الاثنين ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
فروانة: أكثر من «75» ألف فلسطينى اعتقلت
بقلم زينب خليل عودة

قوات الاحتلال منذ بدء انتفاضة الأقصى

ذكر الأسير السابق، الباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، في تقرير أصدره اليوم في الذكرى 12 لإنتفاضة الأقصى، بأنه قد سُجل منذ بدء انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 2000 ولغاية اليوم، أكثر من (75) ألف حالة اعتقال، وأبعاد مئات المواطنين من الضفة الغربية لقطاع غزة والخارج، فيما الغالبية العظمى ممن لا يزالوا في السجون كانوا قد اعتقلوا خلال انتفاضة الأقصى.

وقال: أن من بينهم أكثر من (9) آلاف طفل، وقرابة (940) مواطنة بينهن (4) مواطنات وضعن مولودهن داخل الأسر في ظروف قاسية وصعبة، بالإضافة لمئات المرضى والجرحى و المعاقين، وعشرات النواب والقيادات السياسية والأكاديمية وبعض الوزراء السابقين، وصدر أكثر من (22) ألف قرار بالاعتقال الإداري، ما بين قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإداري،.

وبين فروانة بأن هناك من اعتقل عدة مرات، فيما ليس كل من اعتقل بقىّ في الأسر، حيث لا يزال يقبع في سجون الاحتلال قرابة (4500) أسير فقط، بينهم (198) طفلاً، و(8) أسيرات، و(215) معتقلا إداريا، و(14) نائباً، بالإضافة لمئات المرضى والمعاقين ممن يعانون من إعاقات مستديمة وأمراض خطيرة ومزمنة وخبيثة.

وأكد فروانة بأن الاعتقالات خلال الانتفاضة طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني بمن فيهم أمهات وزوجات الأسرى، ولم تعد الاعتقالات استثنائية أو مقتصرة على منطقة جغرافية محددة، كما وأنها لم تتوقف يوماً، بل استمرت وأضحت جزءاً من الحياة اليومية للفلسطينيين، وباتت جزءاً من ثقافة كل من يعمل في مؤسسة الاحتلال الأمنية، و تقليداً ثابتاً في سلوكهم، حيث (لا) يمضي يوم واحد إلا ويُسجل فيه اعتقالات، وأن القليل منها ما ينفذ استناداً لما يدعيه الاحتلال من ضرورات أمنية وفقاً لقوانينه الظالمة.

وكشف فروانة: بأن تلك الاعتقالات لم تقتصر على الأحياء فقط، وإنما شملت الأموات، حيث لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز عشرات الجاثمين لشهداء وشهيدات استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى، ولمئات آخرين استشهدوا في السنوات التي سبقتها.
وبيّن فروانة بأن معدل الاعتقالات خلال انتفاضة الأقصى لم يكن ثابتا، لكنه انخفض في السنوات الخمس الأخيرة، وبالمقابل ارتفعت وتيرة الانتهاكات بحق الأسرى.

افتتاح سجون ومعتقلات وأقسام جديدة

وأوضح إلى أنه وخلال انتفاضة الأقصى أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي افتتاح العديد من السجون والمعتقلات كالنقب، وعوفر، كما تم تشييد سجون جديدة وبظروف قاسية كسجن جلبوع بجوار سجن شطة في غور الأردن جنوب بحيرة طبريا، وسجن ريمون المجاور لسجن نفحة في صحراء النقب، بالإضافة إلى توسيع بعض السجون وافتتاح العديد من الأقسام الجديدة فيها، بهدف استيعاب الأعداد الكبيرة من المعتقلين الجدد.

"جنرالات الصبر" مصطلح ظهر خلال انتفاضة الأقصى

وأشار فروانة إلى أنه ومع بدء انتفاضة الأقصى لم يكن من بين الأسرى القدامى من تجاوز الربع قرن في الأسر، فيما اليوم وصل عددهم إلى (23) اسيراً، وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "جنرالات الصبر" وهو مصطلح جديد ظهر خلال الانتفاضة، ويؤمل أن يغيب بتحررهم.

(79) مواطناً إلتحقوا بشهداء الحركة الأسيرة

ولفت فروانة، إلى أن (79) شهيداً التحقوا بقائمة شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي واستخدام القوة المفرطة داخل السجون، أو نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال أي التصفية الجسدية المباشرة، مما رفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (202) شهيداً، بالإضافة الى مجموعة من الأسرى استهدوا بعد التحرر مباشرة خلال الانتفاضة نتيجة لأمراض ورثوها عن السجون أو جراء الإهمال الطبي أمثال مراد أبو ساكوت، وفايز زيدان وزهير لبادة وزكريا عيسى وهايل أبو زيد وسيطان الولي وغيرهم.

صفقة "وفاء الأحرار" والإضرابات الفردية والجماعية

وفي السياق ذاته أشاد فروانة بما حققته صفقة التبادل الأخيرة والتي نفذت في أكتوبر من العام الماضي وعرفت بصفقة "وفاء الأحرار" التي تحرر بموجبها ( 1027 ) أسيراً وأسيرة، مقابل عودة "شاليط" الى أهله.

كما وأشاد بالخطوات النضالية التي خاضها الأسرى خلال العامين المنصرمين، بشكل فردي أو جماعي والمتمثلة بالإضرابات المفتوحة عن الطعام والتي سجلت أرقام قياسية وحققت انتصارات عديدة.
إبعاد قرابة (280) مواطناً لقطاع غزة والخارج خلال الإنتفاضة

وفي سياق متصل أشار فروانة الى سياسة إبعاد المواطنين ونفيهم عن أماكن سكناهم وذويهم قد تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى وأن إبعاد غالبيتهم العظمى كان في إطار اتفاقيات فردية أو جماعية، حيث أبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الانتفاضة ولغاية اليوم قرابة (280) مواطناً من الضفة الغربية إلى قطاع غزة والخارج.

وأن هذه السياسة قد بدأت بالتحديد في العاشر من مايو/ آيار عام 2002 وهو اليوم الذي أبعدت فيه سلطات الاحتلال تسعة وثلاثين مواطناً فلسطينياً كانوا قد احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم وحوصروا من قبل قوات الاحتلال لمدة (40) يوماً.

وأن (13 مواطناً) منهم تم إبعادهم إلى عدة دول أوروبية، و(26) مواطناً أبعدوا إلى قطاع غزة، وذلك وفقاً لاتفاقية فلسطينية - إسرائيلية لم يكشف عن تفاصيلها أو بنودها لغاية اللحظة، و لم يُسمح لأي منهم بالعودة لغاية اليوم بالرغم من مرور أكثر عشر سنوات على إبعادهم.

ومن بعدها تكررت مرارا عمليات إبعاد الأسرى الفلسطينيين إلى الخارج أو لقطاع غزة، في إطار صفقات جماعية كما حصل في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى الأخيرة "وفاء الأحرار" التي أُبعد بموجبها (40) أسيرا للخارج، و(163) أسيرا من سكان الضفة والقدس إلى قطاع غزة ممن كانوا يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد أو لسنوات طويلة، أو في إطار اتفاقيات فردية كما حصل مع كثير من الأسرى، وآخرهم كانت الأسيرة هناء شلبي وإبعادها لغزة أوائل ابريل الماضي بعد إضراب عن الطعام استمر لمدة 44 يوماً، وقد يتكرر الأمر في غضون الأيام القليلة القادمة مع الأسير سامر البرق بعد إضراب عن الطعام استمر (124) يوما متواصلة

وفي هذا الصدد دعا فروانة كافة المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني إلى التعاون فيما بينها وتفعيل دورها أكثر بما يتلائم وحجم ومكانة قضية الأسرى وما يتعرضون له من انتهاكات فاضحة وجسيمة، وذلك في إطار خطة واضحة ومتكاملة يشارك الجميع في صياغتها وإعدادها، ويساهم الكل في ترجمتها على قاعدة أن دعم الأسرى واسنادهم هي مسؤولية جماعية وواجب شرعي ووطني وأنساني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى