الثلاثاء ٢٧ آذار (مارس) ٢٠١٢
ليت بنكيران يقول:
بقلم محمد المستاري

«لا تنظموا مهرجان موازين في حكومتي»

الشعب قال، ويقول: «فلوس الشعب فين مشات، في موازين والحفلات»، والمسؤولون نظموا، ويُعِدُّون أيضا العدة من أجل تنظيم الدورة الحادية عشرة لمهرجان «موازين» لهذا العام 2012؛ فلمن تكون الغلبة؟؟

إن الشعب، في العشرات من المسيرات الاحتجاجية، التي نظمتها حركة العشرين من فبراير، تنسيقيات المدن كافة، طالب بإلغاء مهرجان «موازين»، حيث قال بصوت واحد منددا: «فلوس الشعب فين مشات، في موازين والحفلات»، معربين في ذلك عن استيائهم إذا لم نقل التام من هذا المهرجان.

ومرد ذلك حسب عموم المواطنين، إلى أن من خلال تنظيم ذات المهرجان، يتم تبذير الأموال ونهبها، وهي أموال طائلة وباهظة تعود إلى ميزانية الدولة، بينما هي «تُحرق» في ساعات معدودة... في حين، بإمكان تدبير قيمتها في التخفيض من أسعار المواد الغذائية، أو فاتورات الماء والكهرباء، أو يمكن أن تصرف لمنح الطلبة، أو بها يمكن تشغيل معطلين، أو يمكن بها إفادة فقراء ومساكين ممن يرزحون تحت الضغط والهشاشة، والسكن بدور الصفيح والبراريك، أو يمكن بها مساعدة صغار الفلاحين، أو يمكن توزيعها للمعاقين والمتضررين، أو أو ... وكلها مشاكل يئن ويرزح تحتها المواطنون، فلماذا إذاً «موازين»؟ أو إن كان تنظيمه فسادا بما أنه يهدر المال العام، ولا يسمن ولا يغني من جوع؟

فإن كان هناك من المسؤولين، أو من المواطنين المغاربة من يخالف هذا الطرح من أجل تنظيم مهرجان «موازين»، قصد استماعه لأغاني «كبار الفنانين»، فيمكنه ذلك بعيدا عن صرف الدولة من حقوق المواطنين، حيث يمكنه شراء قرص الممثل المفضل بالنسبة إليه، بالصوت والصورة، بثلاثة دراهم، ليس إلا؛ وبذلك، سيجتنب اقتراف الجُرم في حق أزيد من ثلثي المواطنين الضائعين.

وإضافة إلى الشعب، ربما واضح أنه يقول: «لا نريد مهرجان موازين»، وربما واضح أنه ندد بعدم تنظيمه في سياق شعارات تقول بحق الشعب في تقرير مصيره، وربما واضح أن من خلال تنظيم ذات المهرجان تظهر التناقضات، ولعلها كانت محل قوة لفريق العدالة والتنمية، حينما كان في المعارضة، إذ كان ينتقد ذات المهرجان، فها حزب «العدالة والتنمية»، صاحب طرح «ربط المسؤولية بالمحاسبة» على رأس الحكومة؟؟

أعتقد أن كل من له رجاحة عقل، سيلحظ إجراءات أمنية محكمة وصارمة، وتتمثل في استعمال آلاف رجال الأمن قصد الحماية والسهر على مهرجان يقال له «موازين»، وسيصدق أكثر حسب التقدير، إذا أضيف «تبهديلة العالم»، بدل «إيقاعات العالم»، ما دامت هناك العديد من الأحياء بكبريات المدن تهدد، أو غير آمنة من المافيات وترهيبها. فلماذا إذاً، لا نضيف الأموال التي ستصرف في «موازين» إلى رجال الأمن، ونعدهم بذلك للأمن الحقيقي والحماية، في مقابل الكف عن التعنيف، والركل، والضرب بالهراوات ضد المواطنين؟؟

أقول لماذا الاكتراث الإعلامي والرسمي المبالغ فيه، من أجل تنظيم مهرجان «موازين» إذا لم يكن يُراد به «إلهاء الشعب» وشغلهم قبل أن يشتغلوا بوعيهم؟ لأن ليس هنالك أخبار محايدة، ولا ترفيه بريء! بل كلٌ يحمل في طياته وبين سطوره كثيراً من القيم الخفية التي يُراد ترويجها، وهي: إما علمانية، أو إشعاع المثلية بما أنه يتم استحضار مشاهير مثليين، أو استفزازية بما أن الأغلبية معطلين، وبما أن كلها قيم لا تُقبل في العلن بل تقابل بالرفض، فيُلجأ إلى هذا الأسلوب المغلف، ليظهر أثر هذه القيم على المتلقي عبر المدى البعيد.. وخاصة، أن الشعب تظاهر ضد تنظيم مهرجان «موازين».

فلماذا لن ننسى الماضي، بطي صفحاته، ونقول بأن هناك دستور وتغيير جديد، يضمنان للحكومة هامشا واسعا من السلطة والحرية، ونستوعب أن الأمن الذي سيستعمل شهر ماي المقبل، هو تحت رقابة وزارة العدل والحرية، وأن المال هو تحت إشراف وزارة المالية، وأن التعنيف والضرب والشتم ضد الاحتجاج السلمي المطالب بالحق، أو الاحتجاج من أجل تحصينه، هو معنى غياب الكرامة الإنسانية؟؟

واعترافا بالحق والجميل، شكرا لك يا ابن كيران، لأنك قلت: «لا تضعوا الخمر على مائدتي»، لكن، هل ستستجيب في سابقة من نوعها لمطلب الشعب، وتقول: «لا تنظموا مهرجان موازين في حكومتي، لأن المسؤولية مسؤوليتي، وثقة الشعب على عاتقي وتهمني»؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى