السبت ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
التناقض في حياة جماعة الاخوان!!
بقلم منال درويش

هل هو ساتر ترابي؟!!!

التناقض في حياة جماعة الاخوان المسلمون هل هو ضرورة يجيزها العمل السياسي، لتنفرد به على الساحة السياسية منذ ان قامت الثورة حتى الآن؟ ام انه أمر طبيعي تستمد منه الجماعة قوتها للسعى من أجل غربلة الافعال وردودها واستغلالها الاستغلال الامثل في مصلحة الجماعة أولاً ثم الوطن الذي قد يأتى في المرتبة الاخيرة لدى كثيرين ممن يحاولون ادارة رحى الصراع السياسى فترة ما بعد الثورة بكل مسمياتهم المختلفة والمتضاربة والتى قد تتشابك احياناً تحت شعار مصلحة الوطن وان كان الهدف الاكيد هي مصلحة هذه الجماعة أو تلك..

الاكيد فيما نمر به الان هو أن الصراع السياسي التنافسي اصبح على اشده واتضح انه لزاماً على الاخوان مجاراة ما يدورعلى الساحة ومحاولة اللعب على كل الحبال السياسية حتى وان ظهر لبعض العامة وذوى الراي انهم يفقدون مصداقيتهم ووعودهم التى وعدوا بها واجمعوا على تحقيقها وحمايتها منذ ان قامت الثورة وحتى ايامنا تلك والامثلة على ذلك كثيرة فقد امتلكوا أكثر من ثلثى مقاعد البرلمان المصري واصبحوا هم الاغلبية الفاعلة وحتى الان لم يقدم هذا البرلمان ما نصبوا اليه وننتظره منه في صورتهم وقوتهم حتى القرارات التى اتخذت كان قرارات واهية اشبه بمسرحية هزلية مثيرة للشفقة اكثر من كونها مثيرة للضحك، مع التحفظ على بعض مفراداتهم الموروثة في الادبيات الاخوانية ليتضح للمشاهد على الساحة ان جماعة الاخوان المسلمون لم تكن تنتوى اختيار رئيساً من بينها ليكون حاكماً لمصر، ولكنها املاً في الحفاظ على ما تم جمعه من رصيد في العمل السياسى عليهم وبكل قوة خوض غمار تلك التجربة لاثبات القدرة على الانتشار والتوغل في الكيان المصري بكامل طاقتهم وفرض السيطرة القصوى على الشارع المصري بكل ثقافته ليسود قانون جديد هو قانون الاخوان المسلمين - الذين طالما عانوا الامرين في عملهم العام على طول ما يقرب الثمانين عاماً، يعملون فيها سراً وخوفا وتقييداً وها هي الفرصة سنحت لهم لتتصدر الجماعة المشهد العام والساحة السياسية في مصر وبمنتهى الشطارة، برغم ادعائهم عدم الانتواء لترشيح رئيساً من بينهم قاموا باختيار خيرت الشاطر، ليكون حاكماً لمصر، يقدم فروض الولاء والطاعة أولا ً لمكتب الارشاد، وهنا نطرح سؤال كيف ستكون العلاقة بين الرئيس ومن يحكمهم من الاخوان واذا حدث نزاع بين الرئيس كدولة وبين احد الاخوان، هل وقتها سنلجأ لمكتب الارشاد للاحتكام بين المتنازعين حتى لا يخرج الرئيس عن طاعته لمكتب الارشاد؟ وعند حل ذلك ووضع معايير قياسية لتحديد أطر التعاملات العامة ثم يأتى ظاهرياً دور الولاء والطاعة لمصر كافة، هذا القرار- اختيار الرئيس الاخوانى- ربما يكون في ظاهرة الرحمة وفي باطنه العذاب..

صفقات تعقد واتفاقيات تحاك ومزاعم تلوكها الالسن والشعب حائرٌ بين هذا وذاك، ترى ماذا ستسفر الايام القادمة من متغيرات وتطورات تظهر ما تخفيه الاحداث والغرف المغلقة، هل سيستمر الاخوان على هذا السلوك المتردد في الافعال و الاقوال والتناقض المبرر احياناً كثيراً والذي اصبح قريب الشبه من الساتر الترابي الذي قد يحجب الرؤية لكن ما يلبس ان تذروه الرياح فيصيب من حوله بانعدام كامل للرؤية واختلال في التوازن الحسي !!، ام سيحاولون اعادة هيكلة افكارهم للتتوازن بين ما هو مأمول منهم وما هو متفق عليه وما هو معلن على الساحة السياسية؟!.. هل هو اختيار صعب بين أن أكون أو لا أكون؟!!

وفي الاخير، نحن ننتظر من يفعل ولا يتفاعل لينجز ما يتمناه الشعب للمصلحة العامة وليس لمصلحة فصيل دون الاخر...، والله المستعان..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى