الخميس ٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم فتاحي حسناء

ربوة القطاف

أقصو عن الحمى لا أهجره
يداي تقطّعان شرائح الِقثّاء
وتسيلان خصوبة ودمعا تسيلان
في الغرفة الأخرى صور وذاكرة للتّلف
خلف النافذة نجمة خجولة تستأذن
عيني على البعيد، ينأى وينتشر اليراع
شجرة كستناء ترجفُ ليرفّ قلبي
ويصل الوردي، ينتظرني على ربوة القطاف
كنت أحسب أن القطاف يقترب من البَنان
ذرّات الإشعاع كانت أقرب وأكثر وميضا
لا زلت أرفل في مخدعي، تحاصرني الصُّدَف
أنفلتُ من الباب الضيق، ألج ساحة الانتظار
 
أُصغي إلى الخرير في سريانه:
- لا تتعجّلي الآتي، طرّزي الوقتَ
ورصّعيه بما تيسر من جمار الأنّاة
سيري في النفق الرخامي على مهل
وعلى مهل انتظري وغُضّي الطرف
فلن تنحني السماء لتلثم سطح الأرض
والمحيطات لن تؤوب لتمشي للصحاري
والدم المسفوك لن يعاتب البنفسج على ابتهاجه
على مهل، ربّ أظافركِ، قد تغدو سنابك الآتي
إذا سرى البطش
طوفي في الفضاء الواسع ودَوّني ما يلوي عنق الوردة
 
أُدوّن أو لا أدوّن،
من يثني غاصبا عن انتزاع أنثى الحمام من عشها؟
والمندوب يصوت لإلغاء وجبة العشاء من على موائد الفقراء
لكن أسراب الطيور تنقر الكلس وترسمه خارطةً
للوجع العام حين تحطّ فوق قمم الجبال الشم
يعلو هدير صوتي، يصيب في تحليقه ما يصيب
ويقصف صخبه نوى الجُمادى، تنشق من أنّتها
ويعود ليَ الرجع، ينبّهني أنني غنيتُ كلّ الأغاني
إلا أغنيتي، مؤجلة هي أغنيتي
ومؤجل بلوغي ربوة القطاف.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى