الأحد ١٥ تموز (يوليو) ٢٠١٢

أنت قصيـــــــــدتي

عبد العزيز ابوشيار
إني سمعت قصيدتي و نداءهـــا
كم رحلة عشت المنى أثناءها
و أبيت في درر الكلام مناجيــــا
مستحملا طول الطريق عناءها
و نسجت في حلل المجاز قصيدتي
و قطفت من لون الزهور بهاءها
و رسمت من فيض الخواطر أحرفا
و كأن من وهج الشموس رداءها
جسدي هناء روحي هناك موزعا
و مناجيا بين السطور ضياءها
و أطارد خيط الخيال محلقــــــا
مترقيا معراجها و سمــــاءها
و أتيه بين قطافها متلهفــــــــا
مثل الفراش مقبلا أرجـــاءها
أمرعت في مرج القصيدة هائما
موج الرؤى قد حدثت أنباءها
و اشتهى منها الوصال و أتنشى
بكؤوسها لا تعرف إرواءها
صوفية كسر السهاد رموشها
كسكينة منح الإله صفاءها
و يشدني مثل الجنون وصالها
في خلوة لبس الصباح مساءها
و أصوغ من شدو الطيور قصيدتي
مزمار داود يستكين إزاءها
أوتار قلبي في رحابها تعزف
في أبحر سمع الخليل غناءها
في صحبة لا تنتهي أنوارها
في جنة زان البديع لقاءها
أوغلت في الدنيا القريض مغامرا
وعدوت كالطفل اللعوب وراءها
و مضيت أسكب عبرتي في حضها
و لم أجد غير الجراح عزاءها
همساتها أم تهدهد طفلهــــــا
فينام ملء جفونه جراءها
فأشتكي منها إليها لوعتي
و بلوت فيها داءها و دواءها
و تزورني عند المساء كريمة
تنساب أنهارا تدر سخاءهــا
لكنها تأبى علي عصيـة
لا أعرف كيف التمرد جاءها
تتقلب مثل الزمان و يا تـرى
أختار منها نارها أو ماءها؟
و عرفتها مثل السمو أل عهدها
و وفية دوما تصون وفاءها
هي الملاذ قصيدتي في وحشتي
قلبي لها و تدرت روحي فداءها.
عبد العزيز ابوشيار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى