الأربعاء ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم حسن توفيق

العرس الدموي!

تتفتت الأحلام عند الصحو كالأمواج فوق الشاطيء الصخريّ
وتواصلُ الريحُ التشردَ في جهات الأرض، ترفض أن تقيم لتستريح
لا حلمَ يضحك في مدى عينيك أو عينيّ
هذا هو المجهول يجرفنا ويجرف ما تبقّى من صدى الفرح الشحيح
كانت هنا جمرة
لكنها خمدتْ وبعثرت الرماد على العيون
فتسمرتْ كل الخطى وتزاحمت فينا الظنون
كانت هنا ثورة
وتجمع الفقراء منتظرين أن تمتد أيديهم إلى أحلى شراب
لكنهم وجدوا السراب
وجدوا اللحى تمتد في الميدان من كل الجهات
وبقربهم بعض الفتات
وتخاطفَ اللؤماءُ ما خطفوه من ثمر شهيّ
كانت هنا ثورة
أرواحُ من راحوا ترفرف – كل ليلٍ – دامعة
ها نحن قد متنا ولم يطلعْ على الأرض النهار
ها نحن قد متنا لكي تعلو على أشلائنا كل المسوخ الخادعة
يا أرضُ .. مَن سرق الثمار ؟
يا أرضُ .. مَن نسفَ النهار ؟
كانت هنا ثورة
وتخضبتْ بدمائها في عرسها الدمويّ
وتعلقتْ من شَعرها ما بين أحمدَ والمسيح
ومواكبِ الدجل الرخيص .. وحسرةٍ مرة
تبكي على أملٍ جريح
كانت هنا ثورة
لكننا لم نبتهج بجمالها الورديّ
وإذا بنا نصحو على متنافرين يقامرون
ويواجهون النور بالعفن الذي يسعون أن يعمي العيون
كانت هنا ثورة
وإذا بنور الصبح ... ليلُ
وإذا بنا .. لا حلمَ يضحك في مدى عينيك أو عيني .. لا شمسٌ تطلّ
وإذا بنا نصحو على ضوضاءِ هذا المشهدِ المتقيحِ العبثيّ
لكننا – مهما يكنْ – لن نحملَ الصخرة
لن نقبلَ السخرة!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى