الأحد ٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

لائحة اتهام بحقي

بزغت مكتملة الحرارة... شمس هذا الصباح حارة. يوم حارّ ينتظرني إذا، فلا بأس. متى لم يكن حارا؟!!

أمامي تلبية دعوتين لعرسين في البلدة وفي العيزرية، ومراجعة مكتب الجوازات في المحكمة الشرعية في القدس، وحضور عرض ترويجي لكتاب (الملابس التقليدية الفلسطينية – الأصل والتطور) للباحثة (حنان قرمان منيّر) في قاعة جمعية الشابات المسيحية في الشيخ جراح بالقدس...هناك تماما على مجاورة لمن طردوا عائلتي (الغاوي) و (حنون) واستولوا على منزليهما. هنا كانت خيمة (أم كامل الكرد).

العائلتان أقامتا على الرصيف المقابل لمدخل جمعية الشابات. المنازل ترفرف فوقها أعلام كبيرة الحجم باللونين الأبيض والأزرق.

برنامج التعريف بالكتاب حافل ومنظّم يحمل رسالة انتماء للقدس والبلاد، وترسيخ لهويتها وهو يخاطب المجتمع الأميركي أساسا ويردّ بأسلوب حضاري لينقل صورة حضارية تثبت وجود شعب جميل، هادئ، يعمل، وينتج، فيرد على المقولة الكاذبة ( فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ).
جزء من تاريخ الشعب صاغته الإبرة والخيط، كما قال فرح منيّر.

في طريق عودتي من العيزرية عرّجت على مشفى المقاصد لعيادة صديقي الكاتب (محمد خليل عليان).

(أبو خليل) ربما وجد فرصة للاختلاء بنفسه بعيدا عن تزاحم الملفات، والهموم... هذا ما أملته، ولكن خاب أملي، إذ لا يستطيع الإنسان أن يخرج من جلده ,,,فكيف سيخرج من مشاغله وهمومه التي أودت به إلى الطابق الثالث وعملية قسطرة؟!! لذا كتب تعليقا على يومية أمس:
(إياكم أن تستحضروا شهيدا. إياكم أن تستنطقوه، فليس في تاريخكم ما يجيب على ما قد يطرحه من تساؤلات ونظرات لوم وعتاب).... ووجدته اليوم يحضّر (لائحة اتهام) بحقي...
اللهم اجعله خيرا، لماذا يا أبا خليل؟

قال: لأنك تجبرني على الحزن وأنا أريد أن أفرح، ولأنك تدعو الدمعة للنزول وأنا أريد الاحتفاظ بها، ولأنك أحيانا تفرحني وأنا في طور الحزن... ألا تستحق لائحة اتهام؟!!

أنتظر لائحة اتهام الآن، ستكون إبداعا سأهديه إلى (خيمة أبي العبد) الصامدة بانتماء وحزن وفرح وثقة وصبر وورد وشوك...

هو الذي سأل: (من يحمل من؟) واكتفى بدمعة وآهة.

ليرد صديقي (عز الدين السعد): هم يحملوننا لأنهم الأحياء....

تورطت مع المحامين والشعراء والأدباء؛ مع الكلمات التي تغادر إطارها القانوني لتدخل مختارة إطار الوجع، فصديقي المحامي (إبراهيم عبيدات) مارس مهنته فدافع عن شهر حزيران، وقدم مرافعته التي ختمها بقوله: المجد للشهداء والذل والعار لمن يرضى الذل باختيار.

في طريقي إلى الشيخ جراح مررت بباب الخليل الذي تقوم على مدخله اليوم قبة عملاقة (قبة الأنوار) فمهرجان النور سيقام قريبا (!!)

نور؟ في القدس؟

في الذكرى الخامسة والأربعين لاحتلالها نور هناك، وعتمة هنا...

( من يوقد الشعلة؟ من يطفئ النار؟ لمن تضيء الأنوار؟...

إلى أين تأخذني الأسئلة؟!!)

كتب المحامي (جواد بولس) اليوم ناعيا مرجعية القدس، وضياع القدس في الخراب والمخدرات والعبث والغياب... والنكران والتخلي والنسيان ثم قال (... القدس ليست بحاجة إلى باب.
القدس بحاجة إلى بواب. والقدس ليست بحاجة لمعبد وصلاة، القدس بحاجة لبعض من صدق وانتماء.)

المحامون اليوم غاضبون. المحامون يرون (القانون) ينتهك، ويضيع. إنهم يسعون لتعديل القانون....

(الشعب يريد تغيير القانون).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى