الأربعاء ٢٣ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

القدس والوزارة والليلك

أفقت على رائحة الليلك هذا الصباح تعبق في أجواء الحجرة. يبدو أن ليلتي مع الليلك حرمتني متعة مراقبة الفجر والشمس والندى إذ أفقت وقد تسللت الأشعة الباهتة إلى حجرتي وسط الليلك.

كنت مع الليلك. وحدي كنت، ومعي خيالي وتحليلي وفلسفتي...

هو السبب في خيال الليلك، صديقي عاشق المياه والطبيعة (جاد دراوشة) الذي أهداني باقة من زهور الليلك، ثم غاب، ونمت، لأفيق على ليلك يملأ الغرفة، والنفس، ويصادر بدايات تفتح النهار. قال: أهديك باقة من زهر الليلك برائحة بلادنا. ثم اختفى.

حين التقيته ظهر اليوم قال (جاد): أرجو أن تكون باقة الليلك قد سرّتك ! وأضاف: أنا أحب الليلك ولا أدري لماذا...

قلت: هو الغموض، والجمال، والشفافية، فيه الرومانسية، والضياع، والحيرة، وعدم التحديد. فيه كل الذي فيه، إنه نحن باختصار....

في قريتي الوادعة، أيام كانت الأرض تنبت عشبها وأشواكها، أذكر زهر الليلك الذي كنا نلاحقه في نوّار شوك الحمحم. الحمحم نوع من الصبريات الشوكية له زهر ليلكي أخاذ، وطعم حلو المذاق، كنا نتسابق في طفولتنا الشقية المحرومة لامتصاص رحيقه الحلو.
ألهذا أحببنا الأرض والطبيعة، والليلك؟!!

(يوم أمس في صحيفة " القدس" استعرض الكاتب جميل السلحوت صفحة من شقاء الطفولة والتاريخ والجوع، وذكر تمر العراق بكل الخير، "سنة العجوة " يسمونها في بلدي...)

ليلك المصالحة سيجلب الغصة لمن لم يأخذوا مجالهم في ممارسة متعة الوزارات.

امتلأت الصحف بالتهاني والتبريكات مرفقة بصور شخصية، وبعض التهاني جاء في أطر مورّدة...تهاني للوزراء الجديدين!!!

(يا فرحة ما تمّت...)

إذا قيّض ل (لعبة) المصالحة أن تتم حتى نهايتها الجميلة المنتظرة بصدق فلن يفرح الوزراء الجديدون، وستذهب التهاني المنافقة جميعها إلى الليلك....

قرأت مقالات تهاجم المسكين (!!) (أولمرت) الذي دعا وهو – الأسد الجريح _ إلى تقسيم القدس....هجوم شنته صحف الليكود، ورئيس البلدية على الرجل، الديمقراطية المدّعاة لم تحتمل قولا لرئيس حكومة سابق.

ليلك...

علّق أصدقائي المتابعون ليوميات الغبار والليلك والذهب الصادق. قال الشاعر رفعت زيتون: توقعني بذات الحيرة كل ليلة فلا أدري على ماذا أرد وأعلّق...

المحامي إبراهيم عبيدات رأى الملعب واسعا، ملعب الكرة، وتساءل: أين تقع الكرة، بين الجدارين؟ وأشار إلى تعدد اللاعبين...

الشاعر محمد ضمرة قال بغيظ: لا أحد يهتم بالقدس إلا من وراء الميكروفونات وأمام الكاميرات.
وأشار الدكتور حسين الصياد إلى كون صلاح الدين فكرة....وآخرون وأخريات تابعوا القدس وهي تتشكل على شكل كرة من قداسة وحب وذهب ووفاء...

ليلك، وفكرة، وقدس، وكرة، وملعب، ومصالحة غير واضحة، ونهار، وغبار، وكلمات... وكلمات... وكلمات...ودموع ندم، وخسران، وأشواك لها زهر الليلك ونكهة السكّر.

هل ما زال الليلك موجودا؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى