الجمعة ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم عبد الله الهلالي

رسالة إلى الفيحاء

ما لهذا الوجهِ أضحى كالغرابِ
شاحباً، فيهِ خيوطٌ من عذابِ
ما لهذا الصوتِ أمسى بعدها
وتراً يبكي على جذعِ ربابِ
ما لهذي الدارِ بعد الهجر، قد
أصبحَ الحزن بها ربَّاً كما بي
أنا لم أنقضْ عهود الحبِّ كي
تهدمي بالغدرِ صرحي وقبابي
فاسألي الحقد الّذي ينهلُّ حتـ
ـتى تمصَّصتِ بهِ زيت شبابي
واسألي ما كانَ يوماً بيننا
كيف يبني لي حياةً من سرابِ
كيف يبني لي بروجاً من أسًى
كيف لي يرسمُ حبَّاً من ضبابِ
غير صمتٍ منهُ لا تنتظري
أمنَ الأمواتِ يؤتى بجوابِ؟َ!
أتركي الآنَ كلاماً قد مضى
واسمعي سيِّدتي فيكِ عتابي
أنتِ يا من كنتِ يوماً أملي
والّذي قد خلتها حسنُ المآبِ
كنتِ لي يا فرحي المنسيِّ شعـ
ـراً – يفوح المسك منه – بكتابي
وسريراً دافئاً لو جئتُ كال
طفل أبكي ، من حنيني واغترابي
وأريجاً كنتِ لو مرَّ خيا
لكِ يذوي جسدي بين الرَّوابي
كنتِ شمساً في السما لكنها
قد توارت أسفاً خلف السحابِ
قمراً، لا يرتضي السكنى على
أفقٍ، مالي أراهُ في الترابِ؟!
نجمةً مجهولة أبعادها
في سماءِ الحبِّ تبدو كشهابِ
تسكنيني، كنتِ في قلبي وأو
ردتي، كالماءِ في جوفِ الخوابي
يا – هدى – إنِّي أنا العود الّذي
رقصت أوتارهُ حبَّاً لما بي
فالصِّبا من منهلي يجري ، وفي
مضجعي يرسو الهوى ملء الملابِ
ما الّذي جئتُ بهِ كي تجعليـ
ـني بدنيا الحبِّ أحيا في تبابِ؟
فأنا لا أعرف الكذب ولا
كانَ لي والله ثوباً من ثيابي
أتقولين ذرفتُ الدَّمع حز
ناً وهمَّاً وأسًى بعد الغيابِ؟!
كيف لا تبكين - يا أنتِ – على
جرحِ شخصٍ – متعبُ القلبِ – مصابِ
أُجْهضتْ أحلامهُ – في لحظةٍ –
كلّها ظلماً، بلا وزرٍ معابِ
فأنا أفنيتُ عمري كلّهُ
بينَ حرمانٍ و بُئسٍ وانتحابِ
فالّذي يجري لحزني ليس دمـ
ـعي أنا، بل دمعة القلبِ المذابِ
ليتَ شعري هل لقلبي صرخة
بعدما ألوتْ بهِ أيدي الصّحابِ
اذهبي، ما عدتُ إلَّا صنماً
لم تفدْ بعد بهِ وخز الحرابِ
هكذا كنتُ وما زلتُ أنا
أيُّ كذبٍ جئتِ ترمين ببابي
ليس بعد اليومِ شأنٌ لكِ يا
غلطتي ، إلَّا كما شأن الكلابِ
انزعي ما رثَّ وجهٌ أسمرٌ
أظهري كل الّذي خلف النقابِ
لم يعدْ حبُّكِ بعد الآن يسـ
ـكنني ، فالحبّ أمسى من خرابِ
لا ولا كفّكِ بعد الآن تز
رعني، ليلكةً بين الشعابِ
ما بنفسي – يا هدى – أضعاف ما
قال قلبي ، بعد لم ينضبْ وطابي
غير أنِّي ألف معنًى يعتريـ
ـني، بنفسي ألف بيتٍ في اكتآبِ
فارحلي الآنَ ارحلي ظالمتي
لِمعادٍ بيننا يوم الحسابِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى