الأربعاء ٢ أيار (مايو) ٢٠١٢

أن تكون قوميا عربيا: 10 نصائح

علي الصراف

لكي تكون قوميا عربيا أصيلا، يجب أن تتمتع بمواهب استثنائية، في الظروف الاستثنائية.

وهذه المواهب، وإن لم تعد تتوفر إلا للقليل من «مناضلي» ما قبل الحراك الشعبي العربي، إلا أنها ضرورية لفهم ما لا يمكن فهمه من مفارقاتهم المخزية. فالمرء لا يكون قوميا، هذه الأيام، إلا إذا كان ثوريا ضد شعبه، وإلا إذا كان شبيحا من شبيحة القتل المجاني للأبرياء وتقليع الأظافر وتكسير الأصابع وقطع الحناجر.

لكي تكون قوميا عربيا، إليك النصائح العشر التالية:

1ـ أن تكون بعثيا تردح ضد الاحتلال الايراني للعراق، وتقف في خندق واحد الى جانب ايران ونوري المالكي في الدفاع نظام بشار في سورية. (كيف ضبطت معك؟ لا تسأل. العلم عند ربك).

2ـ أن تكون مع الربيع العربي عندما يأتي على حساب نظام مثل نظام الرئيس مبارك، وأن تكون ضده عندما يأتي على حساب نظام مثل النظام في سورية. بمعنى أن تكون انتقائيا في الموقف من الثورة ضد الاستبداد. فهناك استبداد حلال (هو الاستبداد القومي) واستبداد حرام (هو استبداد العملاء) فاذا ثار الشعب ضد الاستبداد لأنه استبداد، ثرت ضده إذا طال استبدادك، ووقفت معه إذا طال استبداد غيرك. (شلون ترهم؟ مو مشكلة. تضبط. إذا كنت قوميا للقشر).

3ـ أن تكون قادرا على أن تنكر وجود الشعب. فكل ما تراه هو مؤامرة فقط. فالشعب ليس هو الذي يثور ضد الطغيان والحرمان والفقر، وإنما وكالة المخابرات المركزية. (ولا تسأل كيف. فالمخابرات المركزية صارت حركة ثورية، أهم منك، تحرك تظاهرات ملايين، بعد أن كنت أنت، في أيامك الغابرة، تحرك هذه التظاهرات،... من دون امبريالية!).

4ـ لكي تكون قوميا عربيا أصيلا، يجب أن تكون عاجزا عن قراءة معدلات الفقر والبطالة والأمية واختلال الميزان التجاري، وتراجع التعليم والصناعة والزراعة، فهذه هي الأخرى مؤامرة. وفهمك لمدلولاتها يجعلك عميلا للامبريالية. يجب ألا تفهم السبب، وألا تستنتج الاستنتاج الصحيح منها بوصفها حقائق مادية تستحق الثورة ضدها. فهذا الاستنتاج يجعلك تتردد في أعمال التشبيح ضد شعبك.

5ـ يجب أن تدافع عن الفساد إذا كان الهدف منه دعم جبهة الصمود والممانعة. كما يجب ألا ترى الظلم الناجم عنه، ولا الخراب، ولا النخر الذي يفسد كل أساس ممكن للمقاومة. ويجب أن تكون قادرا على التبرير له، لخمسين عاما أخرى على الاقل.

6ـ لا تقرأ تصريحات الحاج، المتفرغ كليا للأعمال الخيرية، رامي مخلوف عن التناسب الطردي بين استقرار النظام في سورية واستقرار النظام في اسرائيل. لانها "تصريحات فردية".

7ـ لكي تكون قوميا قحا، يجب أن تدافع عما يقوم به القوميون الأقحاح من أعمال قتل وتعذيب واغتصاب داخل سجون النظام. فانتهاك الأعراض جزء لا يتجزأ من المعركة القومية ضد الاحتلال الصهيوني. وتستطيع من باب اللياقة، أن تنتقد (ع الخفيف) تلك الأعمال على اعتبار أنها "تصرفات فردية". (ولكي لا تكيل بمكيالين، تستطيع القول إنها على سوية "التصرفات الفردية" التي كانت تمارسها "التفاحات الفاسدة" في سلة الاحتلال الاميركي في سجن "أبو غريب").

8ـ لكي تستقيم مفاهيمك مع نفسها، (حيث كل شيء لا تفهمه هو عبارة عن "مؤامرة")، فعليك أن تقبل بحقيقة أن محمد البوعزيزي كان عميلا للصهيونية. وأن الحادث (الذي بلغ به سيل الناس الزبى) كان مدبرا من قبل بعض المنظمات الماسونية التي لا وجود لها إلا في عقلك المريض.

9ـ لا تنظر الى الوقائع كما حصلت. فالربيع العربي كله "ربيع الناتو"، من أوله الى آخره. وذلك على الرغم من أنه أسقط نظامين عميلين للناتو، قبل أن يتقدم الناتو ليساهم على استحياء، وبعد طول تردد، ليسقط نظاما ثالثا. كله ناتو. (من دون ذلك لن تضبط معك، ولا مع غيرك من القوميين).

10ـ خليك حمار. ولكي تبقى كذلك، يجب أن تعتقد أن الامبريالية مثلك: إذا رأت حائطا مسدودا، دخلت فيه بالعرض، معرضة كل مصالحها للتهديد. لا تفهم، لماذا تنقلب الامبريالية على عملائها أنفسهم إذا رأت أنهم يخسرون. ولا تفهم لماذا تحاول الامبريالية أن تركب حصاننا (مع أنه ملك الناس) لمجرد أنه الحصان الرابح، بينما تريد أنت أن تقتل الحصان والناس معا. يجب ألا تفهم كيف تتصرف دول المصالح مع مصالحها، لانك تعتقد أنها يجب أن تكون "مبدئية" مثلك. أي من ذلك النوع البشر الذي يقول: عنزة، ولو طارت.

لكي تكون قوميا عربيا أصيلا، يجب أن تخسر شعبك وأن تكسب الأنظمة، وأن تدافع عن نظام بشار خصوصا، لانه يرفع شعار الممانعة، الذي يا لطيف، شو كان له كل الفضل في تحرير كل هالقد من الأراضي العربية المحتلة، على امتداد نصف قرن.

بقى، لو تدفن نفسك بالحيا، أحسن لك.

علي الصراف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى