الثلاثاء ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم نوري الوائلي

المرآة وصوري

ماعاد فيك مجامل وجميل
فالخطب من كيد الزمان جليل
الدمع يحفر في الخدود سواقيا
والعسر يشتل مدّها ويهيل
الشوك في نبع المدامع بالغ
والدفل فوق اليانعات نزيل
العين يحكمها الزجاج لضعفها
والخد منهطل القوام هزيل
السنّ بعد السن يتبع بعضه
فإذا بفيه الفاتنين عليل
الجلد ملمسه الخشونة يابس
كالصخر في أرض الفلاة طليل
اللون قشرالموز حين بلوغه
والجسم من لوع الخطوب مهول
الطبع يبدو كالنسيم وداعة
يوما ويوما في الجفاء يصول
جلدي تجاعيد وقلبي واصب
والعزم في حق الفراش ذليل
هذي المرايا قد أرتني مصائبا
تستل كل محاسن وتغول
تستل مني كالدبيب نضارة
كالشمس من قبل الغروب تزول
فإذا برأسي أبيض متصحر
وإذا بوجهي كالثياب يدول
الدهر يجري كالفصول منوع
يعلو ربيعا تارة ويميل
لكن دهري في خيالي ما به
الا الربيع إذا تعدّ فصول
الانس كان الى لقائك يرتقي
بالروح آيات الصفا فأحيل
ماعاد يجذبني اليك مجمل
اوبات يسعدني بك المأمول
ماعاد ينفعني التجمل ساعة
او كاد يسعفني بك التعليل
الصبغ والتجميل مثل مؤمل
يسقي جذوعا مالهن فسيل
ما أسعف الجسمَ العليل أطبةٌ
او كان يُرجى في الردى التأجيل
العقل في فهم الخليقة واهن
والروح من جم الخراب جفيل
العمر يمضي مسرعا ونفوسنا
حبلى الاماني والزمان بخيل
فغد تأمله النفوس بجهلها
ملكا ويملكه الردى المجهول
أخفي تواريخا ومنها مولدي
وبيانه عند الدجى قنديل
لا زلت أنكر رغم عمر أرذل
ان الزمان على الجسوم دليل
صفرا ازيح وبالسراب معللا
وأنا بعمرالأرذلين ظليل
غيث الصبا مثل الغمام بفصلها
يعلو بطلعته الفلاةَ نخيل
تتلألأ المرآة عند خيالها
ويفوق الوان الجمال جميل
مثل الهديل جمالها فإذا اعتلى
القلب يخفق للصدى ويثول
الدهر يأكل من حسان جلّها
وفتونها للفانيات تؤول
أين المفاتن ان رأت مرآتها
تتشوق الرؤيا بها وتطيل
فإذا بتلك المغريات وقد غدت
كغمام صيف مالهن بليل
فلنا وربك بعد جمع فرقة
ولنا بدنيانا الغرور رحيل
آه تجلجل في الفؤاد كانها
سيل الصواعق في الهشيم وبيل
ما عد عبد من نعيمك نعمة
الا اضاق بمدها التفصيل
رحماك من عجز يلمّ مذلّة
الموت فيها رحمة وقبول

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى