الاثنين ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم صافيناز مصطفى

قصة حياة آسيا

آسيا فتاة في مقتبل العمر ينم وجهها عن نضارة الصبا "فترى العين" فتاة لا تتجاوز الرابعة عشر من عمرها ذات وجه أبيض يشوبه الحمرة وجسم نحيل فارع الطول يبشر بمشروع امرأة جميلة بل امرأة في غاية الجمال "سبحان ما خلق" فها هي "آسيا" المرأة ذات الخلق والجمال والدين التي جمعت بين أجمل صفات المرأة في زمنها، وظلت قدوة لجميع الأزمنة وحتى يوم الدين.

فالتقطت عين فرعون تلك الفتاة الجميلة وهي عند النهر وسرت حدقته سريعاً لتبحلق فيها حتى وصلت إلى وجهها الصابح المشرق الجميل لتقف عينيه مبهورة بمحاسن وجمال وسحر الفتاة الخلاب.

وهنا فقط نسى فرعون لأول مرة الحكم والثورات والأمجاد وإغارة الأعداء حتى أنه لم يتذكر أنه فرعون مصر فلم يشعر إلا أنه إنسان ذو قلب ينبض بالحب بل العشق الذي دغدغ أحاسيسه وجذب وجدانه وأنساه ذاته.

ولم يتمالك فرعون أعصابه إلا ووجد نفسه بالقرب من تلك الفتاة وكانت آسيا لا تشعر به كل تلك الفترة.. فكانت منغمسة في ملأ أباريق المياه من النيل وثوبها الفضفاض يتطاير في الهواء لا يكشف عن جسمها ولكن يزيدها جمالاً وأنوثة.

وفجأة رفعت عينها لتجد رجلاً غريباً يقف أمامها لم تعتد على رؤيته من قبل فهي تعرف جيداً جميع أهالي البادية القاطنين في تلك المنطقة النائية وفكرت آسيا سريعاً من يكون هذا الرجل؟؟.

وبدأت تشعر برجفة تسري في جميع أعصابها وجسدها فهي غير معتادة على رؤية أشخاص غرباء في تلك البادية فهي لم ترى طيلة حياتها إلا أسرتها وأقاربها أو جيرانها من العشائر القريبة منهم.

ولذا حاولت الفرار منه بمجرد أن لمحته يقترب منها، ولكن فرعون لم ييأس وأسرع إليها ومد يديه لالتقاطها وهو يحاول أن يوقفها ولكن محاولته باءت بالفشل فتلك المحاولات أفزعتها وجعلتها تصمم على الفرار أكثر وأكثر ليس خجلاً فقط بل أيضاً ذعراً من ذلك الرجل الغريب، وبالفعل نجحت آسيا في أن تفلت من قبضته وأسرعت مهرولة وسط الأشجار المتلاصقة إلى بيتها حتى دخلت إلى البيت فوجدت والدها الذي أثار ارتجافها تساؤلاته ووجهها الشاحب استفهام لديه وقال لها في صوت يملؤه الاستغراب: "ماذا بك يا بنيتي وأين إبريق الماء الذي خرجتِ من أجل ملئه".

وهنا تذكرت آسيا أن الإبريق سقط منها وهي تجري مسرعة وسط الأشجار... فحاولت أن تلملم الكلمات وكأنها تخرجها من بئر عميق لتجيب على تساؤل والدها!!

فقالت وهي تتلعثم: "إن إبريق المياه انكسر مني يا أبت وكان الأمر غصبا عني"... فنظر إليها والدها في حنان الأب وقال بصوت هادئ لا عليكِ يا بنيتي إنه فدية لكِ.

وحاولت آسيا الفرار من نظرات والدها المتفحصة لها فكانت أقصى أمانيها في تلك اللحظات أن تخلو بنفسها وتلقي بجسدها على مرقدها داخل غرفتها فكان ثمة شعور غريب ينتابها بالخوف من المجهول!!!.

ولذا ردت سريعاً على والدها وهي تجري من أمامه أنني أشعر بقدر من التعب وأحتاج قسط من الراحة على مرقدي.

ودخلت آسيا إلى مخدعها وهي تتذكر تلك الأحداث... الرجل العظيم الهيئة القوي البنيان الذي حاول الإمساك بها والقبض على يدها وجاهدت حتى تستطيع الفرار منه وأخذت الأسئلة تدق على رأسها!!

من يكون هذا الرجل؟؟ وماذا يفعل في البادية؟؟ بل أكثر ما كان يلح عليها ماذا كان يريد منها؟؟ وماذا كان مصيرها في حالة الإمساك بها؟؟؟ وشعرت آسيا مرة أخرى برجفة تسري في جميع جسدها وخوف يملأ قلبها وهلع من المجهول!!.

فإنها البنت الجميلة الرقيقة لم تشعر قط بهذا الخوف.. فكانت حياتها بسيطة ومسالمة وكانت أقصى أمانيها أن تنتهي سريعاً من طلبات ومستلزمات ما يحتاجه دارهم حتى تختلي بنفسها وسط غابات البادية أمام مياه النيل لتنظر وتتعجب في هذا الجمال وهو جمال الطبيعة.

ونـــــــــــرى.. فرعون وهو عائد إلى مخدعه وسط غابات البادية ولكنه هذه المرة لم يعد فرعون الجبار الذي تشغله مهام الجيش والثورات ولكنه عاد الإنسان ذو القلب الذي ينبض ويشعر ويحس وتدغدغه العواطف والأحاسيس.

ولم ينس فرعون وجه تلك الفتاة الصبوح الجميل الذي أنساه بنوره المتلألئ وملامحه الطيبة متاعب الدنيا بأسرها!!.

فأخذ يسأل من تكون هذه الفتاة بينه وبين نفسه، وفجأة عادت إليه العجرفة وشخصيته الطاغية التي عادت تلح عليه وفجأة أخذت تساؤلات عديدة تراوده لماذا يتعب نفسه في تلك التساؤلات فهو يريدها وكل ما يريده فرعون مصر لابد أن يكون ملكاً لـه حتى شعبه فهو إلههم (وحاشا لله) وعلى الشعب بأكمله طاعته والخضوع والاستسلام لأوامره والبعد عن نواهيه.. وفجأة نهض فرعون من مرقده وأمر حارسه الخاص أن يذهب إلى تلك المنطقة النائية وسط أكوام الأشجار بالقرب من النهر ويتسلل عبرها إلى الكوخ الكائن هناك ويسأل عن فتاته الذي قام بوصفها لـه وحدد لـه عدة تساؤلات عليه أن يأتي بإجاباتها له فوراً كان أولها من تكون هذه الفتاة وبنت من.

فكانت نوايا فرعون في تلك اللحظة أن يأخذ آسيا عنده ملك له بدون زواج!!.

فشدة إعجابه بها كادت تفقده عقله وصوابه إنه لا ينتظر ولا يمهل نفسه الفرصة للتعقل أو التفكير!!! فإنه يريدها في الحال ويريد أن يأخذها بأي ثمن!!!.

وذهب الحارس الخاص لـه (إفيروتون) كأحد الأسماء الفرعونية إلى مكان البادية على حسب وصف فرعون لـه وأخذ يبحث ويدقق في الأكواخ المتناثرة بالقرب من النهر ويسأل عن تلك الفتاة الموعودة!!!.

وبالفعل ما هي إلا دقائق قليلة واهتدى إلى مكان كوخ الفتاة الكائن في تلك المنطقة فكان والد تلك الفتاة الجميلة يدعى مزاحم وهو رجل فاضل من أهالي تلك البادية يعرف عنه الحكمة وعزة النفس ولم ينجب غير ابنته الوحيدة آسيا التي عرفت بصفات الجمال والرقة فكان الوصول إليها بتلك الصفات من الأمر السهل والسريع خاصة في تلك القبائل البدوية النائية فكانت أجمال فتيات تلك العشائر البدوية ولا ينازعها في هذا الجمال فتاة أخرى.

وذهب "إفيروتون" إلى فرعون مسرعاً بعد جمع كافة المعلومات عن مزاحم وابنته الجميلة آسيا.. ودق على باب مخيم فرعون استئذاناً بالدخول.. وكان فرعون ينتظر
"إفيروتون" لأول مرة في حياته في لهفة وشغف بمجرد أن سمع خطوات قدميه أسرع فرعون من تلقاء نفسه بفتح باب المخيم وأذن لـه بالدخول ودخل بالفعل
"إفيروتون" لمولاه فرعون وهو يقدم فروض الطاعة والولاء لـه كالمعتاد وأنفاسه متحشرجة حيث أنه كان يتسابق مع أشجار البادية للوصول إلى فرعون سريعاً كما أمره وقال له فرعون في صوت ملأته اللهفة التي حاول أن يخفف حدتها بقدر المستطاع في نبرات صوته وتحايل على نفسه حتى يخرج صوته بقدر من الهدوء والرزانة أمام خادمه ماذا معك يا إفيروتون من أخبار؟ هل توصلت إلى معلومات هامة عن تلك الفتاة؟.

فقال إفيروتون بعد أن أخذ يثني على مولاه فرعون مصر بالطبع يا عظمة الفرعون فأوامرك لا ترد بالفعل توصلت إلى جميع المعلومات التي طلبتها عظمتك.

فقال فرعون دون وعي منه بصوت الحبيب الملهوف "قل ما عندك" فقال إفيروتون والد تلك الفتاة يسمى مزاحم وهو يعتبر كبير تلك القبائل البدوية المتناثرة في البادية وهو رجل على حد ما علمت أيها الفرعون العظيم فاضل وآرائه سديدة ومسموعة لدى تلك العشائر.

فأخذ فرعون يستمع لتلك المعلومات من إفيروتون في ملل فهو لا يريد أن يسمع قصة مديح في مزاحم ماله به.. هو كل ما يهمه فتاته الجميلة التي خفق قلبه لها فأشار فرعون لإفيروتون بأن يختصر في حديثه عن مزاحم فهو يريد أن يسمع الأخبار عن تلك الفتاة التي رآها.

وفهم إفيروتون إشارة فرعون لـه وقال في صوت مقتضب إن مزاحم لديه ابنة واحدة وهي المقصودة في وصف عظمتك وهذه الابنة تدعى "آسيا بنت مزاحم".

وكل الذي علمته عن تلك الفتاة الصغيرة أنها من أفضل فتيات تلك البادية خلقاً وجمالاً وسمعة وأخذ إفيروتون يستدرك في حديثه قائلاً إنها فتاة طيبة كما سمعت ليس لها علاقات كثيرة بمن حولها.. علمت أنها محبة للعزلة والانطواء ولا يوجد لديها من الأصدقاء الكثير بل مما يعرفون بالانزواء وكثرة التأمل في سكون الليل وشروق النهار ورغم كل تلك المدلولات عن آسيا في حديث إفيروتون فكانت لا ترضي فرعون.

فأيقن فرعون أنه لابد عليه أن يطرح سؤاله بشكل مباشر على إفيروتون حتى ينتهي من تلك السفسطة التي لا فائدة منها عنده!!.

فأطلق سؤاله بشكل مباشر!! هل لهذه الفتاة علاقة غرامية بأحد في تلك البادية أو خارجها!!.

فقال أفيروتون في صوت ملؤه الثقة لا يا عظمة الفرعون كل ما سمعته عن تلك الفتاة التي لا تزال في الصبا أنها ليس لها أي علاقات مع الفتيان داخل البادية أو خارجها.

وهنا فقط أنهى فرعون حديثه مع إفيروتون وأشار إليه بيديه لينصرف وهو في حالة غبطة عن تلك المعلومات التي وصلت إليه من حارسه الخاص وبدأ فرعون يسبح رغماً عنه مرة أخرى في عالمه الحالم منذ أن رأى وجه تلك الفتاة الهادئ الجميل.. ولكن سرعان ما عادت إليه عجرفته الفرعونية مرة أخرى وكأنها اللعنة التي تطارده.. فنهض وأخذ يردد بين نفسه ما هذا التفكير العقيم ولماذا أرهق نفسي في التفكير من الأساس فأشار إلى خادمه بأن يحضر إفيروتون مرة أخرى!!.

وكان إفيروتون يستعد لمقابلة فرعون فهو يعرفه جيداً ويتوقع أن يطلبه مرة ثانية ولذا ما هي إلا ثوان وكان واقفاً أمامه وما إن رآه فرعون فقال لـه في صوت يملؤه الحزن!! إفيروتون انصرف وأحضر لي تلك الفتاة فإني أريدها!!.

وهنا بهت إفيروتون من قول فرعون مصر وتلجلجت الألفاظ في فمه فماذا يقول لفرعون وهو لا ترد أوامره ولكن هذه المرة إطاعة أوامره بدون المشورة قد ينشب عنها مشاكل عديدة المملكة في غنى عنها.

فأخذ بنات العشائر البدوية سبايا يعتبر في عرف تلك القبائل تعد على حرمتهم وشرفهم حتى إن أخذهم فرعون لنفسه فهذا الأمر لا يمكن التهاون فيه عندهم مما قد ينشب معه ثورات ضخمة وعنيفة ضد المملكة ومصر لا تزال تعاني من تلك الثورات خاصة في القبائل المتفرقة في أنحاء المملكة بسبب الضرائب والأحكام وغيرها!!.

وتعجب فرعون لصمت إفيروتون تلك البرهة فهو لم يعتاد علي تلك السكون من حارسه قط!!

فنظر فرعون إلي إفيروتون نظرة حادة تنم عن تعجب وغضب في ذات الوقت وخرقت تلك النظرة حدقة عين إفيروتون فأيقظته من غفلته وصاح بصوت ملؤه الرجفة وقال معذرةً أيها الفرعون الأعظم إنني رهن أوامرك وجميع شعبك تحت طاعتك ولكني لي رأى لو سمح لي فرعون مصر العظيم لقلته!!

فتعجب فرعون من موقف إفيروتون.. لم كل هذا التردد أمامه فقال فرعون في صوت ملؤه الزهق وهو ينفخ في الهواء قل ما عندك.

فقال إفيروتون علي الفور إن هذه القبائل البدوية أيها الفرعون العظيم لها عادات وتقاليد خاصة غير عوائدنا في العواصم وأمر أخذ بناتهم سبايا قد يسبب إضطراباً ومشاكل كثيرة نحن في غني عنها!!

أثارت تلك الكلمات غضب فرعون فوقف وكأنه حزم أمره وأطلق كلماته الحادة في وجه إفيروتون هل جننت من يقدر أو يستطيع أن يعترض علي أمر فرعون مصر إله الشعب.

واستطرد قائلاً كل ما في هذه الأرض ملكاً لي ثم أخذ يرددها مرة أخري وكأنه يطمئن نفسه بها!! كل هذه الأرض ملكاً لفرعون.. شعر إفيروتون إنه جانبه الصواب في تنبيه فرعون فتدارك الموقف سريعاً وقال وكأنه يعتذر سمعاً وطاعةً أيها الفرعون العظيم.. ثم عاد يكرر تنبيهه لفرعون في صوت ضعيف وهو ينظر إلي أسفله "ولكنني أخشى من ردود الأفعال ليس أكثر أيها الفرعون ولكن كل ما تأمر به سيكون مجاباً" فأشار فرعون لإفيروتون بالانصراف ولكنه عاد يفكر في كلامه فبالفعل البلد بها مشاكل كثيرة و الثورات تشتعل في البلاد وتسري عبر العواصم بسرعة البرق وإن أمر العرض والشرف في تلك القبائل قد يثير غضب هؤلاء البدو وقد يشعل الفتن في البلاد.

وأخذ فرعون يتساءل بينه وبين نفسه ماذا أفعل وأنا فرعون مصر إله الشعب الذي يجب أن تنم تصرفاتي عن حكمة ووعي وإدراك للأمور.

وأعترف فرعون بينه وبين نفسه بأن إفيروتون كان محقاً في تحذيره لـه.. فماذا بالفعل لو قامت تلك القبائل بثورات علي الحكم في مصر بسبب تلك الفتاة عندما يغضب أهلها وتثور عشيرتها بسبب عرضهم وشرفهم.

ولكن شعر فرعون أن كل هذا التفكير العقلي يثقل كاهله فهو يحبها ويخفق قلبه بمجرد أن يمر خاطرها في عقله فتساءل "ماذا أفعل" فكادت تلك التساؤلات تشق قلبه وعقله معاً.

وفجأة نهض فرعون من علي مقعده وكأنه ألتقط الحل فلماذا لا يتزوجها؟ ولكن... كيف يتزوجها وهو متزوج من امرأتين هن ملكات مصر الذي أعتاد الشعب المصري علي تعظيمهما كما أن إحداهما هي بنت فرعون سابق وهي التي يتم تخليد ذكراها في تماثيل فرعونية مرسومة علي حوائط المعابد بجانبه وزادت الخواطر والهواجس وأثقلت علي نفسه فأخذ يردد بدون وعي ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟؟ وما لبث أن طرق شعاع من الأمل بابه.

وفكر أن قوانين الحكم في مصر لا تمنع من أن يتزوج الفرعون من أي عدد من النساء كما لا تمانع من أن يتزوج من أي سلالة مادامت تقيم تلك المرأة داخل حدود مصر.

كما أن قرارات الفراعنة لا تناقش عندما لا تتعارض مع الشرف والعرف والعدالة وهنا شعر فرعون وكأن رباط التقاليد و العرف فك من علي عنقه فأخذ يستنشق الهواء بحرية بعدما أطاح برباط عنقه من علي رقبته الذي كاد أن يفتك به.

ولم يتثن فرعون فأشار إلي خادمه ليرسل إفيروتون لـه وللمرة الثالثة وحضر إفيروتون علي التو وكأنه كان ينتظر خلف باب المعسكر ودخل وهو يقدم فروض الطاعة لمولاه وأستقبله فرعون ببشاشة وقال لـه وجدت الحل النهائي إنني قررت أن أتزوج تلك الفتاة.

فألتقط إفيروتون أنفاسه المتحشرجة وأسرع قائلاً نعم القرار يا مولاي إن قرار الزواج لا أحد يستطيع إنكاره أو رفضه وهو قرار صائب كعادة قرارات الفرعون العظيم ملك
مصر.

ولم ينتظر فرعون فقال في صوت ملؤه العجلة واللهفة ألا لو أحضرت والدها في الصباح الباكر لأخبره بما توصلت إليه ليبدأ هو بإخبارها لتستعد للزواج من عظمة الفرعون... ثم أدار فرعون ظهره لإفيروتون لينصرف من أمامه ولكنه عاد مرة أخري ونظر إليه وكأنه انتبه إنه نسي شيئاً لم يخبره به وقال مسرعاً عليك بإرسال أحد الحراس لإحضار هيك أون لإبلاغه بهذا الأمر حتى يعد العدة لهذا الزفاف الذي جاء علي عجلة ويتم إبلاغ الأسرة المالكة هذا بالإضافة لإعداد أفخم حجرة نوم خاصة بالملكة الجديدة (ملكة مصر).

ثم أشار إليه بالانصراف فخرج إفيروتون من المخيم وبدأ يقوم بالمهام التي أمره بها فرعون وبالفعل تم إرسال الحارس إلي القصر لإحضار رئيس الديوان هيك أون إلي فرعون ليجده أمام الملك في الصباح الباكر.

وعاد فرعون إلي مقعده ثم أنتقل إلي مرقده لينام ولكنه كان قلقا رغم أن الأمر أصبح واضحاً وجلياً أمامه ولكن ثمة أمر في داخله جفا النوم من عينيه ربما لأن التجربة جديدة عليه فهو معتاد علي الزواج من أهل الحضر ومن الحسب و النسب المعتادين علي الحياة الملكية ولكن تلك الفتاة الصغيرة التي تعيش في البادية منذ نعومة أظافرها قد تئن من حياة ونظم وطرز القصر الفرعوني خاصة وإنها حياة غريبة عليها لم تعتد معاملة الأمراء أو تتخيل نفسها ذات يوم ملكة علي مصر وزوجة للفرعون!!

ولكن رغم كل تلك التساؤلات التي انطلقت من داخله إلا إنه كان يشعر بفرحة غامرة تسطو أضواؤها علي تلك الهواجس والمخاوف!!

ويستيقظ فرعون في الصباح الباكر علي الأضواء المتلألئة المتساقطة من أشعة الشمس التي بدأت تغزو البادية بأكملها ويتسابق خدم فرعون لإعداد الإفطار لـه وجلس فرعون بالفعل لتناول الإفطار.

وتري العين مشهد آخر يظهر علي أحد الأكواخ في البادية وهو كوخ العم مزاحم والد آسيا وطرقات صاخبة تدق بابه وكأنها معاول هدم جاءت لتحطم عليه سكونه وهدوء مسكنه فيخرج مزاحم بجلبابه الفضفاض مسرعاً لفتح باب الكوخ الذي كاد ينخلع من تلقاء نفسه لشدة الطرقات عليه ليجد جنود فرعون يرأسهم حارسه الخاص إفيروتون وكان مزاحم لم يعتد علي رؤية فرعون ولم يره بالفعل من قبل ولكنه كان يعلم جيداً من هم جنود وحراس فرعون من ملابسهم ووجوههم الغليظة.

فأرتجف مزاحم وكادت الأرض أن تدور به إنه رجل مسالم لم يشترك عمره في ثورات ضد فرعون أو حدث يوم ما أن أعترض ذات مرة علي أوامره.. فما الخطب إذن؟؟

فعلم إفيروتون ما يجول بخاطره فكان وجه مزاحم ينم عن فزع دفين وملامح مكفهرة فنظر إليه إفيروتون نظرة شفقة وقال بصوت هادئ ووجه مبتسم وكأنه يطمئنه لا تنزعج يا عم مزاحم إنني بالفعل حارس فرعون العظيم ولكنني جئت لك بالبشرى فعندما تعلم لماذا أنا هنا قد لا تصدق نفسك.. وهنا بهت مزاحم لهذا القول الغريب.. ماذا سيكون هذا الأمر؟

وفهم إفيروتون نظرة مزاحم ورد سريعاً قائلاً لـه مبتسماً لمَ العجلة فالأمر سوف تعلمه بعد دقائق فلا تقلق أو تنزعج فإن فرعون العظيم يقيم بالقرب من كهفك في أحد المعسكرات الخاصة فهلا جئت معي لمقابلة الملك فإنه يريد أن يراك علي الفور.

وهنا أرتجف مزاحم وكأن تلك الكلمات المقتضبة من الحارس إفيروتون قد أحدثت زلزالاً مروعاً ليس داخل المنزل ولكنه داخل أعماق مزاحم واستأذن من إفيروتون في أن يعيد عليه حديثه مرة أخرى لعله يكون قد اخطأ السمع وأن تلك الغمة التي يشعر بها قد تكون وهماً أو كابوساً.. ولكن ما لبس الحلم أن تبدد في عبارات إفيروتون التي تؤكد ما قاله في المرة الأولي وهنا لم يجد مزاحم بداً من الاستسلام لأوامر حارس فرعون فنظر إليه نظرة وكأنه يستعطفه في أن يترحم به وهو يقوده إلي فرعون وقال في صوت ترجي أريد أن تمهلني دقائق قليلة لو أذنت لعلي أستعد لمقابلة مولانا فرعون العظيم.

وبالفعل ذهب مزاحم مع إفيروتون بعد ما أبدل ثيابه لتليق بمقابلة الفرعون ولكنه طوال مسافة الطريق كان يشعر كأنه ذاهب إلي قدره المحتوم ولكنه كان مستسلم لذلك القدر.

وانتهي المطاف عند باب المخيم وهنا شعر مزاحم إنه أمام قدره الذي لا مفر منه فكان يتمني أن ينتهي عمره عند هذه اللحظة.. فالمجهول دائماً أمر صعب ومخيف والفرار منه أمنية كل من يهابه.. وبدأ يظهر لعين مزاحم جنود وحراس فرعون وظهر أمامه باب غرفة فرعون وفجأة فتح الباب ليخرج منه أحد خدام فرعون ليأذنوا لـه بالدخول ودخل بالفعل مزاحم إلي غرفة فرعون وكأنه يساق إلي غرفة الإعدام وهو يجر في قدميه التي شعر بها أنها كادت لا تحمله وتفر بنفسها من مصيره فيا هول هذا الموقف علي رجل البادية الذي لم ير طيلة حياته غير أهل بيته وأصدقائه من رجال وشيوخ العشائر البدوية المجاورة.

وما هي إلا لحظات ورأي فرعون أمامه وجهاً لوجه لأول مرة في حياته فهو رجل طويل ممشوق القوام وسيم الوجه خمري البشرة يتراوح عمره ما بين الخامسة والثلاثين و الثامنة والثلاثين فهو في مقتبل العمر ينم وجه عن ملامح صارمة تخلو من العواطف و الأحاسيس.. ولكنه وسيم الشكل مهيب الهيئة.. ولاحظ فرعون أن مزاحم يتفحصه بنظراته الخاطفة ورأي علامات الذعر تكسو وجهه ونظر إليه فرعون وأبتسم إليه وكأنه يطمئنه علي حياته وهنا بدأ مزاحم يهدأ تدريجياً بعد ما أذن لـه فرعون بالجلوس أمامه علي أحد المقاعد الصغيرة أمام كرسي فرعون وقال لـه في صوت هادئ "علمت أن عندك بنت اسمها آسيا" وصمت فرعون برهةً انتظاراً لإجابة مزاحم وشعر مزاحم من سكون فرعون بأن عليه أن يجيب وأن هذا الاستفسار تساؤل لابد من الرد عليه.

وهنا أخذ مزاحم يلملم الكلام وكأنه يجذبه من بئر عميق لينطق به أمام فرعون وقال نعم أيها الفرعون لدي بنت واحدة اسمها آسيا واستطرد مزاحم وقال في صوت مضطرب ماذا عنها؟

فقال فرعون في صوت ملؤه الفخر و الاعتزاز "إنني قررت أن أمنحها وأمنحك بالطبع معها شرف لم يمنح لأي قبيلة بدوية من قبل فإنني قررت أن أتزوج ابنتك".

وهنا فقط شعر مزاحم أن حكم الإعدام نفذ بالفعل عليه فماذا يجيب أمام فرعون مصر غير سمعاً وطاعةً وخرج مزاحم وكأنه في غيبوبة لا يدري إنه نائم أم مستيقظ ما لـه بفرعون مصر ومال ابنته الصغيرة الرقيقة بتلك الحياة.

ففرعون القاسي الجبار ماذا سيفعل بابنته وماذا سيكون مصيرها معه كما أن فرعون الذي عين نفسه إله علي الشعب بالباطل لا يسمع أو يفهم أو يتعقل ما يريده.

كل تلك كانت خواطر تجول بفكره وضميره ولكن ماذا يفعل أمام هذا الطاغية ووجد مزاحم نفسه يمشي وسط البادية وكأن الأرض تدور به حتى وصل إلي داره.. وكانت في استقباله آسيا ابنته الجميلة الذي نظر إليه نظرة رثاء.. فماذا يقول لها وهو يعلم إنها تؤمن بالإله الواحد وإنها تبغض هذا المتمرد الجبار ورأت زوجته علامات الاستفهام والحزن والأسى تكسو ملامحه وأسرعت وراءه داخل حجرتهما وأغلقتها وقالت لـه في صوت حنون "ما بك يا مزاحم" ولم يجد مزاحم بداً من أن يحكي لها الأمر.

وقال وهو يداري عينيه عنها في صوت يشوبه الأسى و الهم "لا أدري ماذا أقول لكي فإن الخطب عظيم".

فقالت الزوجة في صوت ملؤه الرجفة و الفزع "ما الأمر إذن؟ أفصح عن ما بداخلك" وحكي لها مزاحم ما دار بينه وبين فرعون مصر وبهتت الأم وقالت في صوت أشبه بالصراخ الذي كادت تكبح جماحه "يا لـه من خطب عظيم لا قبل لنا به هذا مستحيل أن اترك ابنتي لهذا الجبار يأخذها معه".

ونظر إليها مزاحم نظرة غاضبة وقال في صوت حاول جاهداً أن يخرجه هادئاً بقدر استطاعته حتى لا يشعر بهم جيرانهم في البادية وكذلك حتى لا تفزع آسيا ابنتهما الوحيدة الذي لم تعتد علي تشاجرهما "ماذا سنفعل إذن؟ وماذا كنتِ تنتظرين منى فعله أمام هذا الطاغية الجبار؟".

فإن الأمر إذا نظرنا إليه من وجهة نظر أخري نجده أخف وطئاً من غيره فماذا لو كان فرعون أراد أن يأخذ ابنتك بدون زواج أمةً لديه ولكنه طلبها لتكون زوجة لـه وستكون في هذه الحالة ملكة لمصر معززة مكرمة وسيعاملها معاملة الملكات.

وبدأت الزوجة تهدأ تدريجياً ولكن كان كل ما يشغل مزاحم في هذه اللحظات هو كيف يخبر آسيا سريعاً لتجهز نفسها فإن فرعون قد لا يمهله أكثر من يوم لينهي هذا الزواج وإجراءاته.

وبدأ يفكر مزاحم ويفكر حتى توقف فجأة وكأنه حزم أمره وخرج إلي آسيا التي كانت تجلس في غرفتها الصغيرة داخل الدار واستأذنها في الدخول ودخل إليها.

وعندما رأته آسيا شعرت من اللحظة الأولي من علامات الحزن التي كست ملامح وجهه أن الأمر ليس فيه خير.

وشعرت وكأن ثمة كارثة قد حلت بالبادية و العشيرة ويريد أن يخبرها بها.. الأمر الذي أفزعها وقالت في صوت ملؤه الجزع ما الخطب يا أبتِ؟

فقال مزاحم في صوت حاول جاهداً أن يظهره متماسكاً بعدما جاهد ليرسم ابتسامة باهتة علي وجهه "إنني عندي خبر سوف لا تصدقينه".

فقالت في هلع ما هذا الخبر يا أبي؟.. فقال وهو يخفض رأسه "إنني اعتدت منكِ الهدوء والاتزان في الحكم علي الأمور رغم صغر سنك فأنتي عاقلة ومتزنة منذ نعومة أظافرك ولكنني أعلم أن الأمر هذه المرة قد يفوق فهمك يا عزيزتي".

وعاد يستطرد "فحاولي أن تتفهمي الأمر معي".. فترك حديث والدها علامات تعجب وجزع ارتسمت علي وجهها الجميل فقالت وكأنها تريد أن تحسم الأمر "ما الخطب إذن؟".

فقال وهو يحاول أن يجمع شجاعته ويطلق طلقته لتصيب الهدف "فرعون يا صغيرتي" وتعجبت آسيا أكثر من ذكر فرعون فقالت "فرعون!!".

فعزم مزاحم علي إصابة الهدف للنهاية "نعم فرعون يريد أن يتزوجك".

وهنا فقط أصابت الطلقة هدفها في قلب آسيا وتمتمت بصوت خافت "فرعون يريد أن يتزوجني" وبدأت الهواجس تثقل علي رأس آسيا كيف رآني ولماذا اختارني أنا بصفة خاصة وكادت الأرض تدور بها لولا تماسكها خاصة أمام والدها الحبيب التي كادت تشفق عليه.

رأى والدها علامات الجزع ارتسمت علي وجهها البريء فأصابته بالتجهم والفزع فإنها حقاً مفاجأة قد تقضي علي ابنته الحبيبة فشعر مزاحم إنه قد يكون أخطأ في تلقينها الخبر.. فحاول علي الفور أن يخفف من وطأة الصدمة علي ابنته الصغيرة ويقلل حدة اللطمة القاسية التي اضطر أن يلطمها بها في حديثه فاستجمع شجاعته وقال في صوت ملؤه القوة "لا عليك يا ابنتي فإنني مستعد لأي قرار تأخذينه".

ولكن جاء صوت ابنته الرقيقة يعلن لـه بالموافقة التي أذهلته وهو يسمع صوت ابنته يقول في رقه "لا عليك يا أبتاه فإنني موافقة".. قالتها آسيا وكأنها تريد أن تنتهي من هذا الحديث الذي لا جدوى منه.

فرغم صغر سنها إلا إنها تعلم جيداً من هو هذا الفرعون الطاغية وإنه إذا أراد أمراً وعزم عليه فلا مفر منه وإنه يستطيع أن يأخذها جارية عنده في أي وقت كيفما يشاء ففكرت آسيا ذات العقل الراجح إنه من الأكرم لها ولعشيرتها أن تكون زوجة لـه بدلاً من
أمةً لديه.

ونهضت آسيا من على مقعدها وكأنها تستأذن والدها في أن يخرج ويتركها لمصيرها فإنها تريد أن تستريح ولو لبضعة دقائق بعد تلك الطلقات النارية التي استقرت في قلبها وضميرها وعقلها فأصابتهم بالعطل المفاجئ والدمار وجلست آسيا علي مرقدها.

وأرخت رأسها علي الوسادة وكأنها تحاول قدح زناد فكرها وعادت الذاكرة بآسيا وكأنه شريط سينمائي يدور في فكرها سريعاً فلا وقت حتى للتمهل في التفكير أو إعادة الذاكرة ببطء.

وفجأة وجدت شريط الذكريات توقف عند الشخص الغريب الذي رأته أمس عند المصب وتذكرت نظراته إليها التي كانت تتفحصها تلك النظرات التي أخدشت حياءها وفرت منها ومنه وسط أشجار البادية التي شعرت بها وكأنها تحتضنها وتحميها من هذا الرجل الغريب الذي أقتحم عليها خلوتها.

والآن يريد أن يقتحم عليها حياتها بأكملها أيقنت آسيا أن هذا الرجل بالفعل هو فرعون فهي لم تر فرعون من قبل ولكن كانت أوصافه تحكي أمامها وها هي نفس الأوصاف التي وجدتها في هذا الرجل.

شعرت آسيا وقتها وكأنها أمام اختيارين إما أن تختار نفسها وتفر بها من هذا المصير وتقضي بذلك علي الأخضر واليابس في البادية بكل ما فيها من والدها الحبيب وأمها الحنون وعشيرتها الطيبين... وإما أن تستسلم لذلك القدر المحتوم وتضحي بنفسها من أجلهم جميعاً.

ورفعت رأسها إلي السماء وكأنها تستغيث بالإله الواحد لأنها مؤمنة بالإله الواحد كاعتناق بعض من أهل البادية والبدو والعشائر البدوية المتناثرة في أرجاء مصر ولكنها لا تعلم كيفية التوجه والتعبد للإله الواحد بالأسلوب الأمثل.

فكانت تتعبد بطريقتها ومفهومها الضئيل والصغير بفطرتها الرقيقة والنقية.. ولكن لا توجد طقوس محددة تتخذها في تعبدها غير إنها تتأمل في جمال الطبيعية التي خلقها الله سبحانه رب الناس جميعاً، فهي نشأت علي هذا المعتنق.

فكثير من الأجناس والسلالات التي تعيش في مصر واختلطوا بالشعب المصري من أصول أخري بل بعض من الشعب المصري ذاته – وإن كانوا قلة لا تذكر – ولكنهم يؤمنون بالوحدانية وإن اختلف تقديسهم للإله الواحد وأساليب وطرق العبادة التي يتعبدون بها.. ولكن يجتمعون في كراهيتهم لفرعون الجبار الذي عين نفسه إله بدون وجه حق علي شعبه فإنهم يعلمون أنه كافر ومفترى علي الله عز وجل جاحداً له.

وهنا بدأت تفيق آسيا من غفلتها وعادت الهواجس تطرق رأسها الصغيرة كيف تتزوجه وهي تدين بدين التوحيد لله الواحد وهو يجبر الشعب – وبالطبع كل من حولـه – على اعتناقه كإله.. فكيف تعيش معه وتتعامل مع هذا الكافر.

وهنا بدأت تتسلل الدموع من مقلتيها فإنه حقاً موقف لا قبل لها به وارتخت وأرقدت جسدها على مرقدها واستسلمت لقدرها حتى غفلت لتريح عقلها الذي كاد ينشق
منها.. ولكنها ما لبثت أن استيقظت على طرقات رقيقة تدق عليها بابها وفتحت عينه لتجد أمها الحبيبة واقفة أمامها تقول لها في صوت حنون وكأنها تواسيها "لا عليكِ يا بنيتي فإنني أعلم حبك وإيمانك بالله فهو لن يتركك ولابد أن يجد لكِ مخرجاً فثقي أن الله معك".


مشاركة منتدى

  • انها ابشع قصة قرأتها في حياتي ليس فيها متعة ولا فائدة ولاعبرة ولا اي شيئ جميل..

  • في الحقيقة القصة جميلة جدا وآسيا من أكمل النساء كما وصفها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا أدري لماذا وصفها أحد الأشخاص بأنها أسوأ قصة قرأها بل العكس العبرفيها كثيرة فقصتها تدل على الإيمان والثبات على الحق ولكن س}الي هو من أين حصلت على المراجع التي رجعت إليها في كتابة القصة المباركة أرجو الإفادة بها

  • من اى لك ذلك فكل هذا من خيالك الواسع الذى بداخله خرافات لان ذلك الكلام لم يوجد فى القرءان الكريم ولا فى اى نص فرعونى

  • ي الحقيقة القصة جميلة جدا وآسيا من أكمل النساء كما وصفها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا أدري لماذا وصفها أحد الأشخاص بأنها أسوأ قصة قرأها بل العكس العبرفيها كثيرة فقصتها تدل على الإيمان والثبات على الحق ولكن س}الي هو من أين حصلت على المراجع التي رجعت إليها في كتابة القصة المباركة أرجو الإفادة بها

  • السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. انني أحضر بحثا يضم النساء العظيمات اللائي يا حبذى لو كانت قدوة و أسوة حسنة لبنات اليوم التي ليس لهن من الاسلام الا الاسم باسم العولمة الغربية و التقدم الخاطئ. انني كتبت عن خديجة بنت خويلد و فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه و سلم و عائشة رضي الله عنهن كلهن. فأردت أن أبحث أيضا عن اسيا و مريم البتول . فشكرا جزيلا على هذه القصة الرائعة و أطلب منك فقط ،من فضلك ، أن تدلني على المنبع كي أستطيع تفحص المزيد من المعلومات. بارك الله فيك و جعل هذه المبادرة منك في ميزان حسناتك.

  • بصراحة قصة جميلة جدا جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك

  • قصة رائعة
    جزاك الله خير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى