السبت ١٢ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

نكبتنا فينا باقية!!

لا طيور. لا تغريد. لا فرح.

الشمس بدت شاحبة (عاصبة الجبين) ؛

أسقط حالتي النفسية وإحساسي بالأشياء على حركة هذا النهار.

هكذا رأيت مسيرته الأبدية هذا الأسبوع؛ متشائمة، سوداوية...أحاول التقاط جزء من تفاؤل أتشبث به، وأبني عليه، وأنطلق منه لأرسم أفقا من حلم...فتصدمني المعطيات اليومية؛ الطبيعية، والبشرية على حد سواء!!

هل أخذ مني التعب والوجع مأخذه فأسلمني للحيرة، والتساؤل؟!

أم هي الحياة نفسها... تلك التي عرفت أنها تقول: حذار حذار من فتكي وبطشي؟!

حذّرت الحياة وهي تقدم دروسها، وعبرها ولكننا، كمجموع، لم نتعظ، ولم نعتبر، ولم نتعلم.
(فكّر بغيرك) قالها درويش...فصفقنا! ولم نفكّر بغير ذواتنا!

يصدمني الجو الخماسيني غير المستقر. الخماسين ؛ حرارة وهواء وعرق ونفس ملبدة بالهموم. الهموم تتزاحم على بوابة النفس؛ (... أبنت الدّهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام؟!!)

أفكّر بذوي الأمعاء الخاوية وهم يواصلون إضرابهم عن لقمة الذل لأجل قليل من كرامة وحقوق افتقدناها نحن في المعتقل الكبير المسيّج بالجدر، والخوف، والقلق، والخنوع، والذاتية، والأنانية، والجبن، وسوء التقدير، والتعب، والأنا المتورّمة حد الانفجار! أنا (النبوّة) المعجبة بجهلها...

ما الذي جمع حكومة وحدة (وطنية) إلى جانب نتنياهو؟

لماذا لا تجتمع وحدة (وطنية) إلى جانب القدس؟!

تحيرني الأسئلة فأضيع مع رمل الخماسين، وسخونة الجو، وأضواء المآذن.

وماذا عن اليوم؟ لا نهار في اليوم. ليل، وضباب ورمل، وحرائق هنا وهناك. ومطافئنا معطلة.
اليوم الثاني من (أسبوع النكبة) هذا اليوم. أسير في بعض طرق القدس فأرى الكآبة. وأرى الضياع؛

نكبتنا في الإنسان قائمة تتوالد، نكبتنا في المكان.

نكبتنا في فهمنا الناقص، و (نبوّتنا) المتواصلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى