الثلاثاء ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
تهرُبُ من صدري أنفاسي
بقلم شفيق حبيب

مرايا السِّتّين ... وزمنُ الغزلان

مَنْ هذا الطـّالعُ في المرآةِ
له عينان ِ مُقعّـَرتانْ..؟؟
ينظـُـرُ..؟؟
يرقصُ في عينيهِ الجانْ...
رأسٌ صخْريّ ٌ يتـَدلـّى ..
يترنـّـَحُ ... تحملهُ كتِفانْ..
وجْه ٌ جـِلـْديّ ٌ جفـَّتْ فيهِ
وماتتْ أطيافُ الألوانْ...
 
***
 
إعلانٌ...
إعلانٌ... إعلانْ...
يظهرُ في مرآةِ الغـَيْبِ
بلوْن ِ الشّـَفـَق ِ الباكي
فوقَ بحار ِ الأحزانْ...
إعلانٌ يسألُ مشدوها ً
عن طفل ٍ
غابَ غريبا ً بين ضَريح ِ المَهْدِ
وبين سرير ِ الثـَّلج ِ النـّابض ِ في الأكفانْ
إعلانٌ يسألُ محزونا ً :
عن خـُضْرةِ أشرعةِ الأغصانْ...
عن وَهَج ِ الزَّهر ِ الرّاقص ِ في نـَيْسانْ
يسألُ عن طفل ٍ
يلهثُ خلفَ فراشاتِ البُستانْ ...
آهٍ !! يا زمنَ الغزلانْ ..
آهٍ !! يا زمنَ الغزلانْ ..
كانت كِسْرَة ُ خبز ٍ بالزّيتِ البلدي
أطيَبَ من كلِّ صُنوفِ اللـّحم ِ المحفوظ ِ
ومن عُلـَب ِ الأجبانْ..
كانت مِلعَقة ٌ من شَهْدِ الجَدَّةِ " نِعْمِـه"
أشهى من حلوى الشّام ِ
ومن عَسَل ِ الجَوْلانْ...
 
***
 
أنظـُرُ في مرآة ِ الزَّمَن ِ الأصفر ِ
أسمعُ أشباحَ النـّسيانْ..
أسمعُ أصواتَ الماضي
ملأ َتْ أنفاقَ الأزمانْ...
أسمعُ قهقهتي.. وصُراخي
ومعاركَ أبناء ِ الجيرانْ..
 
***
 
أنظـُـرُ في مرآةِ الزَّمَن ِ العاتي
أسألُ عن ولدٍ
تعشقـُهُ حَسناواتُ بحار ِ المَرْجانْ...
غنـّى الدّ ُنيا فـَرَحا ً ... مَرَحا ً ... ألحانْ
هل ضَيّـَعَ هذا الشاعرُ
بعضَ تفاصيل ِ العـُنوانْ؟؟
فلماذا يركضُ ...
يسْـقط ُ ...
ينـْهضُ ...
يتلوّى..
هل أصبحَ خارجَ أشباكِ الميدانْ؟؟؟
 
***
 
أنظرُ في مرآةِ الصّـَمتِ القاسي
تهرُبُ من صدري أنفاسي
تـَغـْرَوْرقُ بالدّ َمع ِ العَينانْ...
هل أ ُنكِرُني ...؟؟
هل أ ُنكِرُ بعضَ شظايا
بعضَ بقايا...
قِطـَعا ً...
نُتـَفا ً من إنسانْ... ؟؟؟
فأنـا..
رغمَ الضّـَعْف ِ...
ورغم العَسْف ِ ...
ورغمَ السّـَيْف ِ ...
أ ُقاتلُ أربابَ الطـّـُغيانْ...
أرفضُ...
ألـْعنُ هذا الشّيطانَ.. القـُرصانْ..
!
صَدَأ ٌ...
مُرّ ٌ... خبزُ السّـُلطانْ..
ما زلتُ أ ُحاربُ
ظـُلـْمَ القاتل ِ.. والسّـجّانْ..
 
***
 
أنظرُ في مرآةِ الزّيف ِ
فتفصلـُني عنّي الجُدرانْ..
هل أخرجُ من ذاتي؟؟
لكنْ..
حولي تنتصبُ القـُضْبانْ...
تعلو... تعلو...
فوقَ الأجداث ِ الكـُثـْبانْ...
ولـّى المتنبّي...
وابنُ الرّومي...
أينَ الأخطلُ..؟؟
أين فِراسُ بني حَمْدانْ..؟؟
فأ ُنادي ....
أصرخُ ....
يملأ ُ صوتي كلّ َ فراغات ِ الأشجانْ..
ويعودُ صدىً:
هَرمَ الرّ ُبّـــــــانْ...
هُزمَ الرّ ُبّـــــانْ...
 
انتهى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى