الأربعاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم محمود محمد أسد

استجواب

تقولُ: أراكَ كالضّيفِ الغريبِ

وأنت السّيفُ لليومِ العصيبِ

تُحلِّقُ في فضاءِ الشّعرِ رحباً

لتزرعَ أمنيا تٍ في القلوب

تقولُ: أراكَ كالضّيفِ الغريبِ
وأنت السّيفُ لليومِ العصيبِ
تُحلِّقُ في فضاءِ الشّعرِ رحباً
لتزرعَ أمنياتٍ في القلوب
وتبْعثَ في دروب النّور شوقا
لِتنصـرَ كلَّ ملتاعٍ نجيبِ
عرفتُكَ ناصراً للحقِّ, تدعو
بلا سترٍ, وخوفٍ من رقيبِ
لسانُكَ صارمٌ. يومَ التّفاني
يُعرِّي كلَّ تجّار الشّعوب
أجلْ, والشّعرُ سهمٌ في الأعادي
ونارٌ, واشْتعالٌ في الخطوبِ
يُزعٍزِعُ كلَّ نفسٍ قد أقامتْ
طويلاً, واستكانتْ للعيوبِ
يمدُّ جسورَ حبٍّ في ضلوعي
ويبْعثُني نسيماً في الدّروبِ
يُذيبُ شَغافَ قلبي, والحنايا
ويهمس بوحُهُ عند الغروبِ
أ أنتَ وميضُ عمري أم حياتي؟
أتيْتُكَ طالباً زرْعَ السّهوبِ
وأنت الحقُّ يسـري في عروقي
فما أحلاكَ يا بوحَ الأديبِ!
أتَدْفِنُ أمنياتي, وانبهاري؟
لأنّ الكونَ مَلْءٌ بالنّدوبِ
فليس لنا بغيْرِ الشّعرِ عيْشٌ
أراهُ مُداوياً نزْفَ الحروبِ
أراكَ تُمزِّقُ الأشعارَ يأساً
أتكفرُ بالقصيدِ وبالنّسيب؟
- مُعذِّبتي؛ وبعضُ الصّمتِ شعرٌ
بليغٌ بل دواءٌ للّبيبِ
إذا كان البيانُ بلا أصولٍ
وقد أضحى مَطِيَّاً للرّكوبِ
فإنَّ الهجرَ أولى من بقائي
على جمرٍ, وشوكٍ كالوجيبِ
لأنّ الشّعرَ أمسى مستباحاً
كغانيةٍ, تمادتْ بالطّيوبِ
ففيه صلاحُ نفسٍ من ضياعٍ
وفيه صفاءُ نفعٍ كالحليبِ
لهُ في كلِّ ميدانٍ نصيبُ
بهِ تزْدانُ أقوالُ الخطيبِ
تُجرِّحني حماقاتٌ, وقفزٌ
على أرقى البيان بلا حسيبِ
فهذا يدّعي شعراً حديثاً
يَفوقُ بفنّهِ نسْجَ الحبيبِ
وذاك يرى بأنّه لا يُضاهى
ولكنْ خانهُ بعضُ النّصيبِ
إذا قُلْتُ الحقيقةَ بعد صمتٍ
فسوف يقومُ أصحابُ النّعيبِ
وكيف ترى خلاصاً من دعيٍّ
يرى الأشعارَ غطساً في الغريبِ
فإنّ الشّعرَ, والشّعراءَ صاروا
عصاباتٍ. فيا بؤْسَ الأديبِ!
فحولَ الشّعرِ؛ عفْواً, لن تُساووا
مباراةً ستأتي بالحروبِ
وألفٌ ثمّ ألفٌ, لا يُجاري
فلوساً, رقّصتْ قلبَ الكئيبِ
فلولا الشّعرُ غابَ ضياءُ حرفٍ
يشعُّ على العروبةِ في الكروبِ
هو الماءُ الذي يُحْيي عروقي
ويبقى الشّمسَ تسطعُ في الغروبِ
فأكرمْ بالذي يحمي بياناً!
ويمضـي واعياً سدَّ الثّقوبِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى