسم الحركة النسائية الأردنية قالت «سالم النحاس من القلائل الذي توأم حياته الخاصة والنقابية والسياسية، فهو في بيته كما هو في مقر حزبه، أو مقر رابطة الكتاب، مشغول بأمر مهم دوماً، وكان من الصعب أن يُعثر على الحد الفاصل بين ما يخصه، وبين ما ينخرط فيه من عمل عام».

رئيس التجمع الديمقراطي الكاتب د. أحمد ماضي طالب بكلمته لحفل التأبين رابطة الكتاب الأردنيين أن تولي الراحل مزيداً من الاهتمام، وأن تقيم من أجله، «على أضعف الإيمان»، ندوة. وأن تبادر بالتنسيق مع وزارة الثقافة وأمانة عمان لتسمية شارع من شوارع عمان، أو ربما مادبا، باسم سالم النحاس «شارع يليق بمكانته الأدبية ومنزلته السياسية».
الروائي جمال ناجي، ومتمسكاً بالجو الوجداني لحفل التأبين، ألقى كلمة قال فيها «أعرف بأنك تسمعُنا وتنظر إلى أوراقنا بعينين يقظتين، فتلك كانت عادتك في حياتك الشقية، وأعلم بأنك تحن إلى عالم الأحياء الذي فارقته على الرغم من أنه قسا عليك ولم ينصفك، وأعلم ثالثاً، أن روحك تطوف الآن في أرجاء هذا المكان الذي اجتمع فيه أصدقاؤك ومحبوك ممن عرفت في حياتك وممن لم تعرف». إلى أن قال بلغة بليغة «أتحدث باسم أصدقائك الذين وحدهم موتُك في هذا اليوم، على رغم خلافاتهم الكبيرة معك ومع بعضهم، وأفهم بالطبع، بأن مخاصمتهم لك في حياتك كانت أمرا منطقياً ومدعاة اعتداد، لأن الإنسان الحي فقط هو الذي يحظى بالخصوم، وقد كنت حيّاً في حياتك، إلى درجة تذكرنا باعتراف بابلو نيرودا حين قال: أشهد أنني قد عشت. ونحن نشهد أنك قد عشت في حياتك، وأنك كنت حيّاً في مرضك، ولا زلت حيّاً بعد موتك».

الأمينة العامة لحزب الشعب الديمقراطي النائب عبلة أبو علبة ختمت كلمات التأبين بكلمة راوحت فيها بين الحديث عن الراحل، وبين الحديث عن الأحوال المحلية والعربية هذه الأيام. كما ركّزت في كلمتها على التاريخ الوحدوي المشترك نضالياً واجتماعياً وقومياً وسياسياً بين الشعبين الأردني والفلسطيني. ومما جاء في كلمة أبو علبة: «عام مضى على رحيل الرفيق المناضل سالم النحاس وهو العام العربي نفسه الذي هلّ علينا بهوية إنسانية وسياسية جديدة، فكان شاهداً على انبثاق ثورة لم تعرف شعوبنا العربية في العصر الحديث مثل طبيعتها وعناوينها المزدحمة بالحريات والعدالة الاجتماعية والمساواة، في مواجهة القهر والظلم والاستبداد. إذن فهو العام الذي قدّم هديته المؤجلة منذ حوالي نصف قرن لأرواح المناضلين والشهداء والمعذبين في وطننا العربي من أقصاه إلى أقصاه، ففتح الباب المغلق على مصراعيه لإعادة الاعتبار لإنسانية وحقوق ودور الشعوب العربية في صنع مستقبلها واستعادة كرامتها المهدورة».

ان الاّراء المذكورة هنا تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولاتعبر بالضرورة عن اراء جريدة

عزيزة علي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى