الاثنين ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢

نوافذ لرفعت يحيى زيتون

موسى أبودويح

صدر للشّاعر رفعت زيتون ديوانه الثّاني (نوافذ) عن دار الجنديّ سنة (2012م) في (111) صفحة من القطع المتوسط بعد ديوانه الأوّل.

في الدّيوان ثلاث قصائد عموديّة وعشر قصائد من الشّعر الحرّ، والقصيدة الأخيرة منها بعنوان لم يبقَ إلا الكلمة (قصيدة مطوّلة) جاء فيها (37) عنوانًا، وجاءت في (63) صفحة من الدّيوان، وهي ثلاثة أخماس الدّيوان.

بدأ الشّاعر ديوانه بقصيدة عموديّة بعنوان: (أقبلْ بالضّحكة منشرحًا)، فيها دعوة إلى الأمل والتّفاؤل، ونسيان الأحزان والرّضى بقضاء الله وقدره، واعلم أيّها الإنسان أن فعل الخير هو رأس المال وهو الجاه المعتبر عند الله.

وثنّى بقصيدة من الشّعر الحرّ بعنوان (أنت اشتياقي وأنت السّراب)، ومن روائع الدّيوان قصيدة (من بين قطرات المطر) وجاء فيها:

ما أجمل الغيث الرّقيقَ
على الوجوه اليابساتِ
يفتّح الرّيحان فيها بعد طول تقشفٍ
تغدو كأحلى ضحكةٍ
تبدو كتاج، قد
ترصّع بالدّررْ
------------
بل كيف أصبحنا
صقورًا جارحاتٍ قاتلاتْ
في الجوع نأكل بعضنا
أين المحبّة بيننا؟
أين البصيرة والنّظرْ؟
------------
والله تُقْنا للرّبيعِ
وصوت بلبله الّذي
إن ما تغنّى في الصّباحِ
تمايلت كلّ النّسائم والنّدى
من غير لحنٍ أو وَتَرْ

ومن شعر الدّيوان العموديّ قصيدة (غيث الفؤاد) على بحر مجزوء الرّمل (فاعلاتن فاعلاتن... فاعلاتن فاعلات). والقصيدة (29) بيتًا وجاء فيها:
طمئنِ القلب بذكرٍٍ

إنّه غيث الفؤاد
لا تلُذْ يومًا بعبدٍ
ولتسلْ ربّ العباد
فهو من إن شاء أمسكَ
وهو من إن شاء جاد

وهذه المعاني كلّها مقتَبَسة من القرآن الكريم، ومن الحديث الشّريف. فالأوّل من قوله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب"، والثّاني من قوله عليه السّلام: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)، والثّالث من قوله تعالى:(إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا).

وجاء في قصيدته (ألا من خبر):
غريبًا غدوت كطير حزينٍ

تُرى، هل سَلتني غصون الشجر
أقول وقد طال يوم انتظاري
ألا من بريد ألا من خبر
أيا نفس صبرًا لعلّ بيوم
يَرِقُ لدمعيَ قلب القدر

أمّا قصيدته المطوّلة (لم يبقَ إلا الكلمة) فتحتاج إلى نقد موسّع لا يتّسع له وقت ندوة اليوم السّابع.

ويظهر أنّ الشّاعر غلب على شعره التأثّر بالقرآن الكريم فقوله: (فانظر إلى ذات العماد) تشير إلى الآية في سورة الفجر:(إرمَ ذات العماد الّتي لم يُخْلَقْ مثلُها في البلاد). وقوله:(يأيّها الطّين الجحود، لِمَ الكنود؟) مقتبَس من قوله تعالى: (إنّ الإنسان لربّه لكنود، وإنّه على ذلك لشهيد، وإنّه لحبّ الخير لشديد). وقولُه:(رُبّ سحابة في الجوّ تخفي خلفها سيل العرم) راجعٌ إلى قوله تعالى:(فأرسلنا عليهم سيل العرم). وقولُه:(لم تدم حتّى لعاد) فيه إشارة إلى قوله تعالى:( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ). وقوله:( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ).

أمّا الأخطاء النّحويّة والإملائيّة في الدّيوان فقليلة نسبيًّا، منها أخطاء من النّاشر، ومنها ما هو من الشّاعر، وإنّي أذكر هنا بعضها:

صفحة (7): (كسحرُ الخضاب) والصّواب: كسحرٍ.

صفحة (12): (فلا نصيرُ عندها يحمي الثّغور) والصّواب: فلا نصيرَ.

صفحة (13):(أيّها اللّيل الغليظ) ولو قال الطّويل بدل الغليظ لكان أحسن، اتباعًا لامرئ القيس في قوله:

ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجلي
بصبح وما الإصباح منك بأمثل

صفحة (14): (وصدر نيسانِ الحزين) والصّواب: نيسانَ؛ لأنّها ممنوعة من الصّرف، لأنّها عَلَمٌ مختومٌ بألف ونون مزيدتين.

صفحة(21): (يا أخَ النّسيان إنّا) والصّواب: يا أخا النّسيان.

صفحة(40): (إنّ النّجوم بريقها خرق الفضا فعمى البصيرة) والصّواب: فأعمى البصيرة.

صفحة(42): (فالزّهر قد ملأ الرّبى) والصّواب: الرّبا بالألف القائمة؛ لأنّ مفردها ربوة.

صفحة(48): (لا أيادٍ للزّمان) والصّواب: لا أياديَ للزّمان.

صفحة(63): (وجُدْ بها للحقل يبتسمُ الرّبيع) والصّواب: يبتسمِ الرّبيع؛ لأنّها جواب الطّلب مجزوم وحّركت بالكسر لالتقاء السّاكنين.

صفحة(68): (اغفر ثيابك في وعاء العزّ) والصّحيح: اُغمُر ثيابك.

صفحة(70): (وربّما عشقت جمل) والصّواب: جملًا.

صفحة(82): (هاكَ الرّسالةُ والأناشيدُ) والصّواب: الرّسالةَ والأناشيدَ؛ لأنّها مفعول به منصوب لاسم الفعل هاكَ.

صفحة(84): (كم ضيّقٌ ذاك الطّريق) والصّواب: كم ضيّقٍ؛ لأنّ تمييز كم التّعجّبية أو الخبريّة أو التّكثيريّة مجرور دائمًا. وأمّا كم الاستفهاميّة فتمييزها منصوب.

صفحة(93): (قبّل خدّ كوكبك اليمينِ وبعده الخدّ اليسار) والصّحيح: الأيمنَ والخدّ الأيسرَ.

صفحة(96): (والنّور يسرع في الخطى) والصّواب في الخطا بألف قائمة لا بألف على شكل الياء؛ لأنّ مضارعها يخطو، ومفردها خطوة.

موسى أبودويح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى