السبت ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

العادة السرية

«رجل تعليم يمارس العادة السرية في القسم» خبر تناولته كل وسائل الإعلام الوطنية. وما العيب؟ فكلنا نمارس العادة السرية بالليل والنهار.

عاداتنا العلنية معروفة: الصلاة، الصوم، الحديث عن الأخلاق، حب الوطن، التذكير بأحاديث رسولنا الكريم الخ.. لكن هناك عادات سرية نمارسها جميعا ولا ينتقدها أحد.

كلنا إلا من رحم ربنا تعالى نمارس الغيبة والنميمة والنفاق. كلنا نداهن ونرشي ونرتشي ونغش في العمل والسلع. كلنا نرمي بالأزبال في الشوارع ونمس أعراض بعضنا البعض.

كلنا نتكلم عن الأخلاق الحميدة الواجب التحلي بها وحقوق الإنسان التي يجب أن تسود البلاد وكلنا همنا الوحيد اقتناص الفرص وقضاء أغراضنا حتى ولو تطلب ذلك تقبيل حذاء قائد المقاطعة والوزير والعامل والوالي.

كلنا في أتم الاستعداد لتغيير المعاطف والمواقف والحزب والصديق والرفيق.

كلنا نصبغ وجوهنا و قلوبنا وأرواحنا باللون الذي يليق باللحظة التي نحن فيها. كلنا نشهد ألا إله إلا الله ساعة النوم ونشهد ألا إله إلا المال والجاه والمنصب دقيقة بعد صلاة الفجر.

كلنا في قفص الاتهام لنا من الوجوه ما تحار فيها الشياطين فتبا لنا جميعا وحفظنا الله من أنفسنا ومن المقالب والفخاخ التي نضعها لبعضن البعض.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى