احد عشر نزيفا

(1)

كأني ذراع اليقين

متخم بتبرج الفرح أجراسا وعربات

أرى من خلف كل الحجب

أسرار منازل الطين

أرى طفولة النار

أرى اندلاق النور حساسين في مراسم التعب

للمرة الأولى

وأول الخطى عصيان السكون المغامر

وإماطة الطرقات من قبعات الجنود

يتدلى من شرفات الجوع قميص البوح رغيفا طازج النتوءات،

وخبز النشيد تتلمسه إعشاب جراحي المتشحة بفرو انزلاقها في وعورة الكائن

العجاف غرقن في المستنقع الأسود

مضى بهن عواء العورة المشهرة

غبار عباءاتكم ، يتشقق بخطايا اليباس

أنوفكم الساقطة للتو من أبراج البوم ،جدركم الهلامية كحلزون المقبرة

ما هي بمانعتكم من صليلي المتعفن كالحقد وكعناكب الانتقام

فارع الطول أنا كالأهرام النحاسية في أقواس المغيب

وشواربي كثة تمدد فيها دوامات الفوضى العسلية التصادم

لم اعد شاهد زور في مراسم رقي أو في محطات الجلجلة

(2)

أنا جثة في موسم التتويج ،في يميني دماء الخيول

وفي يساري عداوة الزلزلة لسدوم وعمورا

عرشي ثورة الماء

من يخدش كرمة حريتي

من يتلمس منجل الموت الشاحب كسعال الزنازين

من ينادني فتاي

من يسرق خطاي من مرايا الدروب

ليغلق كوى الفيض في عيني المغمضة

(3)

أنت أيها الطبيب النجس بروث شهادته البلهاء

أم أنت يا سيد الركام

ويا سيد

المتاهة العاقر

أنا الآن جثة حافية من قيودها

تحضنني خراف الثلج تندف صوف الحنين رؤى في المسافة ما بين وضوء الجرح

ورغبته بالتذكر

أنا الحق

فيض اللحظة المتازمة

شخت كثيرا في لهاث كلبك الضال

لا تتحنط في تابوت كينونتك كالموتى وتقدم نحوي

انظر

لا وقت هنا، فانا اصغر يوميا

انظر ما ابهى طعنات الرمل بصدري

(4)

امنع عني خارطة الدنيا

امنع عني علم الاسماء

صادر كل مسامات الضوء

أنا اسم في أصقاع النور

أروح وأغدو

المح طفلا(يوم أتيت إليك)

قد جاوز كل الأنواء

بقليل من آيات العطر يبلل سورة وجهه

ويطلع ككرسي الليمون على أهات الأرض

تتسول عذراوات الشبق الفضي أزاهر شهوته

ويعبدن الدرب إليه بخلخال خطى مغناج

وحكا يا من جمر أنوثتهن ليرضى

لكن يمضي

ويؤجل أحلام فتوته

لم يا ابتي تنسل الأحلام في الأرض الغريبة

يا أجمل سارية في ذاكرة القرية

إي نشيد غرب أفراسك في وحم مراعيه

أنثاك جمعت أشياء الأنثى في سلة غصتها لمواعيد القطاف

فاضرب بعصاك البحر إلينا

(5)

بميت الصوت

بخميس الملائكة

احرق كل ستائر العتمة

وأتمادى في اشتهاء السفر

ايها المرجفة والأعراب والمنافقون

أقيء الحقيقة على ألواحكم المقدسة

انشر ما تخبئ سراويل فتيانكم من خطايا وسفاح

كل هراوات العسس

كل عناكب السجون

كل السياط المنفلتة كأفاعي الرمضاء

مقعدة كسيرة أمام جبروت الموت

(6)

لا شيء هناك

غير الليل يلقي أدران ملابسة في أركان الدنيا

والمشفى قليلا قليلا

تغرق في رئة الليل المسلول

أرداف العسس الخصيان

تتماوج كسلى

والضبي

يقلب ثلاجات الموتى بحثا عن وجه يتبعه كالظل

ويفرخ في جورب رأسه كل مهاميز الثأر

ويحاول أن ينفيه لآخر قاع في سلم عالمه السفلي

الضبي متاهات من خوف

والموتى ما عادوا موتى

يمارسون غوايتهم في أجساد الليل

أحرارا فكهين

أي نهر خامر أجسادهم

فانطلقوا معا رج من بهاء

فروا ولم تنتهي معاركنا مع تخم الرغبة

من سيخلصنا من نفاياتنا التي تتسلق أرواحنا

من سيكنس عنا الغبار

من يرتب ملاءات أيامنا المثقلة بالتثاؤب وفحيح الأعضاء

(7)

وجه فتاي كل الوجوه

أخرجوني

يأتمرون لسحلي في شارع مدينتهم الكبير

– لا بد تشير لرقم أعمى،فعلينا ان نردم المدينة-

– هو رقم من أرقام الموت-

ويسلم لثيران الريح سيقان الرذيلة

ويفر عبر فتحة في الجدار

(8)

أنا الآن في زحام المدينة

لا شيء تغير

غير أن صنابير المدينة

كل صباح

تنز دماء

وأعضاء متعفنة صماء

(9)

أنا الجثة 51

ما زلنا نحن كما كنا

أن تنكرنا ذاكرة الأسياد

كل صباح نخرج من فاكهة النوم

نرتب الأسرة ونعفر برماد الطاعون ملاءات أيامكم

لا نستاك،بل نغلق أنفاق الحواس

نتجرع القهوة المعربدة المرار

ونحلق أسرابا من نور

نوقظ شقائق النعمان وأكاليل الياسمين

الغافية على سواعد المدن والقرى الطيبة

(10)

يتمدد يوميا هذا الخميس

يعلن حربه الأخرى

بيان رقم ..... ...... ...

فضاؤكم وأرضكم

مشافيكم

ملاءاتكم وأسرتكم

أجساد حبيباتكم

غلمانكم وممرضاتكم

صفحات جرائدنا

ذات الشتائم المتسخة

المنفوثة بحبر العفن

كاريكاتير الصفحة الأخيرة

مدينتكم سيول من زواحف ذات بثور يعربد فيها الدود والبكتيريا

(11)

في القرية التي خانها احتراف النبوءة

يحمل الحمام الغير زاجل

صندوقا محايد الشكل والنمنمة

رقما بلا نشيد وبلا أوسمة

أمي لا تتلفعي بالحزن

ردته عاتيات الغربة

ما الذي فعلته أزاميل الغربة؟

ما الذي ارتكبته أفاعي الرمال

زيفوا بالموت وجه أبي؟