الخميس ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

ويكون فرح

لا – يا صديقي، يا أناي! - لم يكن حلما ولا خيالا أو رجاء ما شعرت به هذا الصباح، وبقية يومي... هو حقيقة واعية. وعيتها وتأكدت منها.

أحاطت بي منذ الساعات الأولى للفجر أصوات فرحة لطيور عديدة، منها المألوف الذي يزورني كل صباح، ومنها الجديد الذي زارني هذا الصباح.

حديقة أصوات!

في هذا الصباح ما يدعو للفرح.

بستان من جمال روحي تغسله أشعة الشمس الأولى، وصفاء واضح لمنظر الأفق وما يحوي ويري... الصفاء عدوّ الرمل، والليلك، والغبار. عدوّ الحيرة والضياع.

... تفاءلت بالنهار هذا. فرحت وتشجعت. سيكون نهار. سيكون فرح. سيكون ما يجب أن يكون...

(النفسية الهانئة المتفائلة تري الجمال جمالا)

ابنتي الأديبة (مروة خالد السيوري) كتبت أمس: (أشعر بفرح كبير. تابعوني صباح الجمعة لتعرفوا سبب فرحي)... لم أعلّق خشية الوقوع في سوء التوقع.

لم يطل الوقت حتى اتصلت بي بهدوئها الواثق وأحلامها المتشظية ورنّة فرح واحترام تعتري صوتها. قالت: لقد صدر كتابي الأول أخيرا...واتفقنا أنا والروائي (عيسى القواسمي) على تنظيم حفل توقيع في قاعة (يبوس)، ونرجو أن توافق على تقديمنا....وإدارة برنامج الاحتفال.

مبارك يا (مروة) مبارك... أنت امتداد كلماتي وتعليمي في (كلية هند الحسيني). بكم أتفاءل.

سأكون بإذن الله لأترجم فرحكما أيها الودودان. ففرحكما فرحي.

لا فرح يعدل فرحة الكتاب.

(ما شعور الكاتب/ة حين يصدر كتابها الأول؟! كيف تحتضنه؟ ماذا تقول له؟ ماذا تسترجع ذاكرتها؟ ماذا تقول الكلمات والصفحات لعينيها؟!!)

صديقتي الودودة زميلتي (حنان أبو دلو – أم لؤي) بحسّها الجميل وكلماتها الصادقة وبراءة روحها، وجدت في صفحتي منتدى لعشاق الصدق والأصالة وتآلف الأرواح، فكتبت لها: (...أنا سعيد بهذا التواصل الروحي بين أبناء الوجع الواحد والحلم الواحد.)
(...لن تتخلى لغتي عن مفردات الوجع! حتى وهي تنبئ بفرح!)

لا يا صديقي الذي فيّ! لست واهما، فهناك ما يدعو لفرح نسبي. هناك طيور، وأزهار، وسماء، وشمس تشرق كل صباح، وأصدقاء صادقون، وطالبات يرغبن بكتابة رواية.(أرسلت إليّ الطالبة " دنيا حمدي شقيرات " ابنة الصف السادس الأساسي مبدية رغبتها في كتابة رواية عن الجيل الشاب...)، في انتظار (رواية الجيل) يا دنيا...

هناك عشق، عشق حقيقي للحياة، وتفاؤل بالمستقبل...فدع التشاؤم والحزن!

ليس (يوم العسل) القريب سببا لحالة الحياة هذه! غدا (الخميس – يوم العسل!!) وسيليه ثلاثة أيام عطلة أسبوعية، بما فيها عطلة يوم " الإسراء والمعراج".
(الإسراء كان إلى القدس. والمعراج كان من القدس. من القدس إلى السماء، ومن السماء إلى القدس...مناسبة تستدعي التدبّر!)

حديقة التغريد الصباحية قابلها حديقة (تغريد) فلسفية فكرية وطنية جغرافية اجتماعية أكاديمية لغوية مهنية في المدرسة....

التقيت أصدقاء الجرح، زملاء المهنة ممن يستسيغون ماء كلماتي، ويفهمون وجع حروفي... وكان حديث، وبوح، وشكوى. كان كلام من القلب لواقع من تراب وسواد.... سيكون جمال، وستكون حياة لو أخلصنا النوايا، وتخلّينا عن أنانيتنا.
ملخص سريع موجز لحروف منطوقة دامية.

قال زميلي (عاشق الجغرافيا والمياه، جاد دراوشة) كيف سنعشق الأرض بعيدا عن معرفتها وقياسها بروحنا ودمنا الذي يسيل حين تخزنا أشواكها؟!

وقال زميلي المثقف (علاء أبو ريا) لماذا لا نطرب بغير نغمة الحزن؟ لماذا نعيش في الحزن وللحزن؟!

(علاء) يعيد السبب إلى تربيتهم لنا، تربية الاستشراق اللئيمة.

كيف كان الفرح إذا وهذه (الأحزان) تطل برأسها في صفحة يومي؟!!!

للفرح ألوان. الفرح حين أقف على وعي الجيل الشاب بعمق الحياة، فهما، ورؤى، وبعدا عن الذوبان في المخطط اللئيم ثقافيا.

إنه حزيران إذا!

حزيران الحزن والدموع والذكريات والألم، وحزيران الذي يحمل تفاؤله، وجماله، وفرحه.... فيه أنهى ولدي (رئاس) ست سنوات في دراسة الطب الصيدلي، وأنهت ابنتي (آية) أربع سنوات في دراسة اللغة العربية والصحافة.

(آية) ستتخرج يوم 29 حزيران. وترغب باحتفال مشترك بالمناسبتين كلتيهما في مدينة (بيت لحم) حيث زميلاتها، و(إذاعة بيت لحم 2000) التي نقل أثيرها صوتها وهي تقرأ الأخبار بأسلوب مميز.

...سيكون فرح رغم رجوم الدمامة والقبح والحزن والأسلاك وانكسار الأحلام والأرواح.

سيكون، يجب أن يكون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى