الأربعاء ٣٠ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

ماذا تقول الريح؟

(انتصرت عليهم بمعلم المدرسة)، قاعدة تربوية تثقيفية قالها (بسمارك) مباهيا بحق. هي أكثر من جملة عابرة، إنها قاعدة ومرتكز لبناء شامخ قادر على التغيير والتأثير والانتصار.

انتصرت عليهم بمعلم المدرسة.

تحليل الجملة يتطلب عملا ونوايا صادقة.

تطبيق التحليل يتطلب إرادة وغيرية.

...وإلى أن يحصل ما يجب أن يحصل علينا الانتظار ... والانتظار يجلب الانتظار، والصبر. (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم).

(كان زميلي القديم من أيام الدراسة الابتدائية منهمكا ينظر إلى ما علا الحافلات من غبار ووحل ...فسألته: ما الذي يشغلك؟ ولماذا كل هذا الاهتمام بنظافة الحافلات؟!

زميلي الذي ترك المدرسة من الصف التاسع قال ما لفت انتباهي فتعلمت منه: أنا أعمل في غسيل السيارات...وكل صاحب مهنة ينتبه لما يخصه ويعنيه، الحلاق ينظر إلى رؤوس الناس، والخياط إلى ملابسهم ....)

المراكز والوزارات مسؤولية وتكليف ، والله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ...

طائر الشرقرق غرّد على بعد قريب مني هذا الصباح . اليوم كانت زيارته الأولى ، لو أتيحت لي فرصة لقائه لقلت له متسائلا : هل سمعت بجملة بسمارك ؟! وهل توافق ما قاله زميلي (فايز) في (نظرية التخصص)؟!

لم أقل له، ولم يجبني. لكن صديقي الشاعر (رفعت زيتون) يصر على (نوافذه) المشرعة على بوابات الصباح. وزميلتي (أم لؤي) اقترحت باسمة أن أجلب إلى المسرح يوم التخريج المدرسي (صبرة)، شجرة صبر شوكي...قياسا على مفاجأة التخريج الفائت حين أحضرت زيتونة إلى المسرح وكان التركيز حولها بمعانيها، وسلامها، وجمالها، وفوائدها، وقداستها، والظلم الممارس بحقها، ودور الخريجين في الحفاظ على دموعها ومعانيها،،، (لو يعرف الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا).

صبر يا أم لؤي؟!!! وماذا سأقول للصبر؟ (صبرت حتى استوى لحم العصافير/ صبرت صبر الخشب تحت المسامير) هل كانت نسوة فلسطين يدرين أن صبرا أقسى سيكون؟؟

هل يدري الصبر أنه ما زال شاهدا على كل قرية مدمرة؟

ما سر مقاومة الصبر للاقتلاع والإفناء؟

صبر، وزيتون، ومعلم غلب أعداء ألمانيا، واليابان، والجهل ...

يا من يدلني على الصبر ...

ظهر اليوم صبرت وانتظرت دوري في دائرة السير. الكل ينتظر لا مجال للتمرد ولا الرفض أو الاحتجاج.

المكان يفرض نظامه، للأماكن ثقافة وتقاليد. الصورة الكليّة تبنى وتخطط ثم تنفّذ. كل أمر يحتاج تخطيطا ورؤيا .

(لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم /
ولا سراة إذا جهّالهم سادوا) ...هل كان يقصد زمننا ذاك الشاعر الجاهلي ؟!!!
منذ أيامه ونحن نصبر ونصبر حتى عجز الصبر عن صبرنا .

(ماذا تقول الريح شباكي المفتوح؟) رحل (أبو الأمين) قبل أن يسمع الإجابة ...
فماذا تقول الريح لعبيد الريح؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى