الثلاثاء ٢١ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

ثمن اللقاء

لم يكن يدور بخلدها، أن ولدها الذى أثبت تفوقه فى الماراثون التعليمى الطويل والمكلف والشاق، سيجلس فى البيت، منتظراً عملاً يناسب ما يحمله من شهادات وأوراق!

لقد ترك لها والده ـ رحمه الله ـ رصيداً كبيراً فى أحد البنوك التجارية، وأضحت فوائده لا تفى بمتطلباتهما المعيشية

ففى ظل ارتفاع الأسعار، وانخفاض سعر الفائدة، رأت تلك الوالدة، أن تسحب الرصيد، لتنفذ مشروعاً جديداً، يديره ابنها الوحيد وهو خير من يدير، فيعود عليهما بالخير الوفير....

هداها التفكير لتلك الفكرة، فقادتها قدماها إلى البنك، وأثناء جلوسها، فى انتظار دورها، وقع نظرها على الجالس بجوارها، شاب وسيم فى عمر ابنها، يبدو عليه مظاهر الثراء، ويشع من عينيه بريق الذكاء....

تآلفت الأرواح من النظرة الأولى، وبدأ هو بالحديث إليها حديث ود وصفاء، فأخبرها أنه جاء لسحب بعض أمواله لعمل توسعات جديدة لمشروعه التجارى الناجح، سعياً وراء المزيد من النجاحات، ثم أبدى إعجابه بها، وبأناقتها وحسنها وثقتها فى نفسها، وشعر بعاطفتها نحوه تزداد توطداً وارتباطاً

جاء دورها، فسحبت رصيدها، ووضعته فى الحقيبة، وهى سعيدة أيما سعادة، وقبل أن تنصرف إلى بيتها، وجدت الشاب فى انتظارها، فمنحته رقم جوالها، ليكونا على اتصال

عاونها على الخروج، وودعها وداع الحبيب للمحبوب، فبادرته فى الحال بإشارة تأكيد على رقم الجوال

عادت وفاء إلى منزلها، وصورة أحمد تلازمها، والسعادة تفرد جناحيها لتحملها إلى عالم من الخيال، الذى أضحى قريب المنال، فقد وفقها الله بالتأكيد، إلى من سيساعدها فى تنفيذ مشروعها الجديد، وقلب تبحث عنه منذ زمن بعيد...

دق الهاتف.... فتحت .... سمعت
ـ صباح مشرق سعيد، أشكرك على ما حققتيه لى من سعادة، بحثت عنها طويلاً، لن أنساكِ أيتها الحبيبة، سأسافر الآن فى رحلة عمل، وعند العودة سأعاود الاتصال ... سلام

صوته الرجولى الحنون، ظل يتردد على مسامعها حتى بعد أن أغلق الخط، ثم اتجهت كفراشة حالمة نحو حقيبتها، فوجدتها خاوية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى