تطوان في أحلام أنديزي

سيرخيو ماثياسSergio Lacias شاعر شيلي، من مواليد 1938يـ"غوربيا Gorbia"جنوب الشيلي.كتب العديد من الأعمال الإبداعية المتميزة في مجالي الشعر والنثر(دواوين/ذدراسات/ قصص...) ، له حضور متميز ومسكون بالخصب في كثير من المجلات الثقافية .

ابتداء من سنة 1981 مسه سحر الشرق برموزه الحضارية والثقافية،وبإشراقاته الصوفية...فكتب دراسات معمقة حول الحضور العربي في أمريكا اللاتينية، كما ساهم في التعريف بالأدب العربي ؛ فنشر دراسات ومقالات حول بعض الشعراء العرب : البياتي / جبران / المعتمد / ابن قزمان...وحول الشعر العراقي وفلسطين في الشعر العربي المعاصر؛ مساهما في مد جسور التواصل وتقريب المسافات بين الأدبين العربي والأمريكي اللاتيني .

زار أقطارا عديدة بما في ذلك البلدان العربية(المغرب / العراق...).حصل على جوائز كثيرة .

إن حضور المغرب في شعر ونثر سيرخيو ماثياس يتغلغل في أكثر من عمل ؛ فإلى جانب ديوان "تطوان في أحلام أنديزي" الذي نال عليه جائزة تطوان للشعر 1986 ؛ هناك دواوين أخرى : "كتاب الزمن" الذي نال عليه جائزة مقهى مارفيل للشعر 1987 ، ثم ديوان "ليل لا أحد" الذي اخترنا منه هذه النصوص،ثم كتاب "المغرب في الأدب الأمريكي اللاتيني"
فالديوان يزخر بأسماء لساحات(الفدان)،الجبال (درسة / غورغيز / الريف / الأطلس)، الأنهار(الحلو / المحنش / مارتيل)، العادات ( خروج يوم الجمعة إلى المنتزهات)...حيث تشتغل حيزا في فضاءاته .

المترجم

فــي تطــوان

تَفَيَّـأْ تَرَاتِيـلَ السَّـرْوِ.

اكْتُـبْ بِرِيشَـةِ النُّـورِقَصِيــدَة.

وَانْتَـش بِمِهْرَجَـانِ عَصَافِيـرَ

تَهُـزُّ أَبْرَاجـاً لأَِجْـرَاسِ الرِّيـح.

 

روابــــي تطــــوان

 

يَحْـزَنُ الإِنْسَـانُ

فِـي قَـارِبِ دُمُـوع،

وَيَفْـرَحُ ،كَغَـزَالٍ ،

بَيْـنَ رَوَابِـي النُّـور.

 

ربيـــع عربــــي

 

تَتَلاَشَـى السُّحٌـبُ فِـي شَمْسِيَـاتِ زِيُـوس .

تُمْسِـكُ أَشْجَـارُ الزَّيْتُـونِ لِسَـانَ الشَّمْـس .

يُتَـوَّجُ الْعُشَّـاقُ

بِخُضْـرَةِ الْحَدَائِـقِ الْمَخْمَلِيَّـة.

وَفِـي بُـرْجِ الْقَمَـر

يَتَدَثَّـرُونَ بِتُوَيْجَـاتٍ .

 

المئذنـــة العتيقـــة

 

لِنَحْـلاَتِ تِطْـوَانَ

شَهْـدٌ فِـي الشَّفَـق .

عَصَافِيرُهَـا الْفَرِحَـة

تَتِيـهُ عَبْـرَ أَزِقَّـةِ الْهَـوَاء .

مِـنَ الْمِئْذَنَـةِ الْعَتْيَقـة

أَرَى الْقَمَـرَ فَـوْقَ الأَرْضِ يَتَمَـزَّق .

 

الذكـــــرى

 

أَنَعُـودُ لِلْجُلُـوسِ

تَحْـتَ بُرْتُقَـالِ سَاحَـةِ " الْفِـدَّان" ؟

رِمَـاحُ الْكَوَاكِـبِ

تَطْعُـنُ تُوَيْجَـاتِ تِطْـوَان .

وَكَفَرَاشَـةِ رَمْـلٍ

تَنْفُـذُ إِلَـى الـرُّوح .

بَعِيـداً عَنْهَـا

تَرْتَعِـشُ مِـنَ الْوَحْـدَة

كَشُعْـلاَتٍ بَرْبَرِيَّـة .

 

كــــل جمعـــة

 

بَنَـى تَحْـتَ الزَّيْتُـونِ مَسْجِـداً ،

لِيُطْفِـئَ إِلَـهُ الْحُـبِّ اشْتِيَاقَا تِـه .

كُـلُّ جُمُعَـةٍ يُـرَى عَائِـداُ فَرْحـاً

عَبْـرَ دِرْبٍ سَلَكَتْـهُ الْغِـزْلاَن .

الشَّمْـسُ تَحْفِـرُ بِخِنْجَرِهَـا النُّـورِيِّ

أَسَاطِيـرَ السَّمَـاء.

 

صَمْـــتُ السَّــــرْوِ

 

فَلْنَعِـشْ فِـي مَمْلَكَـةِ السَّـرْوِ

السَّـلاَمَ الْمُبْهِـر ،

بِقُبُـلاَتِ الزَّيْتُـون

فِـي حَنَايَـا النُّجًُـوم

بِعِطْـرِكِ الْيَاسَمِينِـيِّ

بَيْـنَ حَمَامَـاتِ تِطْـوَان ،

(وَلْنَعِـش)فِـي نَبْـعِ الْفَجْـرِ

الْحُلْـمَ الأَخِيـرَ لِلْحُـب .

 

أغنيــة إلــى تطوانــي

 

تِطْـوَان...تِطَّاوِيـن .

يَا أُفُقـاً بَحْرِيّـاً،

وَيَا أَهْـلَ " الرِّيـفِ " الْفَرِحِيـن .

 

تِطْـوَانُ وَالْمُؤَذِّن

يَا عَـوْدَةَ الْحٌـبِّ

فِـي هَمَسَـاتِ وَادِي " مَرْتِيـل "

 

تِطَّاوِيـن...تِطَـوَان

يَاقَطَـرَاتِ النَّـدَى .

 

يَا قَلْـبَ الْبَحْـرِ

وَجِسْـمَ غَزَالَـة .

 

أَنْـتِ الأَكْثَـرْ رَشَاقَـة .

تِطَـوَانُ...وَنَخْلَـة ،

يَارَبَـابَ الْهَـوَاءِ

وَرَائِحَـةَ النَّعْنَـاع .

 

تِطْـــــــوَان

 

-1

يَابُرْنَسـاً مِـنْ ذَهَـب

يُدَثِّـرُ

فَـرَحَ قَلْـبِ الرَّبِيـع،

وَيَابُسْتَـانَ الْفَجْـرِ

فِـي رَبَـابِ النَّهْـر.

 

-2

يَالَحْـنَ النَّوَافِيـر،

يَاقَلْعَـةَ الشَّمْـس،

يَارِقَـاعَ الْبَحْـر

حَيْـثُ تَكْتًـبُ الشُّهُـبُ.

اِسْتَلْقِـي فَـوْقَ بِسَـاطِ الْعُشْـب،

وَدَعِـي سَـلاَمَ الْخُبَّـازِيِّ يُدَاعِبُـك.

 

-3

يَامُطَـرِّزَةَ الْقَمَـر

فِـي عُـشِّ "السَّيِّـدَةِ الْحُـرَّة"،

يَاغَزَالَـةَ نَـارٍ

بِالشَّفَقِيَّـاتِ مُخَضَّبَـة،

يَامرْسَـاةَ كَوَاكِـب

بَيْـنَ جَبَلَـي "دِرَسْـةَ" وَ "غُرْغِيـز"

يَاأُغْنِيَّـةً عَرَبِيَّـةً/أَنْدَلُسِيَّـة

فِـي مَسَامِـعِ الْـوُرُود .

 

-4

يَامَرْكَـبَ شَمْـسٍ فِـي خَلِيـجِ الرِّيـح،

يَاحَدَقَـةً بَرْبَرِيَّـةً فِـي عَيْـنِ الْيَاسَمِيـن،

يَاإِيقَـاعَ "الأَطْلَـسِ"وَأَحْـلاَمَ "الرِّيـف"،

يَاحُرِّيَّـةً بِطِيـبِ إِفْرِيقْيَـا مُعَطَّـرَة،

يَاصَـوْتَ شَحْـرُور ٍفِـي سِـرِّ نَبَـاتِ الدَّلَبُـوث.

 

-5

يَانَاسِجَـةَ النُّـورِ

بَيْـنَ بُرْتُقَـالِ "الْفِـدَّان"،

يَاخَزَّافَـةَ السَّـلاَم

فِـي جُغْرَافِيَـةِ النَّـوَارِس،

يَاآلَـةَ عُـودٍتُفْـرِحُ أَشْجَـارَ السَّـرْو،

يَاحَائِكَـةَ يَنَابِيـع

تَغْسِـلُ وَجْـهَ الْقَمَـر.

 

-6

يَارُكْـنَ الْخَرِيـف،

يَابَرِيـقَ أَوْرَاقٍ

بِخُطَـى الرِّيـحِ مُسْتَهْلَكَـة،

يا بـذور التَّارِيـخِ

فِـي أَخَادِيـدِ الْقَمَـر.

يَاسَيْـفَ انْتِصَـارَاتٍ

وَالصَّقْـرَ الْمُخْتَـرِقَ بِسَهْـمِ الشَّمْـس،

يَابَوَّابَـةَ الزَّمَـنِ حَيْـثُ تَجْتَـازُ فُصُـولُ الصَّيْـف،

يَاشُجْعَانـاً بِمَعَاطِـفَ بَرْبَرِيَّـة،

يَاأَصْوَات عُـودِ "زَرْيَـاب" الْخَالِـد،

يَاأَشْعَاراً

تُولَـدُ فِـي شُرُفَـاتِ أَشْجَـارِ الَّليْمُـون،

فِـي مَسَاجِـدِ الْجُزَامَـى،

فِـي دُكَّانِـيِّ الْمُدَثَّـرِ بِـرِدَاءِ النُّجُـوم.