الجمعة ٢٥ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

مع نبضات المحسنين

إٍن المعذبين فى الارض عذابهم شديد وعميق، أولئك الذين اٍبتلوا بالشعور الدقيق، والحس المرهف، والقلب الرقيق، الذين منَ الله عليهم بالضمير الحى، واليقظة الحادة، والانتباه القوى... الذين يذكرون غيرهم وينسون أنفسهم، يضحون براحتهم فى سبيل اٍسعاد غيرهم، يحرصون على الواجبات ويخلصون فى أدائها، ويتغافلون عن حقوقهم والمطالبه بها..... إنهم أهل الاحسان.

يستعرضون بالليل ما قدموه بالنهار، فيحاسبون أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة، بشدة وعى وقوة بصيرة... فيحصون ما اٍرتكبوه من هنات، ويبالغون فى تأنيب الذات، ويتجاوزون عما قدموه من حسنات... فتسجيل ما عليهم هو كل همهم، دون النظر إلى ما لهم.

هم اولئك الذين يصادفون سوء الطالع والهوان، يسعون للاحسان فتسبق اٍليهم الاساءه، يحسنون الصنيع على الدوام فيقابلون بالجحود والنكران، يفرضون على أنفسهم واجبات لم يطلبها منهم أحد، دون النظر إلى من شكر أو من جحد... وتأثرهم الكلمه الطيبه الشفيقة، و المجامله الرقيقه... فتصبح ديناً فى أعناقهم، يدفعهم أكثر من غيرهم للمبادره اٍلى أدائه، و التفانى فى سبيل الوفاء بها... و هم لا يهدأون فى سعيهم الحثيث، وطبعهم الحريص على السير فى الشوط حتى نهايته التى يعدونها ضرورة، ولا يبغون من وراء ذلك جزاءاً و لا شكورا.

يحملون أنفسهم تبعات، ما فى آمالهم من تطلعات، قد لا تجرى على خاطر غيرهم ممن هم فى سبات... لأنهم يعدون بذلهم فريضة، طوراً بحق الصداقه الأكيدة، وبدافع الموده الحميدة، وحيناً آخراً ـ وهذا هو الأهم ـ كواجب اٍنسانى أشمل وأكمل وأعم...وهل هناك أسمى من الشعور بأدائك لواجب إنسانى عام، دون انتظار لأن تجزيك الانسانيه على صنيعك الهام، ولا على سعيك الدؤوب الهمام، فكل فكرك والدافع وراء بذل جهدك فى أى مكان وأوان هو إرضاء الضمير، والاستجابة لنداء الواجب دون تقصير أو توانٍ أو خذلان.

اٍنها صور مختلفة و متعددة الأشكال والصفات والألوان لأفئدة نابضة بصفات الإحسان... فقد منَ الله عليها بالحس المرهف الدقيق، والإخلاص الحقيق، والقلب الرقيق... فهنيئاً لأصحاب تلك القلوب على صنيعهم المحمود، وعلى ما تحملوه من عذاب و جحود.... فالإحسان لا يعادله شىء كان اٍلا أعلى درجات الجنان، عند الرحيم الرحمن فى جنات النعيم مع الأنبياء والصالحين...

فاللهم اٍجعل قلوبنا تنبض بالاحسان، وتمتلىء بالعطاء، وتفيض بالرحمه، وتقابل السيئة بالحسنة، ولا تنتظر من العباد جزاءاً و لا شكورا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى