الثلاثاء ١٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم فتاحي حسناء

فوضاكَ نقاء

لا صدى للحرائق في الحيّ
والريح تعجّ بالشظايا
تطير بها إلى الأبراج
وأنتَ لا تأتيكَ الحرائق، هي منكَ
تنبعث من ريش جوانحكَ
أما صفحتكَ فصقيعيّة والشرنقة من جليد
حين تصحو من صَفائكَ
تأخذكَ الفوانيس الباهتة
إلى رفات الدجى الطويل وهو يلملم الحشود
فكرة خصبة تجتاز بكَ المنحدرات عبر أفيائكَ
تبحث في الرّقْمي عن ملتمس للدّحر
رشفة من شاي في المقهى عند زاوية الزقاق
تكفيكَ لتصل الثمالة
عبق الرواسب يشيع خَدرا لا يُحْتمَلْ
شفرة على أقلّ من مليمتر من الوريد
لكنها لا تصل..
يحملكَ المسير إلى هزيمة عند وَقْع المفردات
يطاردكَ الهدْر في لهوه
لا مناص من صيرورة أذبلت أوراق الجموح
وأزهار التردّي يانعة
في الدقيقة الخامسة والأربعين بعد الساعة
موعدكَ مع الاغتراب
اغتراب عنكَ وفيكَ
اغتراب خارج الاغتراب
اغتراب في الداخل
على عتبة الألفة اغتراب
وكما السجية تحملكَ إلى الوردي
تُهديكَ روافد الأمس إلى السّراب
تُمسي مِفكٍّا بين الأصابع كغيركَ
لتنسى، تشتري بثمن اختناقكَ
أسبوعا من الإقامة في فردوس افتراضي
لا زال التمادي في التزحلق يؤرقكَ
والدفاع عن الخطايا سمة الديار
تكاد العصافير تَهُجّ من صدركَ
من عنفوان متصاعد، تفضحه الأروقة
من كرى الأماسي المشتعلة على لحظ حبيبتكَ
من لثمة لا تُرَدّ.
اللجّة صافية، تعرف ذلك
لكن الصخر جارح
كلُّ عيّنة تشعّ كُدارة
كلّ تصنيف يلوح بالكَدر
كَدر على كدرْ
كدر عشوائي، وآخر منظم
لا شأن لكَ بهذا الكدر
مادامت فوضاكَ نقاءْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى