الخميس ٣ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم محمد محمد علي جنيدي

الديمقراطية وحكم الله

ساد يسود أي صار سيدهم والسيد هو لقب للتشريف والسيد هو المولى ذو الأتباع والخدم وسيد القوم هو أكثرهم مجدا وعظمة وشرف.. هذه بداية لابد منها..

ويفهم مما سبق أن كلمة سيد تمنح دائما لكائن على كائنات من فصيلته فالأسد مثلا هو ملك الغابة وسيدها أي سيد حيوانات الغابة ولكنه لا يصح أن يكون سيدا على البشر لأنه ليس من فصيلتهم..

إذا الكلمة لا تتعلق بذات الله على البشر سبحانه فهو ليس كمثله شيء حتى يسوده وسبحانه وتعالى له المثل الأعلى..

وعليه، يُفهم أن المقارنة في كل شيء معدومة.. لأن النسبي هو من يسود النسبي وأما المطلق بذاته فله الكمال في كل شيء.. والمطلق بذاته هو من يجعل ضمير الفرد حاكما عليه وضمير الأمة حاكما على أفرادها.. ومن هنا جاء مفهوم كلمة ديمقراطية حيث تعني (حكم الشعب لنفسه).. وهي لا تنفي أن (الحكم كله لله) – بمعنى - أن الشعب له السيادة على كل من فيه وليس لأحد ممن فيه ويحكم سلطة تعلو إرادته..

لذلك - فأن تطبيق الديمقراطية في بلادنا على هذا النحو مما تقدم لا غضاضة فيه بشرط وجود مرجعية تمنع الشطط والانفلات، ومرجعياتنا موجودة في ضمير الأمة ولا يمكن لأحد أن يلغيها..
وأرى أن الحل لفهم الديمقراطية بمنظور إسلامي هو في فهم عبارة (الحكم لله) فهما بمعناه الأوسع والأشمل على أن تكون حاضرة في وجداننا بما أرسى الله فينا من مبادئ حكمه لنلتزم بها.. كإقامة العدل والحرية وحقوق المواطنة والكرامة والمساواة أمام القانون.. وهذه المبادئ بالفعل هي ما يريدها الله عز وجل أن نحكم بها أنفسنا.. وحينها سوف نكون يقينا قد جعلنا (الحكم لله) بشرط صريح أن نجعل مظلتنا الكبرى لتطبيق هذه المبادئ هي (جوهر الشريعة) والتي يكون قد استقر على فهمها الفقهاء والعلماء لا التي يفهمها كل فصيل سياسي ديني على هواه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى