الأربعاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم
أقحوانةِ
رأيت أقحوانةً طالعةً من جبهة الجدارْالعنكبوتُ لفّ حول عنْقِها خيوطهُوجذعُها النحيلُ يستكينُ تحت خيمةٍ من الغبارْلوهلةٍ، أصابني دُواركأنما يسوقني في دربهِ إعصاريلطمني موجٌ، ويستبيحُ جثتي تيّاروجدت نفسي مثل ريشةٍتقاذفتها الريحُ لا تُفضي إلى قراروأظلمت عيناي في رائعةِ النهاروقلت:- مثلي أنتِ يا رفيقتي بعيدة المزارنائيةً وحيدة، شطّت بكِ الديار.ولم تُجب رفيقتيلكنني لمحت في عيونها انبهاروقلبَ جُلنارمخبأ وراء غيمةٍ من انكساروقامةٍ نحيلةٍ أزرى بها اصفراروقفت عند أقحوانتيأطلتُ الانتظارنفضتُ عن رموشها سحابة الغبارمسحتُ دمعةً تحدرت من دُرة المحارأعدتُ للعيون في بريقها التماعة النضارلامستُ دفءَ قلبها المُرتعشِ الموّاروالنبض في عروقها فاض شجًا وثارمن نشوتي أحسست أني في ذُرا الأقمارمحلقٌ في دورةِ المدارمتيمٌ وحالمٌ ونحلةٌ تلاحقُ الأزهارأسبح في خميلةٍ تعجّ بالأطياروأنني من طربي أنفخ في قيثارمُرنماً ومُبدعاً لأعذب الأشعاروأنني مسافرٌ ألقى عصا التسياروعاد بعد غيبة للأهل والديار.لكنني من ومض عينيكِومن نضار وجنتيك يا مُلهمتي أغارأخشى عليك فتنةً مشبوبةَ الأوارْوغيرتي تلهبني كمارجٍ من ناريزفرُ في عُروقِ دُميةٍشُدّت إلى سُلالةِ الفخار.